القصيدة المكبلهة!

منذ زمن لم نستمع لأغنية مكبلهة تعيدنا لزمن الطرب الجميل، وزمن الطرب الجميل ليس زمن أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، لا!، أعني بهذا الزمن زمن محمد عبده وطلال مداح وعبادي الجوهر، أحدهم مات وكان قبل أن يموت قد ودّع الأغنية المكبلهة، والباقيان على قيد الحياة ما زالا يغنيانها ولكن بلا روح، بلا "تعب" و"سهر" كما يبدو، فآخر ما يراه المتسوقون إبداعاً لمحمد عبده هي أغنية "الأماكن"، التي وجدت صداها من ضياع الناس بين أنها لمنصور الشادي وبين أنها لأكثر من منصورٍ شادي، قيل ثلاثة وقيل أربعة وقيل بل أكثر، زمن الطرب الجميل في مسيرة محمد عبده مثلاً كان في أوج جماله عندما كان الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن في "صوتك يناديني" و"الرسايل" و"ابعتذر" وفي مسيرة عبادي الجوهر يبرز الشاعر الأمير عبد الرحمن بن مساعد في "دخون" و"أبسألك" وكذلك الشاعر فايق عبد الجليل – رحمه الله- في "عطشان"، مجرد استعادة هذه الأسماء من الذاكرة يكفي لنبعث بسؤال ملؤه الحنين "متى يعود الطرب، وتخف عنّا أصوات الدفوف المزعجة"؟!