25 % من السعوديين يفضلون اقتناء الذهب «السادة»
قال لـ "الاقتصادية" كريم العنزي رئيس اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة في مجلس الغرف السعودية، إن أقل من 25 في المائة من السعوديين يفضلون شراء الذهب السادة، ولا يحبذون المشغولات الذهبية التي تحتوي على أحجار مثل الزركون الذي يستورد من دول شرق آسيا، والأمريكتين الجنوبية والشمالية.
ويشكل الذهب السادة ما نسبته أكثر من 50 في المائة من الكميات التي تقوم بتصنيعها مصانع الذهب المحلية، بينما يتم تصنيع المشغولات الذهبية التي تحتوي على أحجار "الزركون" والأحجار شبه الكريمة بنسب متفاوتة.
وأوضح العنزي، أن هناك دولا مثل الصين والهند؛ وهي من أكثر دول العالم استهلاكا للذهب؛ 90 في المائة من سكانهما يفضلون التعامل مع الذهب السادة، باعتباره يظل محتفظا بقيمته عند إعادة بيعه.
وأرجع العنزي زيادة الطلب على الذهب السادة في السعودية إلى أن النسبة العظمى من الحجاج والمعتمرين يفضلون اقتناء هذه النوعية من الذهب الذي لا يحتوي على هذه الأحجار، بينما يبحث المستهلكون السعوديون عن التصاميم الجميلة التي لا تتوافر في الذهب السادة وإنما التي تحتوى على أحجار الزركون.
وبين رئيس اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة، أن الأحجار الكريمة تعد غالية الثمن خاصة "الزمرد" و"الياقوت"، مشيراً أنها مكلفة بالنسبة للمستثمرين والمستهلكين معاً، أما الأحجار غير الكريمة فتنقسم إلى قسمين أحجار شبه كريمة ، وأحجار "الزركون " الذي يمثل النسبة الكبرى في جميع المشغولات الذهبية على مستوى دول العالم ، وليس في السعودية فحسب.
وأشار إلى أن مصانع الذهب في السعودية تستخدم النوعين من الأحجار غير الكريمة، مضيفاً أنه من الصعب إعطاء نسب محددة عن كميات الذهب المُصنع محليا ويحتوي على هذه الأحجار، حيث تعمل أغلب المصانع بشكل منفرد، ولا يوجد نظام موحد كما هو الحال في الكويت وقطر فيما يختص بدمغ الذهب من قبل الدولة.
وبين أن هناك بعض أنواع من أحجار الزركون تعتبر أسعاره أغلى من الذهب نفسه، مشيراً إلى أن هذا النوع من الأحجار يمنح الذهب جمالا ورونقا كالألماس.
وأوضح أن تفضيل المستهلكين للذهب السادة ظاهرة عالمية، وليست في السعودية فقط، وخاصة في إيطاليا، فقد بدأت العودة للتصاميم الغربية التي تعتمد على الذهب السادة.
ولفت العنزي إلى أن نسب الغش التجاري في الذهب السادة تكاد لا تذكر، خاصة في المحال التي تعمل بشكل نظامي، موضحاً أن أصحاب هذه المحال على قناعة تامة أنهم يحققون مبيعات وأرباحا سنوية مجزية بالتالي فهم غير مجبورين على التعامل مع الذهب المغشوش، لافتاً إلى أن صاحب المحل لا يستفيد بتاتا عند بيعه الذهب المغشوش، وإنما المستفيد من ذلك هم أصحاب الورش غير النظامية التي تعمل في الخفاء والتي تقوم بتسويقها بطرق ملتوية ولا يلجأون لبيعها إلى أصحاب المحال النظامية التي تخضع لرقابة صارمة من قبل الجهات المعنية.
من جانبه، قال لـ " الاقتصادية " عبدالغني المهنا، رئيس لجنة الذهب والمجوهرات في غرفة الشرقية إن نسبة كبيرة من الذهب المُصنع محليا تحتوي على أحجار غير كريمة يتم استيرادها من النمسا، هونج كونج، وتايلاند، مشيراً إلى أن هناك كثيرا من المستهلكين يفضلون شراء المشغولات الذهبية التي تحتوي على نوعية هذه الأحجار. ولفت إلى أن قطعة واحدة من الأحجار غير الكريمة التي تزن جراما واحدا فقط قد تصل قيمتها إلى 170 ريالا، في حين أن سعر الجرام الخام من الذهب يصل في بعض الأحيان إلى 130 ريالا، منوهاً إلى أن عددا من المصانع تقوم بشراء حاجتها من هذه الأحجار من محال متخصصة في السعودية والبحرين والإمارات.
وأشار المهنا إلى أن قطع الذهب المُصنعة محليا تحتوي على نسبة لا تزيد على 5 في المائة من الأحجار غير الكريمة، وذلك وفق ضوابط مفروضة من الجهات الرسمية.
وأوضح أن 30 في المائة من إنتاج المصانع المحلية عبارة عن ذهب سادة لا يحمل أي أنواع من الأحجار غير الكريمة، مشيرا إلى أن زيادة نسبة الذهب الذي يحتوي على الأحجار يأتي انعكاسا لرغبة وتلبية أذواق المستهلكين المحليين.
وأضاف، أن السماح بأن تتضمن المشغولات الذهبية على نسبة لا تزيد على 5 في المائة من الأحجار غير الكريمة تحد من قدرة المصممين على الإبداع والابتكار في تصاميم المشغولات الذهبية، بالتالي حرمان المستهلك من اقتناء تصاميم راقية للمشغولات الذهبية متوافرة في أسواق دول مجاورة.
بينما يرى مستثمر آخر في قطاع الذهب والمجوهرات في الدمام، أن المشغولات الذهبية التي تحتوي على أحجار غير كريمة تفقد جزءا بسيطا من قيمتها عند إعادة بيعها في السوق، عكس الأحجار الكريمة التي قد تفقد ما بين 60 و 70 في المائة من قيمتها عند إعادة البيع، مبينا أن الأحجار الكريمة عدة أنواع منها "الفيروزي"، و"الروبي" من باكستان، وأنواع أخرى من سريلانكا، مشيرا إلى أن الذهب السادة غير مرغوب لدى كثير من المستهلكين المحليين.