نشوة غزل
"ومازلنا بأول سطر تسبقنا لنا الكلمات"
وتسبقنا اللهفة لقراءة هيثم كلما استعدنا شيئاً من عبق حروفه، شاعر تختار القصيدة بحره وقافيته، وتجيء في مكانه وزمانه، مقلٌ في وزن مشاعره وتقفيتها، لكنه حين يحضر يجيء بما يكفي لملء فراغ الغياب الطويل، في هذا النص فتح لنا هيثم نوافذ روحه، لنطل منها على شعرٍ يسع السماء.
بسيطة لا يهمك لو كسر هالبعد خاطرنا
غيابك فات وبعذره وعذر حضورنا ما فات
جمعنا الشوق والموعد وعانقنا مشاعرنا
وأنا وأنتي بعين الحب ذاتين احتوتنا ذات
يحب العالم بنظره ولكن في نواظرنا
يصير الحب عالمنا ويمتد الهوى نظرات
إذا غبنا ربع لحظة تأنبنا ضمايرنا
وإذا عدنا يفيض الشوق يروي ظامي اللحظات
ثلاث سنين والصدفة غدت عنوان حاضرنا
لقيتك في هواي أبيات وأصبحتي هوى الأبيات
سحرنا بعضنا في حين كان الحب ساحرنا
ملكنا بعضنا والحين تملك عمرنا البسمات
قلم وأحلى ثلاث شموع والأيام دفترنا
وما زلنا بأول سطر تسبقنا لنا الكلمات
تخيل يا زمن وشلون كنا وكيف بك صرنا
وصار احساسنا له صوت تقصر دونه الأصوات
بكل لحظة نصير أغلى وتوّ الحب ناطرنا
وكل نشوة غزل تحمل وراها للغزل نشوات
سألتك يا زمن وأنت بهوانا العذب خابرنا
سبق مر بحياتك حب.. يشبه حبنا بالذات؟