حتى البغايا !!

حتى البغايا !!

بين الفينة والأخرى، تظهر في الإنترنت فكرة مبتكرة وجديدة تتناقلها قنوات الإنترنت المختلفة من مواقع أخبار ومدونات ومواقع شخصية وغيرها. بعضها ينطفئ بريقه في فترة قصيرة، وبعضها يلاقي نجاحا كبيرا مثل مواقع "ماي سبيس" و"فيس بوك"، والتي تساوي مئات الملايين. ولعل ما لفت نظري أخيرا، وأثار اشمئزازي في الوقت نفسه، هو فكرة ابتكرها بيت للدعارة في جمهورية التشيك، قام صاحبه بوضع عرض يمكن الناس من استخدام "خدماته" مجانا، مقابل أن يقبل "الزبون" بأن يتم تصويره ووضع الفيديو على الإنترنت في موقع إباحي.
هذه الفكرة، على الرغم من انحطاطها وإثارتها التقزز أفرزت استنتاجين، أولهما: أن الجدار بين الفضاء التخيلي والحياة الواقعية هو جدار آيل للسقوط، ولم يبق فيه سوى طوبات قلائل، والآخر أن الفكرة ما دامت مبتكرة وجديدة، ففي الغالب ستلقى رواجا في عالم الإنترنت، إذا أخذ في عين الاعتبار مراعاة تحويل العوامل المتعلقة بالحياة الواقعية إلى فضاء الإنترنت التخيلي.
إن هذه الفكرة جعلتني أتساءل عن عدم ظهور أفكار مشابهة في فضاء الإنترنت العربي. ولست أعنى بذلك التشابه في مستوى الانحلال، وإنما التشابه في الابتكار والحداثة. إن المتطلع في واقع مجتمعاتنا العربية سيجد الكثير من المشكلات والاحتياجات التي يمكن تفعيل الإنترنت لحلها بشكل كامل أو على الأقل الحد من تأثيرها في المجتمع. ولكن في الوقت نفسه لا تجد من يأخذ زمام المبادرة. ومن المؤكد أن السبب ليس في عدم القدرة على إيجاد الأفكار المناسبة، فهناك الكثير من العقول الشابة العربية التي تمتلك المؤهلات والقدرة على إيجاد أفكار ومشاريع مبتكرة وجديدة، ولكن للأسف لا يتم استغلال هذه الطاقات، إما لعدم إدراك أصحابها بقدراتهم، وإما لعدم وجود الحوافز المعنوية والمادية المساعدة على ذلك.
ولعلي ألقي بعض اللوم على الجهات والمنظمات العربية الحكومية والخاصة، التي من واجبها أن تتبني العقول الشابة وتفعيل قدراتها وطاقاتها بدلا من إهدارها. فتيارات الأنهار والشلالات مستمرة سواء اُستغِلت أم لم تُستغَل، ولكن عندما يتم استغلالها فيمكن إنتاج الكهرباء والطاقة منها وإفادة المجتمع. وكذلك هو الحال في شبابنا. لذا فمن واجبنا تفعيل الجانب الإرشادي والتحفيزي للشباب والشابات وحثهم على الإبداع.
وفي هذا السياق فمن المناسب أن نشيد بتجربة جامعة الملك سعود في نشر المعرفة عن طريق توفير مسابقات الإبداع المعرفي التي بحكم اطلاعي عليها قد لمست استفادة الشباب منها بشكل إيجابي، وأدعو القراء إلى زيارتها على الموقع http://award.ksu.edu.sa.

[email protected]

الأكثر قراءة