«القيلة» بين أجا وسلمى .. عشق حائلي يزينه الإفطار والسحور
رغم التطور الذي اجتاح المجتمع السعودي على شتى الصعد، وسيطرة النمط المدني على حياة معظم السعوديين، إلا أن ذلك لم يؤثر كثيراً في العلاقة الحميمية بين الإنسان والصحراء والخيمة، لاسيما المواطن الحائلي الذي عشق البر، والمكوث وتناول الإفطار والسحور بين سفوح جبال أجا وسلمى، في شهر رمضان، في ما يسمى بالـ"القيلة" هرباً من ضغوط الحياة اليومية والبيوت الأسمنتية، وابتعاداً عن ضجيج المدن وازدحامها، يفضل الحائليون "القيلة"، التي هي عبارة عن رحلة تبدأ من عقب صلاة العصر إلى الفجر دون المبيت، يشجعهم على ذلك تنوع التضاريس التي تتمتع بها المنطقة وطبيعتها الخلابة.
وبدأ هواة البر عادتهم السنوية في تنظيم الرحلات في أماكن تزينها أجواؤها العليلة والعيون الجارية ومناظرها الخلابة، حيث يوزع المشاركون في تنظيم تلك العادة جدولا للرحلات البرية القريبة من المدينة، ويتم تكليف المشاركين في الرحلة بجلب أنواع الوجبات الرمضانية لتناولها على مائدة الإفطار، خلاف ما يتم إعداده من وجبات في البر.
وقال المواطن منيف السحلي، إن وجبات الإفطار تحلو في أجواء جبال أجا وسلمى، حيث المناظر الخلابة والعيون الجارية في بعض الأماكن تشجع على الخروج لها، مبيناً أن الرحلة إلى البر في رمضان تسمى في المصطلح الحائلي"قيلة" وهي الخروج للبر مع الأصدقاء والأقارب من بعد العصر إلى الفجر.
وأوضح أنه ومجموعة من الشباب، لم يفطروا يوما واحدا في المدينة منذ دخول شهر رمضان، مفضلين الابتعاد عن المدينة وهمومها والبرامج التلفزيونية المزعجة، والخروج إلى البر حيث الهدوء والاستجمام، مشيراً إلى أن وجبات الإفطار منها ما يتم تجهيزه في البر ومنها ما يتم جلبه من المنزل.
وأضاف السحلي أن رحلتنا في رمضان نعيش فيها طقوسه في البر فبعد تناول مائدة الإفطار نتبادل الأحاديث فيما بيننا حتى وجوب صلاة العشاء والتراويح، ونقوم بتأديتها جماعة في البر، وبعد التراويح يكون هناك دروس دينية نستفيد منها في رحلتنا، وبعد ذلك نعود لتحضير وجبة العشاء ونتناولها في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ونعود إلى المدينة.
من جهته، أكد وليد الميمان أن "القيلة" في رمضان لها نكهة خاصة، لاسيما مع غروب الشمس وقت الإفطار، حيث تكون أجواء الأودية والسفوح القريبة من حائل جاذبة وخلابة، مؤكدا تفضيلهم الخروج للبر في رمضان عن المكوث في المدينة.
ولفت إلى أن محبي البر يمارسون هواياتهم في رمضان منذ سنوات طويلة فهذا عشق أبدي بين شباب حائل والبر، مشيراً إلى أن الشباب يجلبون وجبات الإفطار معهم من منازلهم وهناك ما يتم تجهيزه في البر، خاصة وجبة السحور.