يعطيك جوانح!
أشبه الأصوات بأجنحة الصقور، أشبه الأصوات بتحليقها، وأكثر الأصوات شبهاً بانحدارها من علوّ السماء إلى قاع الأرض لالتقاط الفريسة والعودة إلى السماء بذات الخفّة والموسيقية العالية في استخدام الجناحين، وحين يضيع الصقر "صيدته في غبرته" كما يقول سعد الحريص، يكون هو في حالة عالية من السلطنة في الغناء، يبقى في القاع قليلاً، ليقنع سمعك بأن العودة المستحيلة للسماء ممكنة طالما صوته هو المشبّه بطيران الصقر، إنه وديع الصافي، الصوت المستحيل، والنفس المستحيل، والغناء الذي يبقيك معلّقاً في حالةٍ من الطرب لا هي حزينة ولا هي سعيدة، وكما هو شبيه بالصقر في تحليقه فهو شبيه به في انفراده بالتحليق، فالصقور لا تحلق أسراباً، ووديع الصافي لا يشبهه أحد.