أطالب بمحاكاة تجارب الدول الناجحة في توفير خدمة النطاق العريض فالبلدان التي اعتمدتها زاد اقتصادها 3%

أطالب بمحاكاة تجارب الدول الناجحة في توفير خدمة النطاق العريض فالبلدان التي اعتمدتها زاد اقتصادها 3%

كشف فهد إبراهيم الحسين رئيس شركة أول نت العربية، أحد مزودي خدمة الإنترنت في السعودية، عن مباحثاتها مع شركة MTC لتزويدها بخدمات الإنترنت لتقديمها لمشتركيها، متوقعا إبرام التعاقد معها قريبا، مؤكدا أن شركته تستحوذ على 25 في المائة من سوق الإنترنت للأفراد و30 في المائة من سوق الإنترنت للشركات، متوقعاً أن يصل عدد مشتركي الإنترنت في السعودية إلى تسعة ملايين مستخدم بحلول عام 2009. يقول الحسين في حوار موسع مع "الاقتصادية"، إن السوق السعودية تشهد نموا كبيرا في استخدام الإنترنت، وإن العناصر الثلاثة الأساسية التي تلعب دورا رئيسيا في انتشار استخدامها قد اكتملت.
وكشف الحسين عن تعاون شركته مع إحدى الشركات المصرية لإعداد محتوى عربي على الإنترنت، وكذلك مجموعة من الخطط والاتفاقيات التي ستعزز موقف الشركة في السوق، وكان معه الحوار التالي:

ما تقييمكم لوضع الإنترنت في المملكة؟
وضع الإنترنت الحالي في المملكة لا يتماشى أبداً مع الوضع الاقتصادي بشكل عام. فلو قارنا دخل الفرد والناتج القومي الإجمالي للمملكة، لرأينا أنه أقل من المتوقع مقارنة بنسبة انتشار الإنترنت فهي لا تتجاوز 20 في المائة مقارنة بالدول المتقدمة. وتعتبر نسبة انتشار النطاق العريض (الإنترنت السريعة) نسبة كارثية، حيث لا تتجاوز 3 في المائة، والأسعار ما تزال الأعلى عالميا، كما أن المحتوى لا يزال يراوح مكانه. الفارق كبير بيننا وبينهم، أن العالم الخارجي يتكلم عن تطبيقات الويب 2.0 و 3.0 ونحن ما زلنا في مشاكل البنية التحتية.

ما الأسباب في رأيكم؟
هناك عدة أسباب، وكثير من هذه الأسباب أمور تشريعية. وتم الانتهاء منها عن طريق هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، حيث تم فتح باب المنافسة وتحرير القطاع، إذ توجد حاليا ثلاث شركات مرخص لها لتقديم خدمة الهاتف الثابت والمعلومات، وكذلك ثلاث شركات لتقديم خدمات المعطيات. كما أن اتساع مساحة المملكة والتوسع الأفقي للمدن وارتفاع درجة الحرارة في الصيف تؤثر في قدرة الأسلاك النحاسية على توصيل سرعات عالية للمعلومات.
إضافة إلى أن التصميم الأساسي لشبكة الإنترنت في المملكة لم يكن الأفضل، خصوصا مع الزيادة الهائلة في أعداد المشتركين، وقد تداركت شركة الاتصالات السعودية هذا الوضع، وتعمل جاهدة على بناء شبكة جديدة تغطي كل الاحتياجات الحالية والمستقبلية.

ما جديد الخدمات والمنتجات التي تقدمونها لهذا العام؟
بعد استحواذ الاتصالات السعودية على الشركة بدأنا ندخل في خدمات جديدة، حيث قدمت لنا الاتصالات السعودية دفعة قوية نحو استحداث خدمات جديدة للعملاء في المملكة.
من المعروف أن الإنترنت في السعودية واجهت في بداياتها صعوبات كبيرة، والآن بدأت الخدمة مرحلة النضوج والنمو بشكل كبير، خاصة أنها أصبحت ضرورة يعتمد عليها بشكل أساسي في العديد من التعاملات التي توفرت بالصيغة الإلكترونية، سواء في التعاملات الحكومية أو البنوك أو غيرها، فلم تعد خدمة إضافية، بل أصبحت خدمة أساسية يتم الاعتماد عليها في خدمات التجارة الإلكترونية والحكومة الإلكترونية، ومن هذا المنطلق أبرمنا اتفاقية مع شركة HCL الهندية، التي تعد أكبر الشركات في العالم في مجال تقديم الخدمات التقنية، بهدف تزويد الشركات العاملة في المملكة بالخدمات التقنية المدارة، التي باتت حديث العالم التقني، لما تتمتع به من مزايا متطورة ومنافع كبيرة.

ما العائد من اتفاقيتكم مع شركة HCL الهندية؟
بموجب هذه الاتفاقية ستتمكن "أول نت" من تزويد عملائها المحليين في قطاع الشركات بخدمات الشبكات المدارة بما في ذلك خدمات الدعم الفني باللغة العربية، وستقوم HCL بمسؤولية التزويد بهذه الخدمات الموحدة عن طريق مراكزها العالمية التي تعتمد معاييرITIL العالمية. وستعمل الخدمات التقنية المدارة التي ستقدمها "أول نت" من خلال شركة HCL على توفير الفعالية التشغيلية وخدمات الدعم المتواصلة على مدى 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع، وخدمات التقارير الإلكترونية المتطورة واستقصاء المعلومات التقنية وآليات التنبيه الفوري، وهو ما سيؤدي إلى تخفيض تكاليف التشغيل بشكل كبير وزيادة فاعلية التطبيقات الإلكترونية ويعزز من آلية تقديم الخدمات التقنية.
كما أن هذه الاتفاقية ستعطي الحماية والخدمة الجيدة للشركات، وهي أول اتفاقية في العالم العربي تعطي العميل الطمأنينة والارتياح، تتابع فاعلية خطوط الاتصال بالإنترنت وحمايتها، وربط الفروع وتجميع المعلومات.

هل ستتاح الخدمات التي ستقدمها هذه الاتفاقية للأفراد والشركات معا؟
التركيز في البداية على احتياجات الشركات لهذه الخدمة نظرا لتكلفتها، وسينعكس ذلك إيجابيا على الخدمات المقدمة للأفراد، حيث ستكون المواقع الخاصة بهذه الشركات مؤمنة ومتطورة وبجودة فائقة، ولديها سرعات كافية، ومن ثم التعامل مع الجهات المختلفة إلكترونيا بأمان.

بودنا لو تحدثنا عن وضع شركتكم في السوق السعودية ؟ وما توقعاتك لمعدلات نمو مشتركي الإنترنت؟
بعد الاندماج الذي حدث عام 2002 بين شركات الفيصلية والعالمية ونسيج، وتكوين "أول نت" الجديدة، استحوذت عليها الاتصالات السعودية في عام 2007، لتصبح أكبر شركة إنترنت في المملكة، فحصتنا في السوق السعودية اليوم تزيد على 25 في المائة من مستخدمي DSL. ونسيطر على 30 في المائة من قطاع الشركات، ولدينا طموحات كبيرة لزيادة هذه النسبة مستقبلا، وأتوقع أن تشهد السوق السعودية نموا كبيرا خلال الفترة المقبلة، فهي من أفضل الأسواق فيما يتعلق بالإنترنت لعدة أسباب، الأول: بعد تحرير قطاع الاتصالات ووجود ثلاث شركات مسؤولة عن البنية التحتية، هي: الاتصالات السعودية، وشركة بيانات، وشركة الاتصالات المتكاملة المرخص لها من هيئة الاتصالات السعودية، حيث إن هذه الشركات تعمل جاهدة لتوفير بنية تحتية ممتازة لخدمات الإنترنت، وكما نعرف أن السوق ضخمة جدا، والأفراد واجهوا في بداية انطلاق خدمة الإنترنت بعض المشاكل، والآن مع وجود هذه الشركات والبنية الأساسية القوية ستساعد على انتشار استخدام الإنترنت والاعتماد عليها.
أما العامل الثاني فهو المحتوى، فمن الضروري وجود محتوى عربي كاف وملزم يجعل الأفراد والشركات يقبلون على استخدام الإنترنت، فمثلا التعاملات الإلكترونية للحكومة الإلكترونية والممارسات اليومية التقليدية التي تتم عبر الإنترنت، وهو ما يحفز المواطنين على استخدام الإنترنت.
والعامل الثالث والمهم هو السعر، فكلما كانت تكاليف الحصول على الخدمة مناسبة كل أسهم ذلك تحفيز المواطنين على استخدام الإنترنت ويجعله متاحا لكل أفراد المجتمع.
ولتحقيق هذه العوامل الثلاثة هناك جهود كبيرة من الحكومة لتتناسق هذه العوامل مع بعضها للوصول إلى معدل نفاذ عاليا للإنترنت في المملكة يعادل استخدام الإنترنت في الدول المتقدمة، حيث أن الاستخدام الحالي يقدر بنسبة 20 في المائة مقابل 80 في المائة في الدول المتقدمة، مما يدل على أن الطريق مازال طويلا.

متى يمكن تحقيق هذه العناصر الثلاثة في السعودية؟
المتابع للبنية التحتية في السعودية يجد أنه بعد عام 2008 ستقوم الشركات الأخرى، غير الاتصالات السعودية، بطرح خدماتها بشكل واسع وتظهر المنافسة، أما بالنسبة للمحتوى فهناك تحرك كبير بتدشين الحكومة الإلكترونية، التي بدأت بداية طيبة، أما تكاليف الحصول على الخدمة فقد شهدت حاليا انخفاضاً ملحوظاً في التكلفة عما كانت عليه في السابق.
هناك عامل آخر مؤثر في انتشار استخدام الإنترنت، وهو طبيعة المجتمع السعودي، حيث تعد الإنترنت منفذا أساسيا للترفية، في ظل نقص عوامل الترفيه، وهو ما يجعل زمن اتصال السعوديين بالإنترنت أعلى من أي بلد آخر.

كم يقدر عدد مستخدمي الإنترنت في السعودية اليوم؟ وما المتوقع للأعوام المقبلة؟
عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة يصل اليوم إلى 20 في المائة من عدد السكان، أي ما يقارب خمسة ملايين مستخدم. وتشير الدراسات إلى ارتفاع عدد المستخدمين بنسبة 12 في المائة سنويا، ونتوقع أن يقفز عدد المستخدمين إلى تسعة ملايين مستخدم بحلول عام 2009.

ماذا عن خططكم التوسعية، وهل هناك تعاون مع الشركات المصرية؟
نتعاون مع الشركات المصرية التي لديها خبراتهما السابقة في مجال تقديم خدمات الإنترنت، كتقديم خدمة الهاتف عبر الإنترنت دون اشتراك وبسعر مناسب، إضافة إلى مشروع بناء محتوى عربي خاص بـ "أول نت" بمبادرة منا وبدعم من الاتصالات السعودية، لإتاحة محتوى عربي للمستخدم العربي، فدون هذا المحتوى ستظل الاستفادة من خدمات الإنترنت مقصورة على النخبة، ولكي نساعد على انتشار استخدام الإنترنت هناك ضرورة لتطوير المحتوى.

كيف ترى المنافسة بين شركات تقديم خدمات الإنترنت في السعودية؟
المنافسة بين شركات الإنترنت على أشدها، ويكفى أن نقول دان سوق الإنترنت السعودية هي أول سوق اتصالات حررت وفتحت بها المنافسة منذ إنشائها. ففي بداية انطلاق خدمة الإنترنت في السعودية عام 1998، كان هناك 40 مقدما لخدمات الإنترنت، واستفاد المستخدم منها كثيرا من حيث العروض التنافسية بين تلك الشركات في أسعار الخدمة. ومع مرور الوقت، ازدادت المنافسة وصار هناك ست إلى سبع شركات هي اللاعبون الأساسيون في السوق، يستحوذون على أكثر من 90 في المائة من حصة السوق، أما الباقي فمجرد شركات مسجلة في السوق كمقدمي خدمات إنترنت، لكن ليس لها وجود، والمتوقع حدوث اندماجات للشركات الصغيرة، لأن قطاع الإنترنت بحاجة إلى اشتراك عدد كبير من المستخدمين حتى يكون العائد اقتصاديا. وحسب معلوماتي هناك محادثات بين شركات الإنترنت الصغيرة لحدوث اندماجات فيما بينها، أو أن تستحوذ الشركات الكبيرة عليها.

هل يعني ذلك أنكم تفكرون في الاستحواذ على شركات أخرى أم أن" أول نت" وصلت إلى مرحلة التشبع؟
بمساندة شركة ضخمة مثل الاتصالات السعودية، أقول إننا وصلنا للمستوى الذي نرغب فيه. فمن الضروري لمقدم الخدمة أن يكون لديه مساندة ودعم من شركة اتصالات قوية، وهذا ما تحقق لنا. وهذا ما أتوقع حدوثه لباقي الشركات.

مع دخول مشغل ثالث للهاتف الجوال في السعودية، هل هناك تكامل لتقديم خدمات الإنترنت عبر الجوال؟
بالتأكيد هناك تأثير في الصناعة والأفراد فيما يتعلق بخدمات الإنترنت عبر الهاتف الجوال, ولكن أقول إن شركات الهاتف الجوال هدفها الأساسي هو تقديم خدمات الصوت المميزة، وتقنية الجيل الثالث ساهمت في توفير خدمة الإنترنت عبر الجوال، ولا ننكر قوة الجوال التي تتيح الوصول للانترنت في أي وقت ومن أي مكان، لكن لا يزال استخدام خدمات الاتصال هو الأهم لشركات الجوال. بمعنى آخر لا تجد مستخدما يتجاهل خدمة DSL ويتجه إلى استخدام الإنترنت عبر الجوال، فمن الممكن أن تكون الإنترنت عبر الجوال مكملة، ويكون استخدامها وقتيا، خصوصا في الخدمات المالية، مثل متابعة البورصة وخلافها. ولكن عند مشاهدة التلفزيون أو الاستماع للموسيقى فمن الصعب استخدام الإنترنت عبر الجوال، وبالتالي ستظل خدمة DSL هي الغالبة.

هل لديكم تعاون مع مشغلي الهواتف الجوالة؟
بالطبع أول نت هي المزود الحالي لشركة موبايلى على شبكة الإنترنت، وقريبا الاتصالات السعودية، وسنتعاون مع المشغل الثالث.

هل عقدكم مع "موبايلى" يسمح لكم بالتعاون مع مشغل آخر للهاتف الجوال؟
هناك مرونة في عقدنا، فالإنترنت أصبحت مثل خدمتي الماء والكهرباء، فهي خدمة لا تقدم بشكل حصري، تأخذها الاتصالات السعودية أو موبايلى أو أي شركة أخرى، مثلما تأخذ الكهرباء والماء، وبحق هي أصبحت حاليا مطلبا بمثل أهمية هاتين الخدمتين.

هل هناك تعاون مستقبلي مع MTC؟
هناك مباحثات مع MTC، فهي كأي شركة هاتف جوال تحتاج لمقدم خدمة إنترنت، ونحن في طريقنا للتعاقد معها.

في اعتقادكم متى ستصل السوق السعودية لمستوى النضج في خدمات الإنترنت؟
هناك شيء مهم أطالب به وأدعو له في كل المنتديات واللقاءات، وهو ضرورة محاكاة تجارب الدول الناجحة في تقديم خدمة النطاق العريض، خاصة التجربة الكورية، التي استطاعت أن تكون الأولى عالميا في توصيل الإنترنت بسرعات عالية للأفراد والشركات. فالتجربة الكورية والدعم الحكومي والسياسة التي اتبعت ساهمت في نشر الإنترنت بشكل كبير، وآمل الاستفادة من خبرات هذه الدول, خصوصا أننا في مرحلة البدء، ومن الممكن عمل الكثير من خلال الاستفادة من هذه الخبرات. كما آمل أن نصل إلى المستويات العالمية ليس في السعودية فقط، ولكن في دول كثيرة مثل مصر، لأنها ممكنة ومفيدة للمجتمع وتعطي بعدا اقتصاديا مهما جدا فالدراسات تشير إلى أن البلدان المتقدمة اقتصاديا لديها بنية تحتية لتوفير توصيل الإنترنت بسرعات عالية (النطاق العريض) وبشكل جيد، وآخر دراسة تقول إن النطاق العريض وتطوير البنية التحتية للبلدان يسهمن في زيادة اقتصادها بنسبة 3 في المائة.

هل هناك تطلعات لتوسع شركتكم والخروج إلى الأسواق العربية؟
نحن الآن كشركة مملوكة للاتصالات السعودية نعمل تحت مظلتها، وكما نعلم فإن الاتصالات السعودية قامت أخيرا بعمليات استحواذ في ماليزيا, وإندونيسيا, والهند، وهي دول فيها عدد كبير من المستخدمين وفرص كبيرة للنمو، وقد يكون الحديث سابقا لأوانه، لأن الهاتف الجوال هو الأساس.

هل من الممكن أن نرى "أول نت" في الإمارات أو مصر؟
هذا سابق لأوانه، لكن لم لا؟ وقد تكون الإنترنت جزءا من خطط الاتصالات السعودية للتوسع في خدمات الإنترنت خارج المملكة.

ما مستقبل الإنترنت عالميا ومحليا؟
سوف تلعب تقنيات الألياف البصرية FTTH واللاسلكية WiMax دورا كبيرا في إضافة تغيرات في صناعة الإنترنت، وتوصيل خدمة الإنترنت السريعة إلى أي مكان وفي أي زمان anytime any where ، حيث ساعدت على التغلب على معظم مشاكل البنية التحتية في الدول المتقدمة، مما دفع بالصناعة إلى التركيز على التطبيقات، فمن يعرف الإنترنت قبل خمس سنوات لم يكن يتوقع أنها ستصبح كما هي عليه الآن.

الأكثر قراءة