رموز البؤس
مكابرة الفقر، غنى نفس، وكنز لا يحوزه إلاّ ظافر، وهذا الشعر الذي يؤسس لهذه المكابرة ويضعها كرمز مضاد لرمزيّة البؤس هو شعر جدير بالاحترام والقراءة.
سالم صليم اسم جدير بالاحترام والتقدير , وشاعر يضع البعد الانساني نصب قصيدته , لتظهر متجسدة بقيمة آدمية.
تـَبي تشوف البؤْس يمشي على أقدام
شف لك فقيرٍ رغْم فقره يكابر
الجَيب خالي بسّ مظهر وهندام
ما هوب لا جازع وَلا هوب صابر
في داخله آلام وأحلام وأوهام
وفي رحلته تنسدّ كلّ المعابر
يرجع ورا .. والناس تمشي لقدّام
حتى لو انـّه في حياته مثابر
إنْ قام قـَومة ضعْف وانْ طاح ما قام
كنـّه معَ الحيِّين مقطوع دابر
ما عنده إلا الضحْك وَلاّ التبسّام
ويحْفظ شِعار "إن الأوادم مخابر"
وهُو لا طاب يُضام وانْ زلّ ينضام
وبإسمه يُشهّر في جميع المنابر
ما يسمع الاّ هرْج شامت ولوّام
ونقـْد اللئيم اللي من اللؤْم كابر
طير السعَد فوقه من سنين ما حام
وانْ مَرّ به في يوم مرور عابر
وإذا لقا ما يُشْبعه خمسة أيام
يشوف نفسه وارث الشيخ جابر
ومن نخـْوته يروح ما حاشه أقسام
يعطي ما كنـّه للمقابيل سابر
مستقبله مجهول وأحزانه أكوام
وكلْ ما كبر همّه يزور المقابر
ويرجع بعزّة نفس وإصرار وإقدام
تكسيه من هَيبة عْيال الأكابر
أكثر رموز البؤْس وافين وكْرام
ومنْهم فقيرٍ رغـْم فقره يكابر