الشيخ الشنقيطي: هم الليل وذل النهار يهدد المتأخرين عند القدرة

الشيخ الشنقيطي: هم الليل وذل النهار يهدد المتأخرين عند القدرة

اعتبر الشيخ الدكتور محمد المختار الشنقيطي الأستاذ في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، أن الدَّيْن همّ بالليل وذل بالنهار، يمنع الإنسان من الخشوع في عبادته والطمأنينة في جسده والراحة بين أهله وولده، ولذلك ينبغي على المسلم أن يبتعد عن أسباب الدين.
وأشار إلى أن أحكام الإسلام تحتم على من ابتلي بالدًين القيام بالسداد، حتى يبرئ ذمته، ويخلص نفسه، حتى إن الميت ثبت في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام أنه لو مات أحب ميتة إلى الله جل وعلا وهي ميتة الشهادة، غفرت ذنوبه ولم يغفر دينه يقول صلى الله عليه وسلم : "يغفر للشهيد كل شيء إلا الدًين"1[2]. فهذا الشهيد الذي يغفر له عند أول قطرة من دمه، ويؤمن من عذاب القبر وفتنة القبر, ويشفع في سبعين من أهله، وروحه في حواصل طير خضر في الجنة تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش، يغفر له كل شيء إلا الدًين.
وشدد الشيخ الشنقيطي على أهمية مبادرة الأبناء والبنات عند موت الآباء والأمهات بسداد الحقوق المترتبة عليهم.
وقال: إن التأخر في سداد دين الميت يعتبر بلاء عليه، ثبت في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام: "أنه أُتي برجل ليصلي عليه فقال: هل عليه دين؟ قيل: نعم. قال: صلوا على صاحبكم. فقال أبو قتادة: هما علي يا رسول الله ـ أي الديناران اللذان هما دين هذا الرجل علي أنا أقوم بالسداد ـ فصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو قتادة: فلم يزل كلما لقيني في طرق المدينة ـ أي النبي ـ يقول لي : هل أديتهما؟ هل قضيتهما ؟ فأقول: لا بعد. حتى لقيني ذات يوم فقال: هل أديتهما؟ قلت: نعم. فقال: الآن بردت جلدته" 2[3]، ويعني أنه برد جلد ذلك الميت بسبب كونه مرهونًا بالدين.
وأهاب بكل مديون أن يبادر بالسداد إذا كان عنده مال. فإذا تأخر عن سداد الدين وعنده القدرة فهو ظالم وعليه الإثم، وهذا من الجور وأذية العباد، ولذلك لا يجوز للمسلم أن يماطل أصحاب الحقوق مادام أنه قادر على سداد ذلك ، فلو كان غنيًا ثريًا وأخر حقوق العمال عن وقتها فهو مدين ومأسور بدينه وظالم في فعله حتى يعطي دائنيه حقوقهم .

الأكثر قراءة