تشييع الأم المغدور بها على أيدي «التوأم القاتل»
في أجواء تسودها الحسرة والحزن، شيع المصلون والمصليات هيلة العريني - رحمها الله - المغدور بها من قبل ابنيها العاقين، حيث اكتظت جنبات جامع الراجحي شرق العاصمة الرياض بالمصلين بعد صلاة العشاء البارحة.
ورصدت " الاقتصادية" حضور المئات من المشيعين الذي حضروا وتعاطفوا مع أسرة المغدور بهم، حيث أدوا الصلاة عليها في الجامع، وآخرون انتظروا الجنازة في مقبرة النسيم مكان دفن الشهيدة هيلة العريني (67 عاما).
ووصف عدد من المشيعين للجنازة الجريمة بالعقوق وأنها جريمة شنيعة يندى لها الجبين، على يد شابين يعتنقان الفكر المتطرف الذي يتنطع أصحابه بحب الدين، والحث على صلة الرحم والأخوة، مشيرين إلى أنهما تجردا من إيمانهما وإنسانيتهما، ولم يباليا بأمر الله حين ربط عبادته بالإحسان إلى الوالدين، وقتلا أمهما وأصابا والدهما وشقيقيهما بإصابات خطيرة.
وقال لـ "الاقتصادية" خالد العبد الله أحد جيران أسرة العريني في الرياض، إن الحادثة وقعت على أهالي الحي كالصاعقة، فلم يكن يعرف عن الأب والأم إلا كل خير، لافتا إلى عظم الفاجعة، داعيا أولياء الأمور إلى متابعة أبنائهم، قبل أن ينجرفوا وراء التطرف والإرهاب.
#2#
يأتي ذلك في الوقت الذي خصص فيه مشاركون في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هشتاق بعنوان( #هيلة- العريني ) داعين الله أن يرحمها ويغفر لها، واصفين الحادثة بأنها مثال حي لمنهج "داعش" التكفيري، الذي لم يستثن أقرب الأقربين، مشيرين إلى أنها حادثة تقشعر لها الأبدان.
وطالبوا الدعاة والمربين والعلماء والآباء والأمهات والمعلمين برعاية الشباب، وتحصينهم من الأفكار الدخيلة على المجتمع، حيث إنهم أمانة، والسهر للمحافظة عليهم من هذه المعتنقات الخطيرة التي تحرق الأخضر واليابس ولا تُبقي ولا تذر، مبينين أن عليهم تلمس الثغرات التي تتسرب منها إليهم هذه الشبهات، وتتسلل إليهم منها هذه الترهات، حتى يتم القضاء عليها.
بدوره، وصف المغرد أحمد الشهيب الجريمة بأنها " مفجعة ومحزنة، رحم الله الفقيدة وغفر لها وصبر ذويها وأشفي زوجها وابنها، للأسف الدواعش اعتادوا في كل رمضان أن يفجعونا بمصيبة".
وشاركه الرأي أحمد الحربي، وقال في تغريدة له: :" كيف سمحت لك نفسك أن تطعن الصدر الذي أطعمك اللبن، يوم أنك ضعيف لا حول لك ولا قوة، حسبي الله ونعم الوكيل".
وكانت الجهات الأمنية قد قبضت على شقيقين توأمين قتلا والدتهما وأصابا والدهما وشقيقيهما بإصابات خطيرة، وذلك في أقل من ثلاث ساعات من هروبهما من منزلهما موقع الجريمة فجر الجمعة الماضي في العاصمة الرياض.
وقال لـ" الاقتصادية" اللواء منصور التركي المتحدث الأمني لوزارة الداخلية في وقت سابق، إن الأخوين لم يكونا مطلوبين للجهات الأمنية، ولم يسبق أن تلقت وزارة الداخلية أي بلاغات ذات علاقة بهما ، وليس لهما أي سوابق أمنية أو جنائية. وأوضح أن الجهات الأمنية أنها تمكنت مع فجر الجمعة الماضي من إلقاء القبض عليهما في مركز الدلم في محافظة الخرج، ولا تزال التحقيقات جارية لكشف ملابسات هذه الجريمة الشنعاء التي تجرد فيها الجانيان من كل معاني الإنسانية، وانتهكا بموجبها عظم حقوق والديهما التي أوجبها الله ولم يرحما كبر سنهما ولا شيبتهما.