يوم المرأة العالمي
اليوم مقالي عن المرأة ومن أجل المرأة؛ فاليوم يصادف يوم المرأة العالمي الذي يعتبر من أهم الأيام في أجندة المرأة السنوية.
وجهت لي تساؤلات عما لو كنت من أتباع الحركة النسوية Feminism لكني بالكاد أعرف عن تاريخ أو فلسفة هذا التوجه وبالتالي لست قادرة على الإجابة. ما أعرفه هو أنني من أنصار استقلال المرأة ماليا واقتصاديا حتى تتمكن من صنع قراراتها بشكل أكثر حيادية وتحدد أهداف حياتها بشكل أكثر فاعلية ولا تضطر للاعتماد على أفراد أسرتها وحدها في خياراتها. وأسرد هنا بعض الأسباب وراء أهمية الاستقلال المادي للمرأة:
في حال وجود معيل واحد فقط للأسرة فإن جميع أفرادها يعتمدون عليه ماليا ومع تنامي متطلبات الحياة يصبح من الصعب تلبية هذه الاحتياجات. والمشكلة الأكبر لو فقد المعيل وظيفته فإن النظام حاليا لا يسد العجز المتولد في ميزانية الأسرة فتضطر للاقتراض واللجوء للأهل والأصدقاء. ومن خلال استفتاءاتي لأكثر من 200 رجل في السوشيال ميديا عن مشاعرهم في الضائقة المالية تضمنت الإجابة العجز والاكتئاب والضيق والاقتراض من الزوجة والأصدقاء.
لا أعرف أحدا لا يشكو من الغلاء المعيشي خاصة في السنوات الأخيرة. وعندما تكون المرأة مستقلة ماليا وقادرة على تحصيل دخلها يصبح بإمكانها المساهمة في مصروف الأسرة دون اختلال المستوى المعيشي بشكل يؤثر على الأبناء والمستقبل.
الجانب المادي مهم جدا لنفسية الشخص والاعتماد على شخص آخر في المادة يحول الشخص إلى إنسان قلق وغير مستقر والعكس في حال الاستقلال المادي يصبح الشخص أكثر ثقة بنفسه واحتراما لذاته. والمرأة عندما تتحول علاقتها مع شريك حياتها إلى معيل ومعال فإن كثيرا من قراراتها يدور حول وجوده معها وارتباطه بها وقد تتنازل عن طموحاتها في سبيل إرضائه ثم تندم أو تحبط في حال تخلى عنها الرجل أو فارقها لأي سبب. إضافة إلى أن شعورها بالنقص بعد الافتراق يهبط بمعنوياتها ويفاقم شعورها بالضعف وقلة الحيلة فتسلك أبوابا أخرى من باب التعويض.
عندما تسأل كثيرا من الناجحين عن القوة الدافعة في حياتهم يجيبون بأن مصدرها الأم. في دراسة لجامعة جلاسجو Glasgow قام الباحثون بعمل مقابلات مع 12686 امرأة (14 ـــ 22 عاما) كل سنة منذ عام 1994 وتم الأخذ في الاعتبار عدة عوامل منها التعليم والطبقة المجتمعية وغيرهما وتوصلوا إلى أن أفضل محدد لذكاء الطفل هو معدل ذكاء IQ الأم. والمرأة هي أول مثل يحتذي به الطفل حتى يكبر فلو كانت مستضعفة أو دورها سلبيا فغالبا شخصية الطفل ستتأثر بهذا.
إضافة إلى ما سبق فإن المرأة إحصائيا في أغلب الدول تشكل نصف تعداد السكان وكونها عالة لا يخدم أهداف التنمية بتاتا.
وهنا بعض الأرقام من دراسة حديثة لبنك أوف أميركا:
- في 1950 فقط 34 في المائة من النساء شاركن في القوى العاملة وفي 2013 ارتفع المعدل إلى 57 في المائة وفقا لمكتب العمل الأمريكي Bureau of Labor Statistics.
- 61 في المائة فقط من النساء لديهن مدخرات بينما النسبة للرجال 55 في المائة.
- 33 في المائة من النساء يمتلكن تأمينا صحيا مستقلا بينما نسبة الرجال هي 32 في المائة (للفئة العمرية نفسها).
أتمنى أن تدعم البنوك السعودية دراسات إحصائية مماثلة يتم من خلالها استشفاف الوضع المجتمعي والاقتصادي للمرأة من بُعد إضافي غير الوظيفة.
ولا شك في أن المرأة السعودية قطعت شوطا كبيرا خاصة منذ عهد الملك عبد الله ـــ رحمه الله ـــ في التمكين والاستقلالية والثقة بالنفس والمستقبل وأنا متفائلة بالقادم، وكل يوم المرأة العالمي وأنتم بخير.