الانحياز لإداريي المدارس

أبدى وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى خلال مؤتمر صحافي عقده الخميس الماضي على هامش "المعرض والمنتدى الدولي للتعليم 2018"، استغرابه من انحياز وسائل الإعلام والإعلاميين ووقوفهم بجانب تحفظ الإداريين من غير الممارسين للتدريس على قراره ببدء دوامهم الرسمي منتصف شهر ذي القعدة المقبل ـ أي قبل بدء الموسم الدراسي بنحو 38 يوما ـ مطالبا وسائل الإعلام بمساندة قرارات وزارته.
بالطبع من حق الوزير الاستغراب ومن حق الإعلاميين أيضا أن يبدوا استغرابهم من استغراب الوزير، فهل مهمة الإعلاميين المصادقة على قرارات الوزارة دون إدراك أو وعي منهم؟ أم أن الانحياز لما يرونه هو ما يجب أن يكون سواء بالمصادقة على القرارات ومباركتها أو الاعتراض عليها؟
لا شك أن مهمة الإعلام لم تكن في يوم الإشادة بالقرارات والموافقة عليها ومباركتها متى ما رأوا أنها غير منطقية، ولست هنا للحديث نيابة عن الإعلاميين بخصوص قرار الوزير الأخير ببدء دوام الإداريين في منتصف ذي القعدة، ولكني سأتحدث عن وجهة نظري وسأقدم اعتراضي وتساؤلي: ما الفائدة المرجوة من وجود الإداريين في المدرسة دون وجود الطلاب؟
بالطبع لا أرى أي منطقية فيما تراه الوزارة من ضرورة وجودهم في منتصف ذي القعدة لتهيئة المدارس وصيانتها ونظافتها وتسلم الكتب ـ كما تحدث الوزير في المؤتمر الصحافي ـ فالصيانة والنظافة ليست من صميم عمل الإداريين، بل المسؤول عنها هي الشركات المشغلة المتعاقد معها، وتهيئة الدراسة وتسلم الكتب يكفيه الأسبوع الأخير من الإجازة حيث يكون دوامهم مع المعلمين.
لا يمكن مقارنة الإداري في المدارس ببقية موظفي الدولة من مدنيين وغيرهم، والمساواة بينهم في الإجازة التي قال الوزير إنها فقط 36 يوما، فالإداري في المدرسة كما المعلم، يتعامل مع أكثر من 300 طالب ما بين طفل ومراهق وفي أجواء يصاحبها الصخب والضغط النفسي الرهيب، وعلينا أن نتعامل مع كل مهنة بخصوصيتها، ولا أعتقد أن هناك موظفا حكوميا يعاني كما يعاني المعلم والإداري في المدرسة وبالتالي هم في حاجة إلى إجازة مختلفة عن الآخرين، خاصة في ظل غياب الحوافز التي تنصفهم وتثمن عملهم القائم على العناية بأبنائنا وتعليمهم وزرع السلوكيات الحسنة في دواخلهم، فما يقدمونه للوطن ولأبنائه لا يقدر بثمن، وعلى الوزارة أن تنصفهم وتكون في جانبهم، لا أن تستغرب إنصافهم والانحياز لهم من قبل وسائل الإعلام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي