النفط يستهل الأسبوع فوق 70 دولارا للبرميل محققا مكاسب لـ 5 أسابيع متصلة

النفط يستهل الأسبوع فوق 70 دولارا للبرميل محققا مكاسب لـ 5 أسابيع متصلة

ارتفعت أسعار خام برنت إلى 70 دولارا للبرميل أمس، مدعومة باستمرار تخفيضات الإنتاج التي تقودها دول "أوبك" وروسيا، متجاهلة زيادة في أنشطة الحفر الأمريكية والكندية بما ينبئ بنمو الإنتاج مستقبلا في أمريكا الشمالية.
وفي الساعة 05:58 بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 13 سنتا عن الإغلاق السابق إلى 70 دولارا للبرميل.
وزاد الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 23 سنتا إلى 64.53 دولار للبرميل.
وكان كلا الخامين قد وصل الأسبوع الماضي إلى مستويات غير مسبوقة منذ كانون الأول (ديسمبر) 2014، حيث لامس برنت 70.05 دولار للبرميل وغرب تكساس الوسيط 64.77 دولار.
وقال بنك إيه.إن.زد، "إن أسعار النفط ترتفع في الآونة الأخيرة بفعل بيانات تظهر تقلص الفجوة بين العرض والطلب في السوق".
وتستمد أسواق النفط دعما جيدا من تخفيضات الإنتاج بقيادة منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وروسيا التي تهدف إلى رفع أسعار الخام.
وكان النفط الخام الأمريكي قد أنهى تعاملات الجمعة مرتفعا بنسبة 1.3 في المائة، في خامس مكسب يومي على التوالي، مسجلا أعلى مستوى إغلاق في ثلاث سنوات عند 64.38 دولار، وصعدت عقود برنت بأكثر من 1.0 في المائة.
إلى ذلك، أكد تقرير "شيب آند بونكر" الدولي المعني بالمخزونات والشحن، أن منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" ما زالت متمسكة بتفاؤلها رغم الضغوط التي تتعرض لها جراء الصعود السريع لأسعار النفط الخام، مؤكدا ثقة المنظمة التامة باستمرار الالتزام من قبل المنتجين باتفاق خفض الإنتاج رغم إغراءات ارتفاع الأسعار.
ولفت التقرير الدولي، إلى أن التعاون بين المنتجين في "أوبك" وخارجها يزداد قوة ويأخذ الشكل المؤسسي الرسمي، ليكون استراتيجية على المدى الطويل وليس مجرد تعاون مؤقت مرهون بتعافي الأسعار واستعادة التوازن في السوق.
وسلط التقرير الضوء على تصريحات رئيس "أوبك" الجديد لعام 2018 سهيل المزروعي، وزير الطاقة الإماراتي، التي أكد فيها استمرار التمسك بالاتفاق، مضيفا أن "المنظمة لا تنزعج من متغيرات السوق ولديها سياسات واستراتيجيات عمل جيدة للتعامل مع الطفرات أو التهاوي في الأسعار، وأن عملية متابعة وتقييم مستمرة تجري في السوق حاليا، حيث يتم تدارس حالة السوق بشكل عام وليس أداء الأسعار في فترة ما".
ولفت التقرير، إلى تأكيد المزروعي أن السوق تشهد حاليا كثيرا من المؤشرات الإيجابية، وأن جهود استعادة التوازن تشهد تقدما مطردا وهو أمر متوقع، لكن الأمر محل الدراسة هو الفترة التي ستأخذها السوق لتحقيق هذا الهدف، منوها بأن الالتزام بين المنتجين بلغ وفق أحدث التقديرات 122 في المائة وأن "أوبك" على ثقة باستمرار هذا الالتزام على نحو جيد في الفترة المقبلة.
واعتبر التقرير، أن هناك حالة من الديناميكية والرغبة المتزايدة من المنتجين للانضمام إلى إعلان التعاون المشترك، كما لا توجد أي مؤشرات على أن دول الإنتاج من خارج "أوبك" ترغب في القفز من السفينة وإنهاء التزاماتها تجاه الاتفاق.
وشدد التقرير، نقلا عن رئيس "أوبك"، على أن 2018 سيكون دون شك عام استعادة التوازن في السوق، وأن الالتزام بين المنتجين سيظل قويا وربما يزداد قوة على مدار العام الجاري، وأنه يجب الأخذ في الاعتبار أن الطلب قد يتجاوز 100 مليون برميل يوميا هذا العام.
وفي السياق ذاته، أكد محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط، على هامش المنتدى التاسع للطاقة في أبو ظبي، أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع إلى نحو 1.5 مليون خلال هذا العام.
وأضاف، أنه "من المتوقع أن يزداد نمو الطلب العالمي على الطاقة بنحو 96 مليون برميل من النفط المكافئ يوميا بين عامي 2016 و2040، وسيأتي نحو 23 في المائة من هذه الزيادة من الصين".
ولفت إلى أنه يمكن ملاحظة اتجاه مماثل فيما يتعلق بالطلب على النفط حيث من المتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 16 مليون برميل يوميا، من 94.4 مليون برميل يوميا في عام 2016 إلى 111.1 مليون برميل يوميا في عام 2040، مشيرا إلى أنه هنا أيضا ستشهد الصين نسبة مذهلة تبلغ 38 في المائة من هذا النمو.
وفي سياق متصل، تجاوز سعر برميل النفط الخام 70 دولارا بعد أن حقق خمسة أسابيع متتالية من المكاسب السعرية ليبقى حول أعلى مستوى للأسعار في ثلاث سنوات.
وتلقت الأسعار الدعم الأكبر من جهود "أوبك" وروسيا والمستقلين في خفض المعروض النفطي العالمي ما يعجل بعودة السوق إلى علاقة متوازنة بين العرض والطلب وعلى الأرجح ستتحقق في الربع الأول من العام.
ويقاوم المكاسب الحالية السريعة حالة من النشاط الواسع في الحفارات النفطية الأمريكية التي أدت إلى التوسع المستمر في الإمدادات الأمريكية.
وفي هذا الإطار، قال لـ "الاقتصادية" جوران جيراس، مساعد مدير بنك "زد إيه إف" في كرواتيا، "إن أساسيات السوق في تحسن مستمر خاصة مع التراجع الواسع والمطرد في مستوى المخزونات النفطية، وهو ما يجعل فرص نمو الأسعار كبيرة، لكن مسار الأسعار لا يمكن التنبؤ به بدقة بسبب تداخل عوامل أخرى غير العرض والطلب، في مقدمتها العوامل الجيوسياسية".
وأضاف، أن "الانتعاشة الواسعة في الأسعار لا تعني تعافي السوق بشكل كامل، وهو ما أكدته "أوبك" بأن السوق لا تزال تحتاج إلى الاستمرار والالتزام بجهود استعادة التوازن، كما أن وكالة الطاقة الدولية أكدت استمرار تفوق العرض على الطلب بنحو 200 ألف برميل يوميا في المتوسط على مدار النصف الأول من العام الجاري".
من جانبها، قالت فالسكا هاف، مديرة العلاقات العامة في إحدى شركات السيارات الشهيرة، "إن النفط الخام والهيدروكربونات عموما ستظل تلعب الدور الرئيس في قطاع النقل العالمي، على الرغم من الجهود المستمرة للتوسع في إنتاج السيارة الكهربائية"، معتبرة أن الطلب سيتعاظم بشكل واسع على الوقود التقليدي لأنة ما زال الأقل تكلفة والملائم لأغلب دول العالم خاصة الدول النامية. وأوضحت، أن شركات السيارات تتغلب على المخاوف من زيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة من خلال تصنيع أجيال متطورة من المحركات عالية الكفاءة ومنخفضة الانبعاثات بشكل كبير، وهو ما يعني أنها ترى أن المستقبل ما زال في مصلحة السيارات التقليدية والمحركات التي تعتمد على الهيدروكربونات.
بدوره قال ردولف هوبر، الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة، "إن النفط الصخري الأمريكي، يسابق الزمن من أجل الاستفادة من البيئة المواتية الحالية عبر ما يسمي باستراتيجية فيضانات الإمدادات إلى السوق العالمية".
وأشار، إلى أن فترة انخفاض الأسعار بشكل حاد التي استمرت قرابة ثلاث سنوات لم تتمكن من القضاء على صناعة النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة، الذي كان في مرحلة خمود وجمود مؤقت تحينا للفرصة للعودة بقوة إلى السوق وهو ما حدث منذ بداية العام الماضي مع انطلاق اتفاق المنتجين التقليديين نحو خفض المعروض، مشيرا إلى أن الصبر على السوق كثيرا ما يؤدي إلى نتائج إيجابية خاصة إذا كانت لك رؤية موضوعية ودقيقة لتطورات السوق ووضع الصناعة والمتغيرات التي تطرأ عليها.
وفي سياق متصل بالولايات المتحدة أعلنت شركة "بيكر هيوز" للخدمات النفطية يوم الجمعة ارتفاع منصات الحفر والتنقيب الأمريكية بمقدار عشر منصات، بأكبر زيادة أسبوعية منذ الأسبوع المنتهي في 23 حزيران (يونيو) الماضي، وفي أول زيادة أسبوعية خلال شهر ونصف.
وإجمالي المنصات العاملة حاليا في منطقة حقول النفط الصخري 752 منصة، وهو أعلى مستوى منذ الأسبوع المنتهي في 8 أيلول (سبتمبر) الماضي، الأمر الذي يصب في مصلحة تسارع إنتاج النفط الأمريكي مجددا بعد انخفاضه على نحو غير متوقع خلال الأسبوع المنتهي في 5 كانون الثاني (يناير) الجاري.
وعلى مدار الأسبوع الماضي حققت أسعار النفط ارتفاعا بنسبة 4.5 في المائة، في خامس مكسب أسبوعي على التوالي، مع تصاعد مؤشرات تحقيق التوازن في السوق خلال الربع الأول من العام الحالي.
وارتفعت تلك المؤشرات وسط الالتزام القياسي لمنتجي "أوبك" والمنتجين المستقلين بتنفيذ اتفاق خفض الإنتاج العالمي بنحو 1.8 مليون برميل يوميا، الذي ينتهي تنفيذه في كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
وانخفضت مخزونات الخام العالمية على نطاق واسع في الدول الصناعية الكبرى، خاصة في الولايات المتحدة، وانخفضت المخزونات الأمريكية خلال الأسبوع المنتهي في 5 كانون الثاني (يناير) إلى أدنى مستوى منذ آب (أغسطس) 2015.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 67.17 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 67.38 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 14 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول تراجع بعد عدة ارتفاعات متتالية سابقة، وإن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم المقابل من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 65.86 دولار للبرميل".

الأكثر قراءة