تصنيف الجماعات الإرهابية والمطلوبين يطهر البيت الخليجي
أكد مسؤولون ومختصون في الشأن الخليجي أن البيان الرباعي المشترك بين المملكة ومصر والإمارات والبحرين، تجسيد جديد للحزم الذي اتسمت به السياسة السعودية الخارجية الذي يمثل هذه المرة مشرطا جراحيا دقيقا لاستئصال الأورام الخبيثة من الجسد الخليجي ويبتر اليد التي تدعم الإرهاب وتموله.
وشددوا في تصريحات لـ "الاقتصادية" على أن قطر في هذه المرحلة، خاصة بعد صدور التصنيف الرباعي، ليس أمامها عديد من الخيارات, فإما أن تعود بشكل قاطع ونهائي إلى البيت الخليجي وتوقف دعم وتمويل الإرهاب, أو تخرج دون عودة من البيت الخليجي, متحملة تبعات ذلك كاملة.
وقال الدكتور إبراهيم العقيلي نائب رئيس الاتحاد العربي لمكافحة الجرائم الدولية وغسل الأموال, إنه حان الوقت لمحاربة منابع الإرهاب في المنطقة الخليجية والعالم العربي, ومنابع الإرهاب في العالم, بقطع يد التمويل للإرهاب.
وقال, خطت السعودية ومصر والإمارات والبحرين, خطوات مهمة, بإعلانها تصنيف أفراد وكيانات في قوائم الإرهاب المحظورة لديها, والمرتبطة بشكل مباشر بقطر, وسيعقب ذلك, عواقب وخيمة ستطيح بعيدا بقطر إن أصرت على مواصلة دعم الإرهاب.
وأضاف: تصنيف الأفراد والكيانات, استهدف التنظيمات الإرهابية, والإرهابيين الذين تدعمهم قطر, وفي ذات الوقت, استهدف عديدا ممن ينفذون أجندة قطر في تمويل ودعم الإرهاب في عديد من الدول الشقيقة وعديد من الدول العربية, وعديد من دول العالم.
وأشار إلى أن "قطر تعيش حاليا حالة من الارتباك في قرارها السياسي, بعد انكشاف الأوراق, وهذه بعض الأوراق, وليست نهاية المطاف, وفي حال إصرارها على المكابرة, والمضي قدما في دعم وتمويل الإرهاب, ستكشف مزيدا من الحقائق".
واستطرد: استمرار قطر في دعم الكيانات الإرهابية وإيواء الأفراد, بعد تصنيفها من السعودية ومصر والإمارات والبحرين, سيدفعها إلى الهاوية, وحينها ستعود إلى البيت الخليجي الذي لن تستطيع الاستمرار بدونه, حيث ستتلاطمها جماعات الإرهاب, ولكن حكمة البيت الخليجي تسعى إلى المحافظة عليها وعلى أمنها واستقرارها, وإيقاظها من سباتها العميق.
وتابع: لعبت قطر, خلال السنوات الماضية, دورا مكشوفا أمام دول الخليج, ولكن القيادة الحكيمة في الخليج حاولت احتواءها, لعل وعسى أن تحيد عن طريق الظلال, وتعود إلى جادة الصواب, ولكن دون جدوى.
وأردف: إن حزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز, سيكون المشرط لاستئصال الأورام الخبيثة في الجسد الخليجي, وسيكون القاطع لجميع أشكال الدعم والتمويل للجماعات الإرهابية التي تدعمها وتمولها قطر, التي سعت إلى زعزعة أمن واستقرار دول الخليج, قبل دعمها وتمويلها الإرهاب في الدول العربية والعالم.
من جانبه, عبر أحمد الجروان رئيس البرلمان العربي السابق, عن اعتقاده بأن الشعب القطري كمنظومة خليجية ليس له ذنب في الأخطاء المتكررة التي تقدم عليها القيادة في قطر, حيث إن هناك قصر نظر في جانب القيادة القطرية التي لم تستطع أن تقرأ صبر وحكمة القيادة السعودية والقيادة الإماراتية والبحرينية والخليجية بشكل عام, التي انتظرت لعل وعسى أن تستفيق القيادة القطرية الخاطئة من الوهم الذي تعيش فيه والدور الخاطئ الذي تلعبه في المنطقة.
وقال، جميع هذه النتائج وما وصلنا إليه إلى الآن مع الأسف الشديد, نتائج القراءة الخاطئة للقيادة القطرية, وعدم الحكمة في اتخاذ القرار, حيث إن القيادة في السعودية والإمارات والبحرين صبرت بما فيه الكفاية, وما يتم تداوله عن فتنة, فهذه ليست فتنة, بل خطأ تتحمله القيادة في قطر, ولا بد من ردة فعل, لأننا لا نرضى ولن نقبل بأن يقتل إخواننا الذين يدافعون عن الشرعية في اليمن, أو الذين يحاربون الإرهاب, ولن نقبل أن تكون ديارنا مستباحة لمتطرفين أو دول طامعة في الدول العربية أو المنطقة الخليجية بالذات, ونتحدث هنا عن إيران ومبادئ إيران, مع العلم أنه ليس لدينا كره لأي طائفة من الطوائف, بل نحن أمة واحدة ونحترم الجميع, ولكن لا نسمح لأحد بأن يهدر دمنا, ويزعزع أمننا.
وأضاف، قياداتنا الرشيدة في السعودية والإمارات والبحرين وكل دول الخليج, تبذل الغالي والنفيس لإسعاد المواطن, وتعمل كل ما في وسعها لخدمة المصلحة العامة والمصلحة العربية والمصلحة الإسلامية, ونصرف كثيرا من مقدراتنا الاقتصادية لحمايتنا من التطرف ومن السقوط, وبعد ذلك تأتي قيادة أو مجموعة تضربنا بخنجر من الخلف.
وأفاد، الشعوب العاقلة تقف دائما خلف قيادتها الحكيمة للتصدي للإرهاب ودعم المجهودات العربية التي صنفت عديدا من الجماعات الإرهابية كـ"داعش" وحزب الله والنصرة, وكنا خلال رئاستي للبرلمان العربي في قلب الحدث وشاركنا في عديد من الفعاليات المهمة التي تنبذ التطرف, وتعمل ضد الإرهاب والدواعش.
واستكمل، ما حدث الآن من السعودية ومصر والإمارات والبحرين وعديد من الدول العربية والإسلامية, كان لا بد أن يحدث, ونحمد الله أن هذه الأزمة ظهرت في ظل قيادة حكيمة ورشيدة في السعودية, وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز, بقوته وعزمه وحزمه في أن يأخذ القرارات المناسبة, وأيضا الشيخ محمد بن زايد والملك حمد بن عيسى, وكلها قيادات حكيمة وقادرة على أن تأخذ القرارات المناسبة خاصة في هذا الوقت, والحمد لله أنها اتخذت هذه القرارات وسقطت أقنعة من كنا نتوقعهم إخوة ولكنهم مع الأسف الشديد, غدروا, وجانبهم الصواب, بل ارتكبوا الأخطاء تلو الأخطاء, ولا بد لقطر من أن تسمع صوت العقل والحكمة, فالقيادات في السعودية والإمارات والبحرين تتمتع ببعد نظر, ولن تنظر لمصلحتها فقط, بل ستنظر لمصلحة الجميع في المنطقة.
وأشار الجروان إلى أن قرارات القيادات في السعودية ومصر والإمارات والبحرين ستقطع يد الإرهاب, ونعتقد أن هذه القرارات كان لا بد أن تتم من قياداتنا لحماية المنطقة, وكان لا بد من اتخاذها.
وتابع، أما حول الجانب القطري, فقد كانت المطالب تجاهه واضحة منذ زمن وليست هناك مطالب جديدة, لأن ما تقوم به قطر ليس وليد اللحظة, ولم نتفاجأ بذلك, حيث في عام 2014, قطعت العلاقات وسحب السفراء وجاءت القيادة القطرية وتعهدت, ثم نقضت العهد, وهذا كلام مرفوض, فنحن لا نريد أن نملي عليهم, بل المفترض أن تعلم القيادة القطرية ما التزمت به أمام الحكماء والقيادات في دول الخليج, وعليها أن تلتزم به.
ونوه إلى أن دول الخليج تصدر الخير للجميع, والآن تأتينا مجموعة تفشل هذا الخير, فنحن نرفض ذلك, ولكننا ما زلنا نحب الشعب القطري فهم أهل لنا, ولكن الإجراءات التي تمت تتحملها القيادة في قطر.
من جهته, أوضح عبدالعزيز آل يحيى المتخصص في الجغرافيا, أن العقوبات التي فرضتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين, بقطع علاقتها مع قطر, وما شرعت به عديد من الدول الأخرى, ستؤدي إلى عزل قطر اقتصاديا .
وأضاف، بحكم موقع قطر الجغرافي، سيواجه الاقتصاد القطري أزمات متتالية, بسبب قطع العلاقات مع السعودية والإمارات والبحرين, إضافة إلى شروع عديد من الدول الأخرى في قطع علاقاتها مع قطر.
وحول التصنيفات التي أعلنتها السعودية ومصر والإمارات والبحرين, وضمت أفرادا وكيانات في قوائم الإرهاب, قال، مع الأسف أن من يدعم ويمول ويقف خلف تلك التنظيمات دولة شقيقة داخل البيت الخليجي, ولكن التصنيفات لن تجعل هناك خيارات أمام قطر, إما العودة إلى البيت الخليجي وإيقاف دعم وتمويل الإرهاب, أو الخروج بدون عودة من البيت الخليجي, وتحمل تبعات ذلك كاملة, فهي لن تتمكن من الصمود أو الاستمرار في دعم تلك الجماعات, ولن يتمكن اقتصادها من الوقوف مرة أخرى, بسبب موقعها الجغرافي من الدول التي قطعت علاقتها معها.