1.9 مليار ريال حجم سوق ألعاب الفيديو في السعودية
رغم النظرة السلبية لكثيرين تجاه ألعاب الفيديو، إلا أنها أصبحت عملا تجاريا يقدر بمليارات الدولارات، وذلك وفقا لموقع "نيوزو" المتخصص في سوق ألعاب الفيديو في تقريره للربع الثالث لعام 2016 أن حجم سوقها لهذا العام بلغ 99.6 مليار دولار، بارتفاع بلغ 8 في المائة عن عام 2015.
وذكر التقرير أن حجم سوق ألعاب الفيديو في الشرق الأوسط بلغ 3.2 مليار دولار، بزيادة وصلت إلى 25 في المائة عن العام الماضي، وجاءت السعودية في المرتبة الثانية كأكبر سوق في المنطقة حيث بلغ حجم سوق ألعاب الفيديو فيها نحو 502 مليون دولار (1.9 مليار ريال) بعد تركيا التي بلغ حجم سوقها 755 مليون دولار.
وبحسب توقعات المتابعين للسوق وكما ذكر التقرير أن حجمه في العالم سيصل بحلول عام 2019 إلى 118 مليار دولار، معتمدين على القوة الشرائية لـ1.55 مليار لاعب منهم 700 مليون يلعبون عن طريق الإنترنت.
أرقام عدد اللاعبين في العالم أصبحت محركا للشركات المنتجة لألعاب الفيديو، حيث بدأ كثيرون منها بضخ مزيد من الأموال، مثل لعبة "داستني" المعمولة من قبل شركة آكتفيشن التي بلغت ميزانيتها بحسب بيان الشركة 500 مليون دولار، وذلك من أجل المنافسة صناعة لعبة تجذب اللاعبين، وأعلنت الشركة قبل صدور اللعبة قبل عامين أنها غطت التكاليف من خلال الطلب المسبق لها.
أما اللعبة GTA التي صدرت في 2013، وكلفت 265 مليون دولار حققت مليار دولار خلال ثلاثة أيام من صدورها، رغم اعتراف شتراوس زيلنك، الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات المسؤولة عن نشر للعبة، أنهم كانوا متخوفين من فشلها خاصة بعد صرف هذا المبلغ الكبير بحسب تصريح لها لتلفزيون بلومبرج قبل عامين، ولكن القوة الشرائية التي حصلوا عليها من قبل اللاعبين جلبت إيردات مذهلة.
لكن العمل في هذه السوق مرهق ومكلف، فمجلة كومونيست تناولت في تقرير لها عن ارتفاع ميزانية ألعاب الفيديو وكيف أنها تكلف كثيرا نسبة لمجال ترفيهي تحول من عمل لفريق صغير يصنع لعبة بسيطة تحقق نجاحا كبيراً، إلى عدة فرق يصل عددها مجتمعة بعض الأحيان إلى أكثر من 400 شخص لصناعة لعبة فيديو واحدة.
وأرجع التقرير الذي حمل عنوان "لماذا صناعة ألعاب الفيديو تكلف الكثير؟" إلى عدة أسباب منها أن التطور الكبير في الأجهزة الرقمية خاصة مع اتباع قانون "مور" الذي ابتكره جوردن مور أحد مؤسسي شركة إنتل عام 1965. حيث لاحظ مور أن زيادة عدد الترانزستورات (مُقاوِمُ النَقْل) على شريحة المعالج يتضاعف تقريبا كل عامين، وأدت هذه الملاحظة إلى بدء دمج السيليكون والدوائر المتكاملة من قبل "إنتل" ما أسهم في تنشيط الثورة التكنولوجية في شتى أنحاء العالم.
السبب الآخر هو زيادة الجودة الكبيرة في عالم الألعاب، خاصة إذا صنعت لعبة تحتوي على عالم مفتوح يسمح للاعبين بالتجوال بحرية في العالم الافتراضي وتغيير أي عامل حسب رغبته، ويعرف عن نوع هذه الألعاب أنها مليئة بمئات التفاصيل في وقت واحد وكلها ترسم باليد، ما يدفع الشركات العاملة على اللعبة إلى الاستعانة بكثير من الموظفين المختصين في هذا المجال.
ومن الأسباب التي ترفع تكلفة ألعاب الفيديو الاستعانة بممثلين مشهورين لأداء الأصوات داخل الألعاب وهذه في العادة تكون لها تكلفة عالية بجانب الاستعانة بمؤلفي قصص مشهورين، كذلك بجانب إرسال اللعبة إلى فرق متخصصة وانتظارهم وقتا طويلا حتى يكون هناك إجماع لتغيير شيء داخل اللعبة وبالتالي إعادة التطوير والإصلاح، وهذا يزيد أعباء المطور المادية.