الجنيه الاسترليني في أدنى مستوياته وهاموند يحذر من "اضطرابات" أثناء بريكست
انخفض سعر الجنيه الاسترليني الى ادنى مستوياته منذ ثلاث سنوات مقابل اليورو الاثنين بعدما اعلنت رئيسة الوزراء تيريزا ماي ان بلادها ستبدأ مفاوضات الخروج من الاتحاد الاوروبي (بريكست) بنهاية اذار/مارس، فيما حذر وزير المال فيليب هاموند من "اضطرابات".
وانخفض الجنيه ليصل الى 87,46 بنسا لليورو، وهو ادنى سعر منذ اب/اغسطس 2013، بعدما كشفت حكومة ماي مزيدا من التفاصيل حول كيفية خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي خلال مؤتمر حزب المحافظين الذي يجري في برمنغهام وسط انكلترا.
وقال وزير المال ان على البريطانيين ان يتوقعوا "بعض الاضطرابات اثناء عملية التفاوض" على بريكست، مضيفا ان ثقة المستهلكين ورجال الاعمال يمكن ان ترتفع وتنخفض "مثل الارجوحة".
وتاتي تصريحاته غداة كشف ماي ان بريطانيا ستبدأ عملية بريكست التي تستمر عامين بنهاية اذار/مارس، ما يضعها على طريق الخروج مطلع 2019 ويفتح الطريق امام مفاوضات مؤلمة بين لندن وشركائها في الاتحاد الاوروبي.
واشارت ماي، التي تولت السلطة في تموز/يوليو خلفا لديفيد كاميرون الذي استقال في اعقاب التصويت على الخروج من الاتحاد الاوروبي، الى استعداد البلاد للخروج من الاتحاد لضمان ضبط دخول المهاجرين الى اراضيها من دول الكتلة الاوروبية.
وفي تعاملات بداية الاسبوع في لندن انخفض الجنيه الاسترليني الى 1,28 مقابل الدولار، اي بانخفاض وصلت نسبته الى 0,5% مقارنة مع اغلاق الجمعة.
وقالت انا ثاكر خبيرة الاسواق في مؤسسة "فيليب كابيتال" البريطانية "في حين رحبت الاسواق" بكشف ماي تفاصيل بريكست "الا ان هناك درجة كبيرة من عدم اليقين تحيط بما ستتضمنه مفاوضات بريكست".
وجاء في تحليل لمؤسسة "رابوبانك" لابحاث الاسواق المالية انه "كلما ازداد اصرار ماي على ضبط الهجرة، اصبح اكثر ترجيحا ان يغلق الاتحاد الاوروبي دخول (بريطانيا) الى السوق الموحدة".
واعتبر ان "انخفاض قيمة الجنيه الاسترليني صباح اليوم يعكس قلق المستثمرين".
جاء اداء الاقتصاد البريطاني عقب نتائج استفتاء حزيران/يونيو المفاجئ على الخروج من الاتحاد الاوروبي اقوى من توقعات بعض المحللين.
وفي مؤشر رئيسي الى قوة قطاع التصنيع، ارتفعت مؤشرات "ماركت" لمديري المشتريات الى اعلى مستوى منذ منتصف 2014، طبقا لارقام نشرت الاثنين.
واستقر الجنيه بعد هذه الارقام التي اظهرت ان قطاع التصنيع استفاد من انخفاض الجنيه.
الا ان العديد من الشركات الكبرى لا تزال مترددة بسبب بريكست في اتخاذ قرارات استثمارية طويلة المدى.
والاسبوع الماضي صرح كارلوس غصن الرئيس التنفيذي لشركة نيسان لتصنيع السيارات ان الشركة تؤجل استثماراتها الجديدة في مصنعها العملاق في سندرلاند شمال شرق انكلترا، وقال "لا نستطيع ان نبقى ان لم تكن الظروف تسمح ببقائنا".
واقر هاموند الاثنين بان بريطانيا قد تواجه اوقاتا صعبة قبل مفاوضات بريطانيا على بريكست.
وصرح للبي بي سي "علينا ان نتوقع فترة تنخفض فيها الثقة وترتفع - ربما مثل الارجوحة - حتى نتوصل الى اتفاق في النهاية".
وقدم تطمينات جديدة لقطاع الاعمال في كلمته في مؤتمر الحزب متعهدا "اتخاذ جميع الخطوات الضرورية لحماية هذا الاقتصاد من الاضطرابات" خلال مفاوضات الخروج.
كما تعهد ان تضمن وزارة الخزينة الحصول على تمويل من الاتحاد الاوروبي لمشاريع كبيرة سبقت بريكست حتى بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.
ويعتبر هاموند من انصار "الخروج الناعم" التدريجي من الاتحاد الاوروبي بما يحافظ على دخول بلاده السوق المشتركة، في حين يريد البعض في حكومة ماي "خروجا قويا" يتضمن قطعا كليا للعلاقات مع الاتحاد الاوروبي.
واعلن اختلافه مع هدف سلفه جورج اوزبورن بالقضاء على العجز في الميزانية البريطانية بحلول 2019-2020، الا انه لم يحدد موعدا جديدا.
وبدلا من ذلك تعهد ضخ مزيد من الاستثمارات لدعم الاقتصاد البريطاني بما في ذلك اطلاق صندوق بقيمة ثلاثة مليارات جنيه استرليني (3,4 مليارات يورو، 3,9 مليارات دولار) لبناء اكثر من 200 الف منزل جديد.