«جنة الصين» تخصص 850 ألف متر مربع لاستضافة ضيوف القمة
مع احتضانها قمة العشرين، بدا أن الأضواء تتسلط على هذه المدينة الحالمة "هانغجو"، حيث ينتظر الصينيون بشغف المظهر الذي ستظهر به المدينةخلال القمة، والانطباع الذي ستتركه لدى العالم.
ويعتز ويفتخر الصينيون دائما بأنهم يطلقون لقب "جنة الأرض" أو "جنة الصين" على هانغجو عاصمة مقاطعة تشجيانج على الساحل الجنوبي الشرقي للصين التي ستضيف قمة العشرين الـ 11 اعتبارا من اليوم ولمدة يومين.
وتمتلك المدينة مواصفات سياحية عالية نظرا لامتلاكها طبيعية خلابة بحكم موقعها الجغرافي، إضافة إلى ذلك أنها نجحت في أن تصبح مركزا اقتصاديا وثقافيا وتكنولوجيا وتعليميا في مقاطعة تشجيانج، كما تلعب المدينة دورا مركزيا في دلتا نهر اليانجتسى، ويبلغ عدد سكانها نحو تسعة ملايين نسمة.
وأفاد تقرير نشر على موقع قمة العشرين بهذه المناسبة أن هانغجو تم تجديد معالمها المعمارية باعتبارها واحدة من سبع عواصم قديمة في الصين، حيث تشتهر بتراثها القديم وهي أول مجموعة من المدن الأسطورية التي صنفتها الحكومة المركزية بأنها تاريخية ومدينة الثقافة، ولذلك أطلق عليها اسم "جنة الأرض".
وتعد هانغجو مدينة قديمة وتتميز بمعالمها التاريخية وبتراثها الثقافي، كما تتميز بتنوعها البيئي من جبال خضرة ومياه، وتعرف أيضا بطيبة أهلها، ما جعلها تصبح وجهة سياحية للمشاهير، لكن خلال العقدين الأخيرين باتت المدينة الواقعة في شرق البلاد تعرف بعدة معالم جديدة.
ويعود تاريخ مدينة هانغجو إلى أكثر من 2200 عام إلى عهد أسرة تشين التي فرضت حكمها على المقاطعة، كما تشير الآثار وتثبت وجود مستوطنات بشرية منذ وقت مبكر قبل ثمانية آلاف عام، ما يؤكد أن هانغجو تعتبر واحدة من المدن التي شهدت مهد الحضارة الصينية.
ولدى هانغجو ثقافة محلية خاصة بها وهي أيضا يطلق عليها لقب "فجر الحضارة"، وقد زارها الرحالة الإيطالي ماركو بولو، في القرن الـ 13، وأشاد بها ونوه بمناظرها الطبيعية الخلابة، ووصفها بأنها مدينة رائعة ونبيلة.
وتعد هانغجو من أبرز الواجهات السياحية في العالم لوفرة الواجهات السياحية فيها مثل البحيرة الغربية وتمتعها بالأراضي الرطبة وهي بالفعل أحد 41 موقعا سياحا في العالم، وتسمى عاصمة الشرق في أوقات الفراغ، وهي الآن أيضا في موقع التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو.
وتعد هانغجو المدينة الأكثر حيوية اقتصاديا في الصين، ففي عام 2014 بلغ إجمالي الناتج المحلي 920.16 مليار يوان ونصيب الفرد فيها يبلغ 103.757 يوان وتحتل المرتبة الرابعة بين عواصم المحافظات في البلاد، والخامسة بين جميع المدن الفرعية للمحافظات والعاشرة بين جميع المدن لسنوات.
وقد تم الاعتراف من قبل البنك الدولي بأنها أفضل بيئة للاستثمار في الصين، وصنفتها مجلة فوربس بأنها "أسعد مدن الصين"، حيث تعتبر عاصمة التسوق الإلكتروني، ومن أفضل عشرة مدن مبتكرة في البلاد، ومن المدن العشر الأكثر حيوية في البلاد. وطبقا لتقرير لصيحفة الجارديان اللندنية، سيتم استضافة مندوبي 19 دولة في قاعة بمساحة 850 ألف متر مربع في مركز المؤتمرات وهي مبنى من النوع الفني المعماري النادر، ويقع على الساحل الشرقي لنهر كياناتج، وقد وبلغت تكلفة بنائه 917 مليون دولار.
وللحفاظ على هدوء وأمن االمدينة وتهيئتها لاستقبال هذا الحدث، فقد منح جميع السكان كوبونات مجانية قدرت تكلفتها بنحو 10 مليارات يوان (1.5 مليون دولار) لقضاء إجازة لمدة أسبوع خارج المدينة والذهاب إلى مناطق جذب سياحي أخرى خارج مدينة هانغجو، كما أن أولئك الذين لا يرغبون قضاء العطلة خارج المدينة عليهم البقاء في منازلهم، كما صدرت تعليمات مسبقا منذ فترة قبل بداية قمة العشرين بوقف استقبال زيارة السياح من الخارج للمدينة.
وبحسب "رويترز"، فقد تحولت مدينة هانغجو الصينية إلى مدينة أشباح قبل وصول زعماء أكبر عشرين دولة اقتصادية في العالم بعد أن شجعت الحكومة الصينية السكان على مغادرتها مع تعزيز الإجراءات الأمنية استعدادا لقمة مجموعة العشرين. وعشية بدء قمة مجموعة العشرين كانت الطرق والمراكز التجارية في الشارع الرئيسي وسط مدينة هانغجو - وهي عادة مدينة مزدحمة يقطنها تسعة ملايين نسمة - خالية إلا من بضع سيارات وأفراد في حين أغلقت المتاجر أبوابها.
وتوقفت أيضا أعمال البناء في المدينة وهو أمر غير مألوف في دولة يكاد العمل يكون مستمرا فيها على مدار الساعة، فيما تقرر إغلاق أكثر من 200 مصنع للصلب على مشارف المدينة ضمن مساعي الحكومة للحد من التلوث خلال القمة التي تستمر يومين اعتبارا من اليوم.
وقال ليو وين تشاو وكيل العقارات في هانغجو إن الأمور الآن غير مريحة نوعا ما ولكن يمكنك أن تفهم السبب، مضيفا أن زعماء أكبر 20 دولة في العالم سيحضرون هذه القمة ونحن بحاجة إلى أن نضمن الأمن للأجانب.
والمدينة بقعة سياحية كبيرة كما أنها مقر مجموعة علي بابا التجارية العملاقة وتضم مصانع منسوجات ومصانع صلب، وبحسب بعض المطاعم فقد تقرر إرسال عامليها من القادمين من منطقة شينجيانج في غربي البلاد إلى ديارهم خلال هذه الفترة. وتعكف الشرطة منذ مطلع الأسبوع على تفقد الشوارع التي يجوبها رجال وصفوا أنفسهم بأنهم حراس أمن متطوعون.
وتحرص الصين على أن تعقد القمة دون أي عقبات، ولن تخلو شوارع المدينة فحسب من المارة ولكن من السيارات أيضا، حيث حظرت الحكومة سير نحو نصف وسائل النقل بالسيارات.
وتوقف الإنتاج في المصانع في دائرة نصف قطرها 300 كيلومتر حول المدينة للسماح بانقشاع الضباب الدخاني، وعززت الحكومة المحلية إجراءات الأمن قبل القمة، حيث أقامت 172 نقطة تفتيش مروري.