"أسترا" .. تركيز على استراتيجية الاستثمار في القطاعات التي تدعم تنمية المملكة

منذ تأسيسها في أواخر الستينيات، أولت "أسترا" أولوية للاستثمار في قطاعات التنمية المستدامة للسعودية. ولتحقيق هذا الهدف تبنت "أسترا" استراتيجية الاستثمار في القطاعات التي تدعم تنمية المملكة على المدى الطويل وتمكن الحكومة السعودية من تحقيق أهدافها المعلنة.
وبدأت الخطى في هذا الاتجاه بالتركيز على تنمية القطاع الزراعي في المنطقة الشمالية للسعودية، فكانت الرائدة في إنشاء صرح من المزارع لإنتاج الفواكه والخضراوات والزهور والنباتات والدواجن.
وتمكنت "أسترا" من خلال هذا التوجه بالنجاح في زراعة الأراضي الصحراوية وتطوير طرق زراعة من خلال استخدام البيوت المحمية وأساليب الزراعة الحديثة. وحققت "أسترا" الاكتفاء الذاتي في المنطقة الشمالية للسعودية في بعض المجالات وتطوير تقنيات ومقاييس تتناسب مع احتياجات السعودية وتوجهاتها.
ولتطوير القطاع الزراعي في السعودية على نطاق أوسع قامت "أسترا" بتأسيس شركة أسترا الزراعية المحدودة والتي أسهمت في استيراد وتوزيع البذور للزراعة المفتوحة والمحمية والموجهة، المبيدات الزراعية، الأسمدة والبيوت المحمية، أنظمة الري، معدات الزراعة، والمنتجات البيطرية.
كما قامت "أسترا" بإنشاء شركة مصنع أسترا للصناعات الغذائية والتي تُعتبر الأولى في السعودية في مجال تصنيع الأغذية التي تُعد وتُجهز باستخدام مواد أولية محلية تستغل فائض الإنتاج الزراعي في المنطقة الشمالية للسعودية.

كما قامت "أسترا" بإنشاء مجموعة أسترا الصناعية والتي تملك شركة مجمع أسترا الصناعي للأسمدة والمبيدات الزراعية لإنتاج الأسمدة والمبيدات لقطاعات الزراعة والبستنة المختلفة.
ويشمل ذلك الأسمدة القابلة للذوبان في الماء، الأسمدة السائلة، السوائل المعلقة ومبيدات الحشرات، ومبيدات الأعشاب ومبيدات الفطريات. كما قام المجمع بإنشاء عدد من المختبرات المتطورة في عدة مناطق من السعودية للمساهمة في الصعود بالمواصفات الزراعية السعودية لتواكب المواصفات العالمية للجودة والنوعية. وعلى الصعيد ذاته، قامت أسترا للاستثمار في شركة ميس السعودية لأنظمة الري المحدودة لتلبية متطلبات السوق السعودية من أنابيب البولي إثيلين وتوابعها لأنظمة الري والمياه.
ولتقديم الدعم والمساندة لاستثمارات "أسترا" في القطاع الزراعي، قامت أسترا بالاستثمار في مطاحن أعلاف وأسطول نقليات وأسواق تجارية. وتمكنت هذه الاستثمارات من تقديم الدعم والمساندة للقوات المسلحة السعودية في مختلف الأوقات.
ولم تقتصر استثمارات أسترا على القطاع الزراعي فحسب، بل كان لها الفخر بالإسهام في النهوض بالقطاع الصناعي للسعودية في عدة مجالات من خلال ملكيتها في مجموعة أسترا الصناعية، وكان ذلك عبر استثمار مجموعة أسترا الصناعية في شركة أسترا لمركبات اللدائن، والتي تُعتبر أكبر شركة لإنتاج اللدائن في الشرق الأوسط.
وتتضمن منتجاتها الألوان السوداء والبيضاء ذات الجودة العالية علاوةً على مركبات اللدائن الحرارية لتلبية احتياجات مصانع البلاستيك المحلية. وإلى جانب هذا المصنع، قامت مجموعة أسترا الصناعية بالاستثمار في شركة المصنع العالمي لأنظمة المباني المحدودة والذي يعد من المصانع الرائدة في الشرق الأوسط في مجال تصميم وصناعة الهياكل الفولاذية للمباني الجاهزة، كما أسهم هذا المصنع بتصميم وتصنيع وتوريد المنشآت الفولاذية للاستخدامات الصناعية وأبراج الاتصالات.
كما تملك مجموعة أسترا الصناعية شركة تبوك للصناعات الدوائية لتصنيع أدوية طبية عالية الجودة للسوق المحلية وبأسعار مناسبة للمرضى. وفضلاً عن إمكانية هذا الاستثمار من تأمين جزء من احتياجات المملكة الدوائية من خلال خبرات وأيد عاملة سعودية تمكن هذا الاستثمار من استقطاب رؤوس أموال أجنبية. ويتم الإنتاج في هذا المصنع بإشراف وزارة الصحة ووفقاً لقواعد الخبرة التصنيعية والمخبرية المعمول بها حالياً في المملكة المتحدة, وكذلك بقوانين منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية.
وإلى جانب القطاع الصناعي أسهمت "أسترا" في دعم قطاع الرعاية الصحية في السعودية من خلال مساهمتها بتأسيس شركة ميس السعودية للمنتجات الطبية لتغطية احتياجات السوق السعودية من اللوازم الطبية ذات الاستعمال لمرة واحدة، وتلتزم هذه الشركة بقواعد "الممارسات الجيدة السائدة في الصناعات والممارسات الجيدة السائدة في المختبرات" المعمول بها في المملكة المتحدة واللوائح التنظيمية لإدارة الأغذية والأدوية المعمول بها في الولايات المتحدة.
وبهدف دعم قطاع الرعاية الصحية، قامت "أسترا" بإنشاء وتشغيل أول مستشفى خاص في مدينة تبوك في المنطقة الشمالية الغربية من السعودية، وقامت أسترا بتجهيز المستشفى بأحدث المعدات الطبية وتشغيلها بأحدث التقنيات الطبية بواسطة فنيين بمؤهلات عالية في المجال الطبي واستشاريين وأطباء زائرين معروفين عالمياً.
وللبناء على استثمارات أسترا في قطاعات الزراعة والصناعة والرعاية الصحية، ودعماً لاستثمارات التنمية الدائمة في السعودية توجهت للاستثمار في قطاع الاتصالات.
وكان ذلك من خلال تأسيسها شركة نور للاتصالات والتي تلعب دوراً بارزاً في مجالات الاتصالات والهندسة والمساحة وأعمال التركيبات في السعودية. فقد قامت الشركة بتصميم وتركيب أكبر وأكثر الشبكات الرادارية تطوراً في التقنيات الإلكترونية والرقمية في المملكة العربية السعودية. وعملت الشركة على تطوير مجالات الاتصالات بالميكروويف ومحطات الطاقة وخدمات الإنترنت ونظام الاتصالات للقطارات.
ووفقاً لاستراتيجية الاستثمار بقطاعات التنمية المستدامة أسهمت "أسترا" أيضاً في السنوات الأخيرة بإنشاء شركة بيانات الأولى لخدمات الشبكات، وقد حصلت هذه الشركة على ترخيص لإنشاء الشبكات السلكية واللاسلكية في السعودية والخاصة بخدمات المعطيات والتي تتضمن مقاسم الاتصالات الدولية وتشغيلها وصيانتها واستخدامها لتقديم خدمات المعطيات والتي تشمل الخطوط الرقمية المؤجرة، وخدمات عريضة النطاق، وخدمات الشبكة الخاصة الافتراضية، وخدمات بروتوكول الإنترنت وخدمات تقنية التراسل غير التزامني وترحيل الإطاري للمعطيات والتراسل بتغير الطول الموجي وغيرها.
وإلى جانب شركة بيانات الأولى لخدمات الشبكات، قامت "أسترا" في السنوات الأخيرة إضافة إلى استثماراتها الصناعية من خلال الإسهام في شركة الخليج للصناعات الكيميائية المتقدمة والتي تمكنت من استقطاب استثمارات أجنبية من أهم الشركات العالمية في مجال التصنيع الكيميائي لإنتاج ماليك هايدرايد وبيوتان في مدينة الجبيل الصناعية.
وأحدث استثمارات "أسترا" هو شاهدٌ آخر على الاستراتيجية التي تبنتها منذ تأسيسها، فلتقديم الدعم لقطاع التعليم في برامج الحاسب الآلي ونظم المعلومات وتقديم استثمار مستديم في هذا المجال، أنشأت "أسترا" كلية تبوك الأهلية، وتسعى من هذا الاستثمار أن يتمكن من تأمين التعليم الجامعي على أحد الطرق والأساليب للطلاب في منطقة تبوك دون حاجتهم للسفر إلى مناطق أخرى.
ووفقاً لتوجهات الحكومة السعودية، وبفضل من الله ـ تمكنت استثمارات "أسترا" في مختلف هذه المجالات من تطوير الصناعات الأساسية والمساندة وزراعة الأراضي الصحراوية وتطوير مهارات الأيدي العاملة المحلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي في بعض المجالات إلى جانب استقطاب استثمارات أجنبية والنمو في مختلف المناطق السعودية في مجالات عدة. ولاستمرار مسيرة أسترا للعقود المقبلة تتطلع "أسترا" إلى استمرار استثماراتها في قطاعات التنمية المستدامة للسعودية بما يتناسب مع توجه الدولة والأهداف الاستراتيجية لتطوير مختلف قطاعات التنمية.