" الخدمات الاجتماعية للعاملين .. الحافز المستبعد"

" الخدمات الاجتماعية للعاملين .. الحافز المستبعد"

تعرف الحوافز الإدارية بأنها مجموعة من المؤثرات الخارجية التي تحفز العامل لتقديم أداء أفضل في المنشأة التي يعمل فيها، وتقسم الحوافز إلى حوافز سلبية وإيجابية، فالحوافز الإيجابية تشتمل على ثلاثة أنواع هي الحوافز المادية والحوافز المعنوية والحوافز الاجتماعية، فالحوافز المادية تتمثل في زيادة الراتب وتقديم المكافآت والمشاركة في الأرباح, أما الحوافز المعنوية فقد تكون على شكل ترقية أو إثراء وظيفي أو المشاركة في مجلس الإدارة وتحسين مناخ وظروف العمل وغيرها, في حين أن الحوافز الاجتماعية تكون على شكل خدمات تقدمها المنشأة للعاملين مثل تقديم الخدمات الطبية والثقافية والترفيهية ووسائل المواصلات وصناديق الادخار, إلى جانب النشاطات الاجتماعية للعاملين وأسرهم, وأهم ما يميز حوافز الخدمات الاجتماعية عن الحوافز المادية والمعنوية هو أنها تقدم دون استثناء لجميع أفراد المنشأة على اختلاف مستوياتهم الإدارية وعلى اختلاف مستوى إنجازهم وأدائهم الوظيفي.
من المؤسف له أن حوافز الخدمات الاجتماعية لا ينظر إليها بمستوى عال من الأهمية مقارنة بالحوافز المادية والمعنوية في غالبية منشآت القطاعين العام والخاص, إلإ أن ما يبعث البهجة في النفس أن قلة من منشآت القطاع الخاص في المملكة قد أدركت أهمية الخدمات الاجتماعية في زيادة الرضا الوظيفي والانتماء والولاء لدى العاملين، لذلك اتجهت إلى هذا النوع من الحوافز, حيث نشرت صحفية "الاقتصادية" في عددها رقم (5014) الصادر ليوم الأربعاء الموافق 18/6/1427هـ قائمة بأسماء (10) عشر شركات محلية فازت بجائزة أفضل بيئة عمل لأفضل الممارسات تجاه مواردها البشرية, وبالاطلاع على ممارسات الشركات الفائزة في مجال الخدمات الاجتماعية للعاملين والمنشورة في موقع الصحيفة على شبكة الإنترنت, أمكن تلخيصها في النقاط التالية:
ـ تقديم خدمات ثقافية بتوفير خلاصة لأكثر الكتب مبعياً في العالم, إلى جانب معلومات متكاملة عبر شبكة الإنترنت عن المنشأة ومشاريعها، ومكاتبها, والمسارات المهنية لكل وظيفة.وفرص التدريب المتاحة.
ـ تقديم خدمات الاستشارات الشخصية لوقاية الموظف من المشكلات التي تؤثر في مستوى أدائه.
ـ تقدير الموظفين المتميزين مادياً ومعنوياً, إلى جانب تكريم الموظفين الذين قضوا سنوات طويلة في خدمة الشركة.
ـ توفير ناد صحي وأماكن ترفيه في مقر الشركة لمساعدة العاملين على تجديد نشاطهم البدني والذهني خلال ساعات العمل، وتوفير فرص التواصل مع زملائهم في العمل.
ـ توفير أماكن خاصة لراحة الموظفين, وتوفير وجبة الإفطار, ومطبخ يوفر الوجبات الخفيفة على مدار الساعة.
ـ توفير خدمات المنح والقروض دون فوائد والتقسيط والإعانات لتمويل المساكن والسيارات بتكاليف منافسة.
ـ تنظيم رحلات ولقاءات اجتماعية متنوعة لموظفي الشركة ولعائلاتهم, وتشتمل الرحلات على نشاطات ثقافية ومسابقات رياضية وذهنية بهدف الترويح عن النفس و التخفيف من آثار ضغوط العمل السلبية على العاملين، إلى جانب توطيد العلاقة الإنسانية بين موظفي الشركة .
ـ تنظيم برامج لاستقبال أطفال الموظفين لزيارة مكاتب الشركة, مما يسهم في خلق الشعور بالفخر لديهم عند مشاهدة أماكن عمل أولياء أمورهم.
ـ توفير التأمين على الحياة , وتوفير التأمين الطبي للموظفين وآبائهم دون حد على السن.
فتحية وتقديرا لهذه الشركات لعنايتها بمواردها البشرية، وحرصها على تقديم جميع أنواع الحوافز المادية والمعنوية والاجتماعية، وحيث إننا في المملكة العربية السعودية مقبلون على حقبة جديدة من النماء والتطور بإنشاء المدن الاقتصادية وغيرها من المشاريع العملاقة, وما يصاحب ذلك من دخول قوى عاملة أجنبية لتعاون أبناء الوطن في المسيرة, اقترح إضافة ممارسة أخرى في مجال الخدمات الاجتماعية للعاملين, وهي برنامج الموظف المضيف program sponsoring Employee الذي يكلف فيه الموظف من أبناء الوطن باستقبال الموظف المقيم عند وصوله وتقديم المساعدة في كل ما يحتاج إليه من معلومات وخدمات ونصح وإرشاد يسهم في تذليل الصعوبات وسرعة استقرار وتكيف الموظف المقيم وأسرته نفسياً واجتماعياً مع المجتمع .
كلمة أخيرة: ,أخي صاحب العمل, مهما كان حجم ونوع النشاط الذي تزاوله, فإن الجديد والمفيد لن يطرق الأبواب ونحن مشغولون بالإنجاز الكمي والورقي والهاتفي على حساب رعاية الموارد البشرية، كما أن الاستمرار في تقديم الأنواع الشائعة من الحوافز المادية والمعنوية لن يكون فاعلا في استثارة دافعية العاملين, ما لم يرافق ذلك تقديم الحوافز والخدمات الاجتماعية التي تسهم في الوصول بالعاملين إلى مستوى أعلى من الرضا الوظيفي ومستوى أعلى من الأداء والانتماء إلى المنشأة.

أستاذة في الجامعة العربية المفتوحة
[email protected]

الأكثر قراءة