جني مزكوم!

جني مزكوم!

مع ظهور جيل الشعراء ذوي القدرات "الهياطية" الخارقة التي بدأت السطوع في سماء "الشعبويين" هذه الأيام، أصبحت مسألة إيراد الجن وشياطين الشعر موضة تكاد قصائدهم لا تخلو منها، للتدليل على "تفردهم" شعريا والإيحاء بأن ما يقولونه "منتج" غير آدمي خالص، فإني أود أن أعلن ومن هذا المنبر أني بحاجة إلى "جني" "جنيين" ويا حبذا "جنية" يشترط فيهم الإصابة بداء زكام مزمن! كي لا يهرب "مندوب وادي عبقر" عند لحظة التجلي "العاطرة"، فالشياطين وكما ورد في الأثر تهرب من الروائح الطيبة وتحب الكريهة!
لا أعلم عن "زملاء المرحلة" هل يعرفون هذه المعلومة أم لا، إلا أني لن أصرح كما صرح البعض بدخول الجن معي لحظة كتابة القصيدة إلا عندما يكون الأخ الجني مزكوما! كي لا أكسب جمهورا يحب قصيدتي، ويسمعها مني وهو يسد أنفه بيديه! وأصدقكم القول: لا بارك الله في شعرٍ من عبقر أو حتى من "شعرستان" ذاتها، يوحي لسامعه بأني كريه الرائحة! أنا متنازل عن الشعر وما سيكسبني من الضوء وتوابعه!
ولا تستغرب في المستقبل القريب أن يصبح "الجني المزكوم" مطلبا للملايين من شعراء المستقبل وفرسان الكلمة، إلا أن المشكلة في عدد "المزكومين" من الجن، هل سيكفي؟! على الأغلب لا! وعلى الأغلب أيضا سيرتفع أجر "الجني المزكوم" عن القصيدة الواحدة إلى أضعاف مثيله "الصاحي"، وسندخل في أزمة "شعر" و"إنتاج"! وسيضطر ضعاف النفوس من "السماسرة" - الذين سيدخلون في العملية من باب الربح فقط لا غير – لإقناع عدد لا بأس به من "الجن الصاحي" بدخول ثلاجات صنعت خصيصا للإصابة بالزكمة!
ملاحظة مهمة جدا: فيما لو استطعت الحصول على أحد "الجن" الاستثنائيين الذين يساعدون بدر بن عبد المحسن أو مساعد الرشيدي أو فهد عافت أو جوزيف حرب، فلا مانع لدي من تحمل نفسي بأي رائحة يمكن أن تصيبها!

الأكثر قراءة