«ودي أموت بين عيالي»
والد محمد كبير في السن ويعالج في مستشفى الملك فيصل التخصصي عنده سرطان في المثانة وقرر الأطباء في شأنه أن حالته متقدمة وأن السرطان منتشر في كثير من أنحاء جسمه، وقد خير الأطباء ابنه بين إعطائه العلاج بالكيماوي أم لا؟ فقرر بلا.
إلا أن محمدا أصر أن يستمر بالعلاج وما زال يأخذ التقارير الطبية ويراسل المستشفيات العالمية واستقر به القرار أن يذهب به إلى أحد المستشفيات في أمريكا.
كانت حالة والده متقدمة ويصعب عليه أن يتحرك لكنه في كامل قواه العقلية. وبالفعل أخذ والده هناك وأخبروه بالتشخيص نفسه وتطابق تشخيصهم مع تشخيص المستشفى التخصصي ووافق لهم أن يبدؤوا بالعلاج الكيماوي، حيث إن حالة والد محمد الصحية قد تدهورت وبدأ يفقد الوعي حتى أنه فقده.
وكان آخر أيامه يسأل عن زوجته أم محمد وعن الأبناء وأحس بالموت وكان يكرر قوله: (ودي أموت بين عيالي).
وكان عبئا كبيرا على محمد أن يجهز جنازة أبيه ويجهز السفر للعودة كي يدفن جثمان والده في الرياض.
وكانت تجربة صعبة على محمد وكان كل تفكيره عند العودة يقول يا ليتني خليت أبوي يموت بين أهلي ويودعهم... يا ليتني سمعت نصيحة الأطباء.
قصة كثيرا ما تتكرر وبحسن نية "أكيد".
فحديثي اليوم بالتحديد عن حالات مخصصة تخص من يعانون من مرض السرطان المنتشر بين كبار السن فيبادر الأقربون "ليش ما تسفرونه للخارج للعلاج؟" دون معرفة تفاصيل المرض ونجاح العلاج.
البر الحقيقي هو أن تفعل ما يفيد المريض وليس لإرضاء من حولك على حساب صحة والدك.
ثقة المواطن بالطبيب يعتبر الإعلام من أهم الداعمين لها، الذي أتمنى أن يركز على نجاحات المملكة في مجال الخدمة الصحية التي تميزت بحثّ كل الدول العربية وبعض الأجنبية بإرسال وتحويل مرضاها لمستشفيات المملكة الشامخة. لعلاج حالات مستعصية ليس المقام بذكرها.
فركائز النجاح في المجال الصحي هي العلم والأجهزة والتدريب وكلها ولله الحمد تتوافر في مستشفياتنا فعدد كبير من الاستشاريين السعوديين الذين نفتخر أنهم يحملون الزمالات الأمريكية والكندية والأوروبية وتم توفير أحدث الأجهزة، ما جعل المنتج الصحي متميزا.
أما عن التدريب الطبي فالهيئة السعودية للتخصصات الصحية قد قدمت أفضل البرامج التدريبية في جميع المجالات ويشهد بذلك كل ممتحن خارجي عالمي يزور المملكة كممتحن خارجي، فقد سمعت من بعضهم ثناء كبيرا على مستوى التدريب الصحي في المملكة.
وباختصار نصيحة لكل مواطن سعودي أن يكون فخورا بالخدمات الصحية في المملكة ونعترف بالتقصير ونطلب مزيدا من وزيرنا المحبوب الموفق أن يسير برفع مستوى الخدمات الصحية خاصة في المناطق النائية.
ولو قدر الله لكبير السن أنه مرض فاحرص بعد الاستعانة بالله أن تختار الطبيب السعودي المتميز، وكن واثقا بكلامه ولا تفكر بالسفر إلا إذا نصحك طبيبك أو لجنة صحية متخصصة.
واعترف أنه هناك حالات تستحق التحويل الطبي خارج المملكة ولا بد من تسهيل أمور مثل تلك الحالات والحرص على دعم كل من يحتاج إلى خدمات صحية متميزة.
وشكرا لكل طبيب سعودي متميز جعل هذا البلد وجهة صحية عالمية تستحق الدعم.