الأجهزة الأمنية تسجل هدفا «استباقيا» أحبط التهديد وأمّن الجماهير وأبقى الجوهرة «مشعة»

سجل نجاح الأجهزة الأمنية في إحباط تهديد إرهابي يستهدف ملعب الجوهرة بمدينة الملك عبدالله الرياضية في محافظة جدة، خلال مباراة منتخبي السعودية والإمارات، هدفا استباقيا في مرمى الجماعات الإرهابية المتطرفة، فأبطلت التهديد وأمنت الجماهير من الخطر، وبقيت الجوهرة مشعة.
حادثة إحباط التهديد الإرهابي ضد منشأة رياضية ضخمة بحجم ملعب الجوهرة، الذي يستوعب أكثر من 60 ألف متفرج، يظهر قوة العمل الأمني الاستباقي لأجهزة وزارة الداخلية، في كشف التهديد والبحث عن المتورطين فيه والقبض عليهم في غضون وقت وجيز لم يتجاوز 24 ساعة فقط.
ولم تكتف الأجهزة الأمنية بالنجاح الأولي الذي حققته في إحباط التهديد وضبط المشتبه بعلاقتهم به، ويضاف إلى سجل انتصاراتها السابقة في إحباط التهديدات والمحاولات الإرهابية، وضبط المتورطين فيها، فتواصل عمله بعد ذلك النجاح بجهد كبير لا يقل عنه أهمية تأمين الملعب، والحفاظ على أمن وسلامة الجماهير، وضمان إحباط أي "محاولة تسلل" خلف الخطوط الدفاعية لأجهزة الأمن، قبل الوصول إلى محيط الملعب، وتحقيق الهدف المنشود لمخططي هذه الجريمة.
وفاجأت الإجراءات الأمنية المشددة والتفتيش الدقيق يوم المباراة الجماهير الرياضية التي حضرت إلى الملعب بأعداد كبيرة، لدرجة تعبير بعض المشجعين عن تذمرهم وشكواهم صراحة من شدة الإجراءات الأمنية عبر وسائط التواصل الاجتماعي.
ودفع ذلك التذمر، المهندس إبراهيم القوبع، مدير مدينة الملك عبدالله الرياضية، للرد عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) على أحد المغردين المتذمرين في الليلة ذاتها: "لو استطعت أن أقبل رأس كل رجل أمن أسهم في تجاوز العديد من الصعوبات الاستثنائية في المباراة لفعلت.. لهم خالص الشكر"، من دون أن يفصح عن المزيد مما خفي عن الجماهير.
عاود المهندس القوبع التغريد البارحة الأولى بعد صدور بيان وزارة الداخلية، قائلا: "‏خالص التقدير لرجال الأمن بمختلف القطاعات على جهودهم لحماية أمننا .. تابعنا فريق عمل لا يقهر بحس أمني رفيع المستوى".‬
إعلان وزارة الداخلية عن إحباط التهديد الإرهابي ضد ملعب (الجوهرة) كشف للجماهير الرياضية ما خفي عنها في ذلك اليوم، وتبدل ما كان تذمرا إلى شكر وتقدير وعبارات ثناء وامتنان لجهود رجال الأمن ونجاحهم في كشف هذا التهديد، وتأمينهم سلامة 60102 مشجع، وفق الإحصاءات الرسمية، حضروا مباراة المنتخب السعودي أمام نظيره الإماراتي، عبروا عنه في وسم: (‫#تفجير_ملعب_الجوهرة) الذي تصدر جميع الوسوم نتيجة كثافة التغريدات فيها، بعد صدور بيان وزارة الداخلية.
ويؤكد لـ"الاقتصادية"، الدكتور عبدالله الشهري، رئيس لجنة الحراسات الأمنية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة، أن نجاح الأجهزة الأمنية في إحباط التهديد الإرهابي ضد ملعب الجوهرة يعكس قدرات جهاز المباحث العامة في ملاحقة المتورطين في أنشطة إرهابية تهدد أمن الوطن وسلامة المواطنين.
وأضاف: "إن تأمين ملعب الجوهرة من مثل هذه التهديدات يقع على عاتق الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية، التي تتولى تأمين محيطه وتفتيش الداخلين إليه والتحقق من عدم حيازتهم أية مواد قد تشكل خطرا وتهديدا على سلامة الجماهير الرياضية"، واصفا هذه المهمة بـ"الصعبة" نظرا لكثافة حجم حشود المشجعين في المباريات الجماهيرية الكبيرة، كما حدث في مباراة المنتخبين السعودي والإماراتي.
ويلفت إلى أن ملعب الجوهرة كمنشأة حديثة، يتوافر على تجهيزات أمنية حديثة تتمثل في كاميرات المراقبة الأمنية المنتشرة في جميع أرجائه، فضلا عن وجود البوابات الإلكترونية، وفريق للأمن الذاتي يتعاون مع الأجهزة الأمنية في حفظ الأمن وسلامة الجماهير داخل محيط الملعب.