وزير الطاقة الروسي لـ "الاقتصادية": اتفاق خفض إنتاج النفط قد يمدد إلى عام
أكد لـ "الاقتصادية"، ألكسندر نوفاك وزير الطاقة الروسي في تصريح مقتضب أن التوصية بمد التخفيضات الإنتاجية تحظى بتوافق واسع بين المنتجين، وهو أمر ضروري ولا بديل عنه من أجل علاج مشكلة فائض المخزونات في السوق التي تحول دون تعافي الأسعار بالشكل الجيد. وقال نوفاك إن بلاده تسجل تقدما مستمرا في خفض الإنتاج، وبلغ هذا الخفض حاليا 310 آلاف برميل يوميا، لافتا إلى أن مد التخفيضات لمدة عام كامل وليس تسعة أشهر فقط مطروح للبحث.
وأشار نوفاك إلى أن التعاون بين جميع الأطراف المعنية ضرورة لتحقيق أهداف المنتجين والمستهلكين على السواء، وأن التنسيق السعودي الروسي سيستمر قائما بشكل استراتيجي لمصلحة الصناعة واستقرار الأسواق.
من جانبه، أكد لـ "الاقتصادية"، نيلسون مارتينيز وزير النفط الفنزويلي، أن بلاده تدعم مد العمل بتخفيضات الإنتاج لأقصى مدى ممكن للتعجيل باستعادة التوازن في السوق وانتعاش الأسعار إلى المستويات الملائمة لاقتصادات الدولة المنتجة وبما يعزز استثمارات الطاقة مرة أخرى.
وأضاف مارتينز أن فنزويلا تأمل أن يشهد النصف الثاني من العام الحالي استقرارا أفضل في السوق خاصة أن بلاده عانت كثيرا من ضغوط الأزمة الاقتصادية الناجمة بالأساس عن انهيار أسعار النفط على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وأوضح مارتينز أن هناك مؤشرات تدعو للتفاؤل في السوق، ومنها توقعات نمو الطلب في دول الاستهلاك الرئيسة خاصة الصين والهند، إلى جانب بدء تقلص المخزونات، وهو ما يزيد التوقعات باحتمال تراجعها إلى المستوى المتوسط في خمس سنوات قريبا مع مد العمل بتخفيضات الإنتاج حتى العام المقبل.
في سياق متصل، تنطلق اليوم أعمال الاجتماع الوزاري رقم 172 لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بمشاركة عدد من المنتجين المستقلين على رأسهم روسيا وسط توقعات بتوافق واسع على إقرار مد العمل بتخفيضات الإنتاج التي أقرت مطلع العام الجاري حتى نهاية آذار (مارس) من العام المقبل.
واختتمت بنجاح أمس في مقر "أوبك" بفيينا أعمال الاجتماع الثالث لوزراء الدول الخمس الأعضاء في لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج بحضور المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية رئيس منظمة أوبك وبرئاسة مشتركة للجنة من الكويت وروسيا وعضوية فنزويلا والجزائر وسلطنة عمان.
وأوصت اللجنة بتمديد خفض الإنتاج لمدة تسعة أشهر جديدة بالمستويات نفسها بحجم خفض قدره 1.8 مليون برميل يوميا موزعا على 24 منتجا وتتحمل السعودية وروسيا القدر الأكبر من التخفيضات.
ورصدت اللجنة الوزارية في اجتماعها الثالث تقدما جيدا في مستوى التزام المنتجين بخفض الإنتاج، مشيرة إلى أن نسبة المطابقة بين المنتجين بلغت في نيسان (أبريل) 102 في المائة بارتفاع 4 في المائة عن الشهر السابق وقد عقد المنتجون العزم على مواصلة جهودهم حتى تستعيد السوق توازنها بالكامل، كما أعرب أعضاء اللجنة عن رضاهم الكامل عما تحقق وتطلعهم للمزيد.
وفاجأ الوزراء الصحافيين بإلغاء المؤتمر الصحافي الذي كان مقررا عقب الاجتماع، واكتفوا ببيان صحافي استعرض جهود اللجنة منذ إنشائها بعد التوصل إلى اتفاق التعاون بين منتجي "أوبك" وخارج "أوبك" في كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وكان المهندس خالد الفالح ووزراء الدول الخمس في اللجنة قد بدأوا الاجتماع في ساعة متأخرة حول الواحدة ظهرا بسبب تأخر وصول الوزير الروسي ألكسندر نوفاك الذي وصل مباشرة قبل عقد الاجتماع واستمر الاجتماع نحو ثلاث ساعات وسط حضور إعلامي واسع.
وسادت في كواليس وأروقة الاجتماع قناعة بأن الاجتماع خال من أي مفاجأت، وهو ما تمثل في غياب التوتر، وفي قصر مدة الاجتماع فضل أغلب الوزراء تأجيل تصريحاتهم إلى حين انتهاء الاجتماع الوزاري الموسع مساء اليوم.
وأوضح البيان الختامي أن لجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج ستواصل عملها بالتعاون مع سكرتارية "أوبك" لتقييم تطورات السوق وإصدار التوصيات الملائمة من أجل دفع السوق في اتجاه التطورات الإيجابية بإحلال علاقة من التوازن بين العرض والطلب، مضيفا أن الاجتماع المقبل للجنة سيكون في موسكو في تموز (يوليو) من العام الجاري.
من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار، فقد ارتفعت أسعار النفط أمس بدعم من الثقة في أن اتفاق خفض الإنتاج الذي تقوده منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" بهدف تقليص تخمة المعروض سيتم تمديده حتى نهاية الربع الأول من العام المقبل.
وبحسب "رويترز"، فقد زادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 19 سنتا أو 0.35 في المائة إلى 54.34 دولار للبرميل، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 17 سنتا أو 0.33 في المائة إلى 51.64 دولار للبرميل.
وزاد الخامان أكثر من 10 في المائة من أدنى مستوياتهما في أيار (مايو) دون 50 دولارا للبرميل مع تعافيهما بدعم من توقعات بأن "أوبك" وبعض المنتجين المستقلين من بينهم روسيا سيمددون اتفاقهم لخفض إمدادات الخام بواقع 1.8 مليون برميل يوميا حتى آذار (مارس) عام 2018 بدلا من الاكتفاء بتطبيقه في النصف الأول من عام 2017 فقط.
وارتفعت أسعار النفط العالمية بالسوق الأوروبية لتواصل الصعود لليوم السادس على التوالي، مسجلة أعلى مستوى في خمسة أسابيع، وذلك قبيل اجتماع "أوبك" حول اتخاذ قرار بشأن تمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي، ووجدت الأسعار دعما من انخفاض مخزونات الخام في الولايات المتحدة لأدنى مستوى في 4 أشهر على حسب بيانات صناعية لمعهد البترول الأمريكي.
ومع صعوبة تحقيق التوازن بالسوق في ظل تسارع إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة لأعلى مستوياته في نحو سنتين، ومع استمرار مخزونات الخام العالمية أعلى متوسط خمس سنوات، تتجه "أوبك" والمنتجين المستقلين إلى تمديد الاتفاق لفترة زمنية جديدة.
ودرست اللجنة الاقتصادية في "أوبك" أخيرا عددا من السيناريوهات منها تمديد أجل الاتفاق لفترة أطول خلال 2018، إضافة إلى تعميق كمية التخفيضات الحالية.
وأعلن معهد البترول الأمريكي انخفاض مخزونات الخام في البلاد بنحو 1.5 مليون برميل، للأسبوع المنتهي 19 أيار (مايو)، وتوقع خبراء الطاقة انخفاضا بأكثر من مليوني برميل.
وعلى حسب هذه البيانات وصل إجمالي المخزونات 546.6 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في 24 شباط (فبراير) الماضي، في علامة إيجابية لتحسن مستويات الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة هبطت الأسبوع الماضي مع رفع مصافي التكرير الإنتاج.
وأظهرت بيانات من إدارة المعلومات أن مخزونات الخام هبطت 4.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في التاسع عشر من أيار (مايو) في حين كانت توقعات المحللين تشير إلى انخفاض قدره 2.4 مليون برميل. وتراجعت مخزونات الخام في مركز تسليم العقود الآجلة في كاشينج بأوكلاهوما 741 ألف برميل، وزادت مصافي التكرير استهلاكها من الخام بمقدار 159 ألف برميل يوميا.
وأظهرت البيانات أيضا أن مخزونات البنزين انخفضت بمقدار 787 ألف برميل الأسبوع الماضي في حين كان محللون- استطلعت "رويترز" آراءهم- قد توقعوا هبوطا قدره 1.2 مليون برميل.
وانخفضت مخزونات المشتقات الوسيطة، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 485 ألف برميل مقارنة بتوقعات لهبوط قدرها 743 ألف برميل، وتراجعت واردات الولايات المتحدة من النفط الخام الأسبوع الماضي بمقدار 165 ألف برميل إلى 7.67 مليون برميل يوميا.