ألعاب "أبو ريالين".. مواد سامة وقطع غير آمنة تنكسر بسرعة وتدمر نفسية الطفل
يجمع علماء التربية على أن اللعب يساعد الأطفال على تطوير المهارات الاجتماعية، العاطفية، اللغوية، والفكرية، وحل المشكلات، ليس هذا فحسب، إذ تقول مارلين سيجال، رئيسة برنامج التطور الاحترافي في مؤسسة ميلمان سيجال لدراسات الطفولة المبكرة، في جامعة نوفا ساوثايسترن فلوريدا لمجلة CONSUMER REPORTS الأمريكية إن الألعاب تساعد الأطفال على تعلم ما يدور حولهم، وربط الصورة، الصوت، اللمسة، الطعم، الرائحة، بالأشياء: وعلى إدراك الأشكال، الأنماط، والألوان، وعلى تطوير التنسيق بين حركة اليد والعين، والذاكرة، وفهم الرابطة بك وبغيرك.
وتضيف سيجال أن الوالدين حين يختاران الدُمى والألعاب والنشاطات التي تعزز تطور الطفل، فإنهما عند ذلك يتحدثان بلغة طفلهما، ويساعدانه على تقوية المهارات الإدراكية والاجتماعية. لكن سيجال تستدرك ذلك محذرة من الاعتماد على الألعاب بالكامل, موضحة أن "اللعبة الأهم هما الوالدان، وغيرهما من مقدمي الرعاية؛ لأن الأطفال يتلهفون إلى الترابط الاجتماعي الذي يتسم بالمواجهة بين شخص وشخص، وهم في حاجة إلى الحماية التي تقدمها تلك العلاقة".
ورغم ذلك، فإن اللعبة السليمة يمكن أن تجعل المراحل التطويرية الرئيسة أكثر متعة ليس للطفل فقط، وإنما أيضا لوالديه.
ألعاب "أبو ريالين"
رغم التحذيرات المتتالية من الألعاب الصينية وما تحويه من مواد سامة، إضافة إلى سهولة كسرها مما يحولها إلى أدوات مؤذية.. بل قاتلة، إلا أننا ما زلنا نرى تلك الألعاب تلقى رواجا كبيرا خصوصا في محال "أبو ريالين".
محمد الثمالي -مستهلك- قابلته "الاقتصادية" وهو يتسوق في قسم الألعاب في أحد محال "أبو ريالين" أوضح أنه يشتري هذه الألعاب لأطفاله نظرا لرخصها، وعن أضرارها اعترف الثمالي أنه يعرف أنها تتلف بسرعة، لكنه أبدى جهله بما أطلق حولها من تحذيرات صحية.
ويوافقه أبو عبد الله الذي كان بصحبة أطفاله، مؤكدا أن غلاء الأسعار جعله يلجأ إلى شراء الرخيص في كل شيء.
لكن عبد الرحمن العنيق الذي كان يتجول في أحد محال الألعاب الأصلية مرتفعة السعر كان ضد فكرة التوفير بشراء السلع الرخيصة، موضحا أن هناك مثلا يابانيا يقول "أنا لست غنيا لأشتري سلعة رخيصة" أي أن السلع الرخيصة سريعة التلف وبالتالي ستشتري غيرها وبذلك تكون تكلفتها المادية أكثر من السلعة الغالية، ولذلك يحرص العنيق –كما يقول- على شراء السلع الأصلية؛ لأن ذلك أوفر عليه.
ولا يتوقف ضرر الألعاب الرخيصة على الجانب البدني، إذ لها دور كبير على النواحي النفسية للطفل، يقول لـ "الاقتصادية" وليد الزهراني الإخصائي النفسي إن الطفل عندما يمتلك شيئا فإنه يشعر بالفرحة، فإذا فقد ما امتلكه –خصوصا إذا كان الفقد بعد الامتلاك بوقت يسير- فإن الطفل ستنتابه مشاعر سلبية سيئة، وسيشعر بالسخط وعدم الرضا والحزن، وسيزرع ذلك في نفسه عدم الثقة بما يقدم له من مكافآت، وعدم الثقة بمن يكافئه، وسيشعر أن من يكافئه إنسان يقوم بخداعه، وسيقتل لديه الحافز، ولن نستفيد بالتالي من محاولات تعديل سلوكه.
ويضيف الإخصائي النفسي مزيدا من الآثار النفسية السيئة لهذه الألعاب، إذ يقول إنها ستزرع في نفس الطفل عدم الإحساس بقيمة ما يملكه وبالتالي عدم المحافظة عليه، ولذلك ستكون لديه لا مبالاة ستؤثر فيه في دراسته وفي حياته العامة من علاقات وسلوكيات، إضافة إلى أنها ستصيب الطفل مستقبلا بعقد نفسية؛ لأنه لم يلعب كغيره من الأطفال، وقد تزرع في نفسه روح الغيرة والحسد لغيره من الأطفال الذين يحصلون على ألعاب أفضل، كما أنه قد يسخط على أهله، مما قد يوصله إلى حالة اكتئاب في مراحله المتقدمة.
ويضيف الزهراني: "كثير من المدارس تقوم بمكافأة طلابها بهذه الألعاب، ورأيت بعيني من يقوم برمي هذه الألعاب فور تسلمها، بل شكا لي بعض الطلاب الصغار من أن معلميهم يعطونهم ألعابا (تنكسر بسرعة)؛ لذلك أظن أنه لو كانت المعززات من المواد الغذائية المفيدة لكان لها أثر أكبر وأفضل".
نصائح مهمة
كثير من الآباء يغفلون أمورا مهمة أثناء شراء ألعاب لأطفالهم، من تلك الأمور: المعدل العمري الذي ينصح به المصنع، حيث يكون مدوناً على واجهة تغليف اللعبة، وينصح خبراء التربية بالتعامل مع هذا الأمر بجدية. فاللعبة المدون عليها أنها تناسب الأطفال الذين تزيد أعمارهم على ثلاث سنوات بالتأكيد لن تكون مناسبة للأطفال الأصغر سناً. وهي أكثر من مجرد إشارة ودية، حيث إن الإرشادات العمرية يمكن أن تحذرك من خطورة الخنق، ووجود القطع الصغيرة، وغيرها من الأخطار. وإذا كنت على وشك شراء لعبة لطفل يزيد عمره على ثلاث سنوات، ولديه أخ أصغر منه، تذكر أن الطفل الأصغر سيجد طريقة على الأرجح للوصول إلى تلك اللعبة.
وينصح الخبراء كذلك باتباع إرشادات المصنع المتعلقة بالعمر المعروضة على غلاف اللعبة. فقد تعتقد أنه كلما كانت اللعبة "متقدمة" ستقدم تحدياُ مرحباً به لطفلك، ولكنها قد تكون مصدراً للتشويش إن لم تكن متناسبة مع مرحلة التطور الخاصة بطفلك. وقد تكون غير آمنة، فعلى سبيل المثال من الممكن أن تتضمن لعبة محشوة مخصصة لطفل يزيد عمره على ثلاث سنوات على عيون تسبب خطر الخنق لطفل أصغر من ذلك.
إن قواعد القطع الصغيرة تحظر الألعاب المصنوعة للأطفال تحت سن ثلاث سنوات، من تلك التي تحتوي على قطع صغيرة أو ما ينتج عنها ذلك: فعلى سبيل المثال، لعبة على شكل قضيب، أو "خشخيشة" يمكن أن تنكسر مما يؤدي إلى تشكل الشظايا الصغيرة. ولكن قد تكون الإرشادات العمرية صعبة الإيجاد أحياناً (أو لا توجد أصلاً). لذلك قم بالأمر بنفسك، وتفحص القطعة من حيث الحجم الآمن عن طريق القيام باختبار أنبوب ورق الحمام: إذا كانت اللعبة صغيرة إلى حد يكفي لمرورها عبر الأنبوب، فهي صغيرة جداً على طفلك ليلعب بها. ابحث عن أي شيء يمكن عضه أو مضغه، مثل العيون الصلبة المحاكة عليها، والأزرار، أو العجلات، والقطع الصغيرة الطرية، مثل الخيوط، والشرائط، وآذان الحيوانات المحشوة، فكلها يمكن أن تشكل خطر الاختناق.
وعن شراء ألعاب مستعملة، خاصة الألعاب البلاستيكية الصلبة والمشكّلة، فيؤيدها الخبراء بشرط أن تكون في في حالة ممتازة. وأن يتم فحصها بحذر للتأكد من جودة صنعها، وأنها آمنة، إضافة إلى ضرورة غسلها قبل إعطائها للطفل، لأن الطفل يكتشف جزءاً كبيراً من عالمه عن طريق المصَ.