فيلم «المومياء» يعود بتوم كروز بعد غياب 9 سنوات

فيلم «المومياء» يعود بتوم كروز بعد غياب 9 سنوات
فيلم «المومياء» يعود بتوم كروز بعد غياب 9 سنوات

بعد مرور تسع سنوات على آخر أفلام سلسلة «the mummy» استحضرت شركة يونيفيرسال ذكريات جيل الألفية عبر إصدار الجزء الخامس من هذه السلسلة الذي مزج بين الفانتازيا والرعب والإثارة، فاحتل صدارة المشهد السينمائي رغم المد والجزر في التقييم النهائي للفيلم الذي تم فيه استبدال البطل بريندان فريزر بالممثل العالمي توم كروز المرشح لجائزة الأوسكار ثلاث مرات، آخرها عام 2000 عن دوره في فيلم Magnolia.
ومن الصحراء المغربية وتحديدا مدينة "ورزازات" المعروفة بهوليوود إفريقيا، قدم المخرج أليكس كورتزان مشاهد تصويرية جميلة، حيث ظهرت المومياء والصحراء كأنها حقيقة، فجاء رائعا من الناحية التصويرية، خاصة مع إدخال عنصر التشويق بعد أن تم إيجاد كفن المومياء الوحش، في وقت كان عضو البحرية الأمريكية السابق نيك مورتن (يؤدي دوره الممثل توم كروز) يبحث عن مجموعة من المسلحين داخل أحد الملاجئ، فاكتشف وجود مقبرة قديمة تعود لقرون خلت، دفنت فيها المومياء ظلما، في سرداب تحت رمال الصحراء لآلاف السنين، وتم نقلها بالطائرة إلى مكان مخصص للآثار في الصحراء العراقية.

حضاري وسياسي 

بدأ الفيلم بلمحة يتنقل فيها المخرج ما بين الأجزاء السابقة وصولا إلى الجزء الحالي، حيث عاد بالذكريات إلى فرسان الحروب الصليبية ثم عرج على فراعنة مصر حيث تجسد المومياء ابنة الفرعون المصري، وانتقل بعدها إلى الإرهاب و"داعش"، فكانه مر على ثلاث حقب مختلفة أعطت الفيلم بعدا حضاريا سياسيا بامتياز، لكن كان ينقصه متانة السيناريو والحوار الذي كتبه جون سباهتس، فالارتكاز كان على المشاهد التصويرية التي تميز بعضها بالقوة، في حين ظهر جزء أقل ضخامة في مستوى التصوير، كمشهد اصطدام الطيور بقمرة القيادة في الطائرة، ما أدى إلى اضطراب الطيار وسقوط الطائرة، بعد ذلك نيك نفسه في غرفة المشرحة داخل كيس بلاستيكي بين الجثث، فيستيقظ كما لو عاد للحياة.

المومياء تستيقظ

بعد سقوط الطائرة قامت المومياء من سباتها نتيجة الحادث وفتحت الكفن، ومع الوقت أخذت في التقاط الأرواح لتصبح حية بكامل أعضائها، لكنها مشحونة بالحقد والغضب، وتلعب دور المومياء صوفيا بويتيللا، الممثلة الفرنسية من أصول جزائرية، وجاء اختيار صوفيا ابنة المؤلف الموسيقي صافي بوتلة لهذا الدور، نظرا للأدوار التي لعبتها في عديد من الأفلام الهوليودية، أشهرها فيلم الجاسوسية البريطاني - أمريكي (كينغسمان: سيكرت سرفايس) الذي أخرجه الإنجليزي ماثيو فون في 2014، كما أدت أيضا أحد الأدوار في فيلم الخيال العلمي (ستار تريك بيوند) لمخرجه التايواني - الأمريكي جاستن لين، الذي أطلق عام 2016 حيث يعد الفيلم الـ13 في سلسلة "ستار تريك" الشهيرة.

الانتقام من البشرية

وعادت المومياء للحياة مجددا لتنتقم من البشرية بالكامل، جراء هذه السنوات الطويلة التي قضتها وهى حبيسة ذلك السرداب في أعماق الرمال، ويجد نيك متورطا في مواجهة المومياء التي تدمر العالم بحقد وغضب شديدين، محاولا إيقافها عما تفعله من شر، في أحداث مثيرة.
وتزداد المشاهد تشويقا عندما تموت المومياء ويأخذ نيك لعنتها عبر استخدامه لخنجرها وبذلك أصبح من الخالدين في الحياة، وينتهي الفيلم بوجود نيك في الصحراء مع صديقه هنري جيكل ينبشون الآثار، وهي المهمة المخفية التي كانت وراء إرسالهم إلى العراق، ويؤدي الممثل روسل كراو شخصية دكتور جيكل الأسطورية التي سبق لها الظهور بأكثر من فيلم مثل فان هيلسنج، وتتمحور هذه الشخصية حول مخترع يبتكر مصلا يجعل جسده ضخما فور شربه ويتحول من دكتور يدعى جيكل إلى مجرم يدعى هايد.
ما بين قديم وجديد

بعد صدور الجزء الأخير من سلسلة أفلام المومياء ظهر إلى العلن بعض خفايا الأجزاء السابقة وأبرزها أن الممثل توم كروز كان المرشح الأول من قبل المخرج ستيفن سومرز، لتقديم دور البطولة، لكن وقع الاختيار في النهاية على الممثل "بريندان فريزر" لأسباب لم يتم الكشف عنها، إضافة إلى ذلك أن جميع من جسدوا شخصية المومياء في السلسلة القديمة كانوا رجالا، لكن في الفيلم الجديد لعب الشخصية الممثلة صوفيا بوتيلا، التي اشتهرت بأدوارها في أفلام Star Trek Beyond، وKingsman: The Secret Service. وخلافا للأجزاء القديمة تدور أحداث الفيلم في الوقت الحالي، فالمومياء ستستيقظ لتدمير البشرية، وذلك على عكس أفلام السلسلة السابقة؛ فمثلا فيلم The Scorpion King الصادر عام 2002، دارت أحداثه منذ خمسة آلاف سنة.

انتقادات

وعلى الرغم من براعة المؤثرات البصرية في الفيلم إلا أن الانتقادات انهالت عليه بسبب وجود بعض الثغرات على حد تعبيرهم، حيث قال الناقد بيتر برادشو في مقال لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، "توجد بعض اللحظات اللطيفة لكن ثمة فوضى أساسية في الفيلم، تتأرجح الحبكة كفرع شجرة فاسد عتيق، فضلا عن مزيج من الأفكار والمشاهد أشبه بمسودات مختلفة لسيناريو". وأعطى الناقد دان جولين تقييما للفيلم في موقع إيمباير حدده بثلاث نجوم فقط، وكتب قائلا، "إنه عمل يتسم بالمغامرة كما اعتدنا من كروز، مرة أخرى تخرج علينا شخصية مثل إيثان هانت، في سلسلة أعمال "مهمة مستحيلة"، يرتبط بفتاة شابة وتطارده سيدة أخرى". كما أعطى الناقد جيوفري ماكناب نجمتين في تقييمه للفيلم خلال تعليقه في صحيفة "ذا اندبندينت"، وقال، "الحركات البهلوانية هنا تعد أفضل عناصر الفيلم"، وقال أولوين غليبرمان لموقع "فارايتي" المعني بالأخبار الفنية، إن الفيلم "مزدحم للغاية على نحو يفقده المتعة".
من جانبها أعطت ريبيكا هوكيس للفيلم خلال تعليقها لصحيفة "ذا تيليجراف" ثلاث نجوم، لكنها انتقدت بعض الجوانب في الفيلم وكتبت، "ربما تكمن المشكلة الحقيقية في الشخصيات أنفسها".
المغرب .. وجهة مميزة للتصوير

تزامن تصوير فيلم المومياء الذي حقق إيرادات في السوق الأجنبية وصلت إلى 236 مليون دولار أمريكي، بعد أيام قليلة على انتهاء تصوير الجزء الخامس من السلسلة الأمريكية Prison Break في مدينة ورزازات بالمغرب، المدينة التي شهدت تصوير عدة أفلام رائعة مثل "اليكسندر" و"غلادييتر".
وتجدر الإشارة إلى أن الممثل العالمي توم كروز كان قد شارك منذ سنتين في تصوير الجزء الخامس من فيلم "المهمة المستحيلة" في المغرب، الذي اقتضى حينها من منتجي الفيلم الاستعانة بمقطع الطريق السريع الرابط بين مدينتي مراكش ومنطقة تمنصورت مدة 12 يوما، مما أوقف حينها حركة السير في الطريق المذكور.
وأكدت مصادر صحافية أمريكية متخصصة بالسينما، أن إيرادات "المهمة المستحيلة" شكلت نحو ربع الإيرادات المحصلة من تصوير الأفلام الأجنبية خلال سنة واحدة في المغرب، حيث بلغت تكلفة الفيلم 30 مليون دولار وبلغ مجموع إيرادات تصوير الأفلام الأجنبية في المغرب 120 مليون دولار. لا بد من الإشارة إلى أن الفيلم يعد إعادة إنتاج لفيلم عرض عام 1932 كان يحمل الاسم نفسه، وأدى دور البطولة حينها بوريس كارلوف، حيث أعاد الممثل براندون فريزر تقديمه عام 2000 أيضا، ومن المنتظر أن يعرض الفيلم في دور السينما عام 2017.

الأكثر قراءة