معرض جدة للكتاب .. 1.5 مليون عنوان يستقطب 153 ألف زائر
استقبل معرض جدة الدولي الثاني للكتاب، في نسخته الثانية، أكثر من 153 ألف زائر من مختلف شرائح المجتمع، وذلك منذ انطلاقته مساء الخميس الماضي حتى أمس، وسط تنوع إثرائي في فعالياته سواء عن طريق عناوين الكتب التي فاقت 1.5 مليون عنوان في مختلف مناحي المعرفة أو بالبرنامج الثقافي من ندوات وأمسيات شعرية وورش عمل متخصصة.
وقدمت ضمن فعاليات المعرض ندوة "الصراع الورقي والإلكتروني في صناعة الكتاب"، حيث استقرأت واقع الصراع الذي يطغى على مجمل الحوارات الثقافية حول أسباب انحسار الإقبال على اقتناء الكتب، بمشاركة عدد من الكتاب والروائين.
وطرقت الندوة باب القراءة الإلكترونية ومقارنة نسب القراءة ومدى تحقق شرط التوزيع والترويج للورقي في ظل إغراءات الإلكتروني المتزايدة، فيما ركزت الأمسية القصصية الخاصة بالمبدعين الشباب على حضور هذه الشريحة الثقافية بمشاركة الروائيين عبدالله التعزي وليلى الأحيدب وخالد مرضي.
وبرهنت الأمسية على تميز الشباب وتنوع تجاربهم وتقديمهم نصا قصصيا مميزا ومعترفا به على نطاق واسع في المشهد الثقافي المحلي.
وتنافس على صعود منصات توقيع المؤلفين أمس ريم عبدالرزاق بتقديم كتابها "50 فكرة للتعايش"، وعبدالرحيم حسن السالمي "أنت تسأل 111"، وعبدالحي إبراهيم الزهراني "تحفة البيان عن ماضي تهامة"، ومصلح زويد العتيبي "53 قاعدة لحياة أفضل"، ونجاة محمد الحربي "أسيرة الأحلام"، والوليد هشام أبو الريش "وإني اكتفيت"، ووفاء سليمان وزنة "خلجات قلب"، ونادين دويغري "نساء قص ولصق"، وبكر عبدالقادر خالد "أجمل المفردات في تقديم الحفلات"، والدكتور عبدالإله بن محمد جدع "أشعار جدة وأيامنا الحلوة"، وولاء موسى "أحلام نارسيس"، وأميرة عباس "وتاهت"، وخميس الشوربجي "آيون نهاية الحلم"، وأحمد علي الشهري "عندما تصبح وزيراً كيف تغرد".
يذكر أن محافظة جدة سجلت تزايدا في الإقبال على المعرض في نسخته الثانية، بعد أن أصبح تجمعا سنويا لأهل صناعة الكتاب من مؤلفين وناشرين وموزعين بجمهورهم من المثقفين وطلاب العلم وأصدقاء الكتاب من مختلف شرائح المجتمع، مدللة على أن الكتاب وحدة قاسم مشترك للثقافة والأدب بكل معانيهما وأشكالهما.
ولمس الزائر للمعرض في نسخته الحالية مدى التغيير عن نسخة العام الماضي، سواءً بمضاعفة أعداد دور النشر أو فتح المجال لمزيد من الدول في التنافس بالمشاركة والانضمام إلى المعرض، أو عبر توزيع مختلف الأجنحة وتخصيص أماكن إقامة الفعاليات المصاحبة وزيادة في مداخل المعرض مراعاة لحجم الإقبال الكبير من الزوار الذي سجل العام الماضي أكثر من 800 ألف زائر وحجم مبيعات أكثر من 100 مليون ريال.
وجسد المعرض توجهات محافظة جدة من وراء هذا الحدث كنشر الوعي والمعرفة وتثقيف المجتمع بما ينمي معارفهم ويشجعهم على مزيد من القراءة والاحتفاء بالكتاب والمهتمين به لإثراء الحركة الفكرية والمعرفية والاهتمام بالأدب والمثقفين وكل شرائح المجتمع، وربطهم بثقافة الكتاب وإثراء للحركة الفكرية والأدبية التي تعد رسالة المعرض الجلية التي يشترك فيها الجميع ليزيد من تألق عروس البحر الأحمر في معانقة الثقافة والأدب عبر هذه التظاهرة التي تضاف إلى مخزونها الفكري وشغفها بالكتاب ورعايته نشراً وتأليفاً.
وسجلت الكتب المعروضة في مختلف نواحي المعرفة رضا الجميع الذين تعرفوا خلال زياراتهم للمعرض على شتى مناحي المعرفة واقتناء ما يروق لهم من تخصصات وعلوم تحملها هذه الكتب، ما دلل على كفاءة الحدث ومقدوره على أن يكون نقلة نوعية في صناعة الثقافة، وداعما لحركة النشر والتأليف، وإثراء للحراك المعرفي لفئات المجتمع كظاهرة تثري الثقافة والفكر.