خطيب المسجد النبوي: الفتنة نائمة لا يوقظها إلا خبيث ولا يقودها إلا خائن
قال الشيخ صلاح البدير إمام وخطيب المسجد النبوي، إن الأمن إذا اختل عظم فقده وعسر رده والفتنة نائمة لا يوقظها إلا خبيث ولا يقودها إلا خائن ولا يرسلها إلا ظلوم، مشيراً إلى أن الفتنة تلقح بالتعريض وتنتج بالتحضيض وتقع بالتحريض وأي غاية يرجوها من لا صنعة له إلا دعوة الناس إلى الثورات والمظاهرات والاعتصامات والانقلابات والخروج على السلاطين وأصحاب الولايات، حيث أثبتت الحوادث والوقائع أن الخروج على الملوك والسلاطين أساس كل شر وفتنة وبلاء.
وأوضح في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، أن المملكة تحظى بنعمة الأمن والأمان، بينما تحيط بها الفتن وتفرق الأوطان، موضحا أن على المسلمين أن يشكروا الله على النعم والعطايا وأن يحمدوه على ما دفع عنهم من النقم والبلايا، وأن يعتبروا بمن حولهم؛ فكم من وطن اختلفت فيه الكلمة وانحل فيه عقد الولاية وسقطت منه هيبة الحكم؛ فلا إمام ولا جماعة فتقاتل أهله وتمزق شمله وضاع أمنه.
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن الفتن تبلو العقول وتفضح الجهول وإذا اعتكر الباس واشتجر الناس طاشت الأحلام وزلت الأقدام وحارت الأفهام، إلا من زينه العلم وجمله الحلم وتخوف الإثم والظلم.
وأشار إلى أنه إذا التجت الأصوات واشتدت الخصومات وتعالت الصيحات وقامت المظاهرات والثورات كان أول من يستثمر حدثها أعداء الإسلام الذين قامت سياساتهم على الاستخفاف بحقوق المسلمين واستباحة أكل أموالهم بالباطل واجتياح بلادهم وتدمير اقتصادهم وإشاعة الفوضى في ديارهم يتخذون تلك الأحداث وسيلة لتحقيق مآربهم الخبيثة.
وأكد أن العدل لا ترسم حدوده وأحكامه وقوانينه القوة الغاشمة الظالمة التي وقعت في الهوة وغرتها القوة ولا تستوي حقائق الرحمة والعدل في قلوب الرحماء وادعاءات يطلقها القتلة الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على العالم وحماة للحقوق ورعاة للسلم والأمن وكيف يرعى السلم من زرع الثورات وأيد الانقلابات وأشعل الحروب وأضرم الصراعات ودعم الخونة.
ولفت إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن الأمم المعاصرة ومجلس أمنها التي تعاهدت على إرساء السلم وتحقيق الأمن فكأنما تعاهدت على وأده وتعاقدت على محو وثائق للسلم ليست إلا حبراً باهتا على ورق من شجر الغدر والخداع كما للسلام مواثق عبثت بها ريح السياسية شمالاً وجنوباً.
وفي المسجد الحرام عد الدكتور سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام، الأسرة المسلمة ركنا رئيسا من أركان المجتمع المسلم المتكامل, التي لها الأثر البالغ في المجتمع قلَّ أو كثر, مشيراً إلى أن الإسلام أكد أهمية الأسرة ومدى تأثيرها البالغ على المجتمع المسلم إيجابا أو سلبا, كيف لا والأسرة هي أساس النشء والتكاثر.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس، إن العنف الأسري من أعظم ما يهدد كيان الأسرة المسلمة, وهو شر كله والرفق خير كله وما كان العنف في شيء إلا شانه وما نزع من شيء إلا زانه, وما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه, العنف داء لا خير فيه وهو قبيح يعظم قبحه وضرره، حينما يطول ذوي القربى فإن العنف ظلم ووقعه على ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند.
وأكد الدكتور الشريم، أن العنف سلوك مشين متعمد يلحق الضرر جسديا أو ماليا أو نفسيا وهو في بعض المجتمعات شبه ظاهرة لتكاثر وقوعها وفداحة مغباتها, ولكن ما من داء إلا وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله, وإن ديننا الحنيف لم يدع لنا خيراً إلا دلنا عليه ربنا في كتابه العزيز.
ولفت النظر إلى أن إزهاق النفس، صورة واحدة من العنف الأسري وهي أعلاها خطراً وجرماً, وما دون ذلك من الصور لا يمكن حصره غير أن من أهمه الضرب المبرح أو التهديد بالطلاق أو الحرمان من النفقة أو الظلم في العطية بين الأولاد أو بين الزوجات ونحو ذلك.
وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام إلى ما ينتج عن العنف من جرائم ووقوع في المسكرات والمخدرات هروباً من ذلكم الواقع المؤلم, وقد يتعدى الأمر إلى أبعد من ذلكم ليصل إلى درجة الانتحار من قبل المعنف نفسه, ولربما تشربت الأسرة خلق العنف من ممارسة الوالدين لهما ليكرر الطفل ذلكم حينما يكبر فتصبح وراثة خلقية أو أن يصاب الأولاد بالقلق والاضطراب النفسي خوفاً من المستقبل فيكرهون الزواج ويكرهون الأسرة فينقلبون عبئاً ثقيلاً على المجتمع أمنياً واجتماعياً واقتصادياً وتربوياً.
وحث الدكتور سعود الشريم المؤسسات التعليمية والإعلامية والاجتماعية العام منها والخاص على العناية بتلكم المسألة أيما عناية وذلك بالتوعية الفكرية المنضبطة وتحصيل سبل استقرار الأسرة في المجتمع.