قهوتي المرة
لعبدالله السقيان طابعه الخاص ولونه المبدع في نظم الصورة الشعرية واحدة تلو الأخرى، تماماً كما يُنظم المسباح، وله قدرة على تعليق آهات القارئ كنجوم السماء، عبدالله السقيان شاعرٌ يملؤك بالدهشة ابتداء من رأس المسباح وحتى العودة إليه مرةً أخرى.
قلق يستعمر أطراف المكان و قهوتي المُرّة
وأنا وأقداري اللي في مهب الريح ترميني
عَبَسْ وجه الزمان ولا تبسّم لي ولو مَرّة
وأنا اللي كل ما قلت بْتهون تضيق في عيني!
شقول وكل ما حاولت أقول استلهم الكرّة
بلع صمتي: مفاتيح الكلام.. وضاقت يديني
تعبت آجوب حزني والمدى لحظوظي: آسرّة
تنام لحافها أحلامٍ على الواقع تصحيني!
كأن الليل: عكّاز الحنين، ودمعي: الجرّة
على ذاك الطريق اللي سرا به يشحذ سنيني
أعصر العتمة وجيش الظلام شموعي تطرّه
على قطره ضيا آحيا بها .. آدسها فيني
أنا: ذاك الغريق اللي شحوبه ما كتم سرّه
أنا: ذاك الغريب اللي عجزت ألقى عناويني!
لبست الهمّ ثوبٍ ضاق به من هالسهر زرّه
وضمّيت الحزن يوم السعادة ما درت ويني
رويت الليل دمع ولا طلع للصبح به غرّة
أعَزف الذكريات رحلة الماضي تغنيني!
أنا اللي رغم كل اللي حصل له ما ظهر شرّه
أنا اللي جيت للدنيا كبير وطحت من عيني!
أنا يا مترفة: إنسان كلّ أوجاعه تبرّه
كأني أعرفه مدري.. ولكنّه سكن فيني!
تعبت أتثاقل خـْطاه، وسنينه خلفه تجرّه
كأن الذكريات تصيح به: لا لا تخليني!