33 ألف محل تجاري تخدم ضيوف الرحمن بعد انتهاء الحج في مكة
باتت العاصمة المقدسة بعد انتهاء الحج مركز تجمع لحجاج بيت الله الحرام، إذ توافدت جموع ضيوف الرحمن أمس على المدينة مع انتهاء أيام التشريق لاقتناء ما يذكرهم بمكة المكرمة.
وأتمت البلديات الفرعية العشر في مكة المكرمة استعداداتها لاستقبال الحجيج وذلك بتقسيم وزيادة عدد الفرق الميدانية وتوزيعها على مختلف المناطق والأحياء السكنية التي يوجد فيها الحجاج بكثافة عالية، مع تكثيف أعمال النظافة لإزالة المخلفات أولاً بأول.
وأنعش جموع الحجيج حركة المراكز التجارية والأسواق في مكة المكرمة مع بدء عودتهم إلى أوطانهم، إذ شرعوا في التسوق وشراء الهدايا للأبناء والأهل في بلدانهم، حيث تنوعت وجهات ورغبات الحجاج في شراء الهدايا، منهم من فضل اقتناء الملابس الشتوية ومنهم من فضل شراء الذهب والمجوهرات، وآخرون رغبوا في شراء كاميرات التصوير والأجهزة الإلكترونية، فيما ذهب بعضهم إلى البحث عن التحف والسبح وغيرها من المقتنيات الشعبية والتراثية.
وبدت السعادة على محيا ضيوف الرحمن، إذ كانوا يتبادلون التهاني، بعد أن مّن الله عليهم بالحج، واختلف وجود الحجاج من مركز لآخر حسب توجهاتهم وثقافاتهم المختلفة، فإذا كان الحجاج الأفارقة يحرصون على شراء الذهب أكثر من أي شي آخر، فإن الحجاج الإندونيسيين يحرصون على شراء الأجهزة الإلكترونية والكاميرات وغيرها من الأجهزة التقنية، فيما فضل آخرون من جنسيات مختلفة شراء الملابس والقمصان من أسواق الجملة في منطقة البلد.
يقول سعيد المالكي وهو بائع في أحد محال الملابس الجاهزة، إن الإقبال جيد جدا من قبل الحجاج على شراء الملابس والبدل الجاهزة خصوصا من قبل حجاج المغرب وتونس والجزائر الذين يحرصون على شراء الملابس من العلامات التجارية الجيدة والشركات المصنعة لهذه الملابس لمعرفتهم بها وعلمهم بوجودها داخل الأسواق التجارية في المملكة، وبأسعار مناسبة لهم مقارنة بأسعارها في بلدانهم.
أما محسن الصاعدي بائع في أحد المحال الخاصة بالساعات، أوضح أن الإقبال على شراء الساعات والمنبهات من قبل الحجاج المصريين والمغاربة أكثر من غيرهم، ويضيف "إن الحجاج عند شرائهم هذه المقتنيات يؤكدون لنا أنها هدايا خاصة لأبنائهم وأقاربهم بعد أن أدوا فريضة الحج، ونحن كبائعين في المحال لنا نظرتنا في العميل عندما يكون من الحجاج نتعاون معه بقدر الإمكان ونعمل له التخفيضات التي في صلاحيتنا ونساعده على عمل الخصومات الخاصة على الرغم من الأسعار المنافسة الأخرى".
من جانبه، أوضح الدكتور أسامة بن فضل البار أمين العاصمة المقدسة، أن جميع المرافق وأماكن الخدمات والأسواق التجارية قد أصبحت جاهزة تماما. وأشار إلى أن الفرق الميدانية تعمل خلال هذه الأيام على مدار 24 ساعة لمراقبة الأسواق والمحال الغذائية والبسطات الموسمية للتأكيد على استيفائها لجميع الاشتراطات الصحية.
وقال: بلغ إجمالي عدد المحال في العاصمة المقدسة نحو 33 ألف محل تجاري وغذائي، منها 2509 بقالات، 1245 محل وجبات خفيفة، 400 محل جزارة ودواجن وأسماك، 669 مطعم، 408 مخابز وأفران، 287 مركز تسويق، 198 مطبخا، إضافة إلى أكثر من 18 ألف محل تجاري، والكثير من مصانع التعبئة ومحطات المياه وصوالين الحلاقة وثلاجات المواد الغذائية والصيدليات، إلى جانب المحال والمباسط الموسمية التي صرحت لها أمانة العاصمة المقدسة للعمل خلال موسم الحج والبالغ عددها أكثر من 2200 محل وبسطة مختلفة النشاطات.
وأكد أن أمانة العاصمة المقدسة كثفت تواجد الفرق الميدانية الخاصة بمتابعة المرافق البلدية للتأكد من جاهزيتها، ومدى استيعابها لقوافل ضيوف الرحمن، حيث تم تشغيل 30 دورة مياه عامة في مختلف أحياء مكة المكرمة، ومتابعة صيانتها، إضافة إلى متابعة دورات مياه مواقف حجز السيارات الموجودة على مداخل أم القرى وشكلت الأمانة أيضاً فرقاً فنية لمتابعة الأنفاق والتأكد من كفاءة عناصرها والبالغ عددها 51 نفقا منها عشرة أنفاق للمشاة، إضافة إلى صيانة ومتابعة شبكة الجسور الموجودة في مكة المكرمة التي تبلغ 50 جسراً تربط نواحي مكة المختلفة.