التربية والتعليم .. والمحتوى الرقمي

التربية والتعليم .. والمحتوى الرقمي

لا يختلف اثنان على أن تقنية التعليم الإلكتروني تعد رافداً مساندا لمسيرة التربية والتعليم، وعنصرا في غاية الأهمية لتطوير قدرات الطالب العلمية والعملية، ولعل التجارب الناجحة لدول كماليزيا وسنغافورة وفنلندا وغيرها خير شاهد على ذلك.
ولدينا في المملكة العربية السعودية اعتمدت قطاعات تعليمية مختلفة وبخاصة في بعض جامعاتنا تطبيقات تقنية التعليم الإلكتروني مع مطلع الألفية الثالثة وذلك في أضيق الحدود إلى أن أخذت تتدرج حتى ضمنت جميع مناهجها في مواقعها الإلكترونية، وأصبح بإمكان الطالب الحصول عليها عن طريق رابط إلكتروني تابع لجامعته، مما أسهم في تحقيق الفائدة المنشودة واختصار الجهد والوقت على الطالب والمحاضر في آن واحد.
ونحو هذا الاتجاه خطت وزارة التربية والتعليم بقيادة وزيرها الدكتور عبد الله بن صالح العبيد أولى خطواتها المبشرة بمستقبل واعد في مجال التعليم الإلكتروني، وتضمينه كرافد رئيس وداعم بجانب جهود المعلمين والمعلمات في حصصهم الدراسية أثناء التواصل المباشر بينهم وبين الدارسين، وكذلك التواصل عن بعد بواسطة البوابة التعليمية الإلكترونية وعلى مدار الساعة.
كما أن الوزارة عكست من خلال خطواتها الأولى في مشروع التعليم الإلكتروني حرصها لتطبيق هذه التقنية بأقصى فائدة ممكنة، ووفق أصولها الصحيحة، وبما يعود بالفائدة على مسيرتها التعليمية، والدلائل واضحة من المؤشرات الأولية للانطلاقة الناجحة لهذا المشروع في الأشهر القليلة الماضية، حيث شرعت الوزارة في توزيع أكثر من خمسة ملايين قرص مدمج على الطلاب والطالبات في مدارس المملكة، يحتوي كل قرص على المقررات الدراسية لكل فصل دراسي، وليس ذلك وحسب، بل ضمنت كل قرص مواد إثرائية مساندة للمنهج الدراسي، وللبحث عن أي معلومة يمكن الاستعانة بمحرك بحث للمحتوى يصل بالطالب والطالبة إلى المادة المراد الوصول إليها مباشرة.
وتزامن مع ذلك تدشين البوابة التعليمية الإلكترونية بقصد تقديم الخدمات التي يحتاج لها المعلم والمعلمة والطالب والطالبة عبر البرامج والأدوات والمواد التعليمية اللازمة والمناسبة للتطبيق في المرحلة الحالية كالكتب الإلكترونية والبرمجيات والعناصر التعليمية والدروس الجاهزة، إضافة إلى مكتبة إلكترونية متجددة.
وهذه الخطوات المتلاحقة ضمن إطار سعي الوزارة إلى دمج التقنية بالتعليم، وإعطاء الطالب فرصة التدرب على استخدامات التقنية والتعامل معها، يذهب بنا تدريجيا إلى الاستغناء ولو بشكل جزئي عن المناهج الورقية وإحلال المناهج الرقمية مكانها. وفي الوقت الراهن أصبح لدى الوزارة مخزون هائل من المحتوى الرقمي يتنامى مع مرور الزمن ليصل إلى ملايين الملفات الرقمية نتيجة تراكم المشاركات من خلال البوابة التعليمية الإلكترونية الرسمية للوزارة، فمنها النصية والصوتية والمرئية (الملتيميديا) وغيرها، وهذا يتطلب بجانب التجهيزات الفنية مراقبة ومتابعة دقيقة وتحديث للمحتويات بما يتفق مع سياسة التعليم في السعودية.
وللحفاظ على نجاح هذا المشروع وتحقيق المزيد من الانجازات المفيدة نتطلع إلى تفاعل كل الأطراف المستفيدة بكل ما لديهم من إمكانات للتعاون مع وزارة التربية والتعليم في سبيل تعليم إلكتروني وفق معايير ومقاييس عالمية.

[email protected]

الأكثر قراءة