مثلث برمودا.. دوامة بحرية تخفي السفن والطائرات وتحير العالم

مثلث برمودا.. دوامة بحرية تخفي السفن والطائرات وتحير العالم

في عام 1945م كانت خمس قاذفات أمريكية تطير في طقس رائق ثم كشفت شاشات الرادار على الشاطئ الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية أن الطائرات انحرفت عن مسارها الأصلي واختفت فجأة مع ملاحيها وجاء في التقرير الرسمي الذي رفعته لجنة التحقيق في الحادث أنه لا يوجد سبب منطقي لاختفاء الطائرات وملاحيها في غرب المحيط الأطلنطي تجاه الجنوب الشرقي لولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد أكثر هذه المنطقة تأخذ شكل مـثلث يمتد من خليج المكسيك غرباً إلى جزيرة ليورد من الجنوب ثم برمودا (مجموعة من الجزر 300 جزيرة صغيرة مأهولة بالسكان 65.000 نسمة ) ثم من خليــج المكسيك وجزر باهاما.
وقد انتشر عندئذ اصطلاح مثلث برمودا على مستوى العالم وصار الناس يتحدثون عن ظاهرة اختفاء الطائرات والسفن بمن فيها في تلك المنطقة الغامضة، ذلك أن ما لا يقل عن ألفي شخص قد اختفوا مع السفن والطائرات التي كانوا يستقلونها في مثلث برمودا منذ مطلع القرن العشرين ولم يعثر لهم على أثر ولا يمضي عام إلا وتختفي فيه طائرة أو سفينة بمن فيها دون إرسال أي نداء للاستغاثة.
وسبب التسمية بمثلث برمودا جاء من خلال حادثة اختفاء مجموعة من الطائرات التي كانت تأخذ شكل المثلث قبل اختفـائها وهي تحلق في السماء كما لو كانت تستعرض في الجو ومن ذاك الوقت أصبحت هذه المنطقة تعرف بهذا الاسم وظلت معـروفـة به، وقد سميت هذه المنطـقة بعدة أسماء منها "جزر الشيطان" "ومثلث الشيطان".
وقد حاول الكثيرون دراسة هذه الظاهرة الغامضة ابتداء بالهواة وحتى العلماء وخاصة علماء الفلك والأرصاد الجوية والفيزياء الذين قام بعضهم بزيارة المنطقة خلال العقود الأربعة الأخيرة ومنهم عدد من العلماء السوفيات من معهد علم المحيطات التابع لأكاديمية العلوم في موسكو لكنهم لم يجدوا شيئا غير طبيعي، وعلى أي حال لم يعودوا بخفي حنين لأنهم اكتشفوا شيئا مثيرا للاهتمام وهو وجود دوامة في ذلك البحر وهي دوامة كبيرة حلزونية الشكل تدور حول نفسها وتتجه إلى أعماق المحيط ويبلغ قطرها نحو 200 كيلومتر.
وبعد سنوات من الدراسة والأبحاث في موضوع الجاذبية الأرضية قدم العالم السوفياتي (تالالافيسكي) نظرية جديدة وهي أن تسارع الدوران المؤقت أي دوران الشيء على نفسه له طبيعة مختلفة، فالشيء الذي يدور على نفسه بسرعة معينة يصبح أخف وزنا وإذا تسارع الدوران إلى نقطة معينة قد ينعدم وزنه. وكاد أحد علماء الفيزياء في بريطانيا عام 1975م قد نجح في إنقاص أو تخفيض وزن الكتل بنسبة 10 في المائة عن طريق زيادة سرعة دورانها ولا شك أن الوزن يعود إلى حالته الطبيعية عند توقف الدوران.
وقد تمكن تالالافيسكي بنفس الطريقة من تخفيض الوزن بنسبة 14في المائة وبذلك أصبح بمقدورنا بناء على نظريته هذه تفسير الدوامات الهوائية التي تحدث أثناء الأعاصير وتحمل الناس والحيوانات وحتى البيوت وتقذف بهم إلى أماكن بعيدة، وبعد أن اكتشف علماء المحيطات السوفيات وجود دوامات بحرية في مثلث برمودا زاد قناعة تالالافيكسي وصحة نظريته.
وشرح ذلك قائلا: لنأخذ حادثة تلك الطائرة السويسرية الذي استعصت على التفسير, ففي آب (أغسطس) عام 1972م كانت طائرة للخطوط الجوية السويسرية تعبر المحيط الأطلسي غربا نحو أمريكا وقبل 20 دقيقة من موعد هبوطها في مطار ميامي اختفت عن شاشات الرادار وبعد عشر دقائق ظهرت مرة أخرى على شاشات الرادار ثم هبطت بسلام في المطار ولم يلاحظ طاقم الطائرة أي شيء غريب أثناء رحلته باستثناء واحد وهو أن كل الساعات في أيدي أفراد الطاقم والركاب كانت متأخرة عشر دقائق، وبناء على نظرية اينشتين فإن هذا الفرق في الزمن يمكن أن يحدث إذا كانت الطائرة تسير بسرعة الضوء. وأكد مسؤول برج المراقبة في مطار ميامي أن الطائرة اختفت عن شاشات الرادار طوال عشر دقائق ولذلك لا بد من تفسير منطقي لهذا الحادث، فإذا اعتمدنا على معدلات الجاذبية التي وضعها تالالافيسكي فإن الشيء الذي يدور حول نفسه يتناقص وزنه بشكل عام بينما يزداد وزنه في مركز دورانه بشكل طردي مع كتلته وهذا هو ما يحدث تماما في مثلث برمودا حيث إن الدوامات البحرية الضخمة تؤدي إلى دوامات هوائية في الوقت نفسه فتعطل قانون الجاذبية الأرضية، بل تعكس جوانبه فإذا وصلت السفينة الدوامة فإن قوة جاذبية ضخمة تشدها إلى قاع المحيط كذلك الأمر مع أي طائرة تحلق فوق الدوامة لأن الدوامة البحرية تشكل فوقها دوامة هوائية تشد الطائرة إلى الأسفل ليبتلعها المحيط . وهذا ما حدث مع القاذفات الأمريكية الخمس عام 1945م، حيث إن تيارات المحيط تكمل المهمة فتنقل حطام الطائرة أو السفينة إلى مئات الكيلومترات.
ولنرجع إلى طائرة الخطوط الجوية السويسرية، فكيف تمت رحلتها ؟ يقدم لنا تالالافسكي تفسيرا منطقيا لهذا الحادث الغامض بقوله لقد تأخرت الساعات على متن الطائرة عشر دقائق وبناء على نظريتنا فإن الانحناء في الجو الذي أدى إلى تأخير الساعات يعني أن كتلة الطائرة تضاعفت تقريبا أثناء تحليقها بالقرب من الدوامة وهذا الاحتمال نتيجة زيادة وزن الطائرة، أما إذا اقتربت أكثر من مركز الدوامة لحدثت كارثة واختفت مع ركابها، وأن انحناء الجو حول الدوامة البحرية والهوائية هو السبب في اختفاء الطائرة عن شاشات الرادار لأن موجات الرادار انحرفت أو نزلت حول الدوامة ولم تصل الطائرة.

الأكثر قراءة