علماء الأمة في ضيافة المملكة لإضفاء السلام والأمن في أفغانستان
أجمع أكثر من 100 عالم من مختلف الدول الإسلامية، على ضرورة التجاوب مع دعوة خادم الحرمين الشريفين، من قبل الحكومة الأفغانية والشعب، لإصلاح ذات البين، وإيجاد بيئة مواتية للمصالحة السلمية.
ودعا الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، الحكومة الأفغانية، والمجتمع الأفغاني للتجاوب مع الدعوة المخلصة والصادقة من خادم الحرمين الشريفين، التي أطلقها أخيرا، سائلا الله تعالى أن يوفق الإخوة الأفغان إلى ما فيه مصلحة بلادهم وإصلاح ذات بينهم، وأن يحقق لأفغانستان ولشعبها العزيز الأمن والاستقرار.
وأكد العثيمين خلال كلمته في أعمال المؤتمر الدولي للعلماء المسلمين حول السلم والاستقرار في أفغانستان، الذي تستضيفه المملكة في مدينتي جدة ومكة المكرمة ليومين، إلى أن المؤتمر يهدف إلى توطيد السلم والاستقرار في أفغانستان وإدانة الإرهاب والتطرف العنيف بجميع أشكالهما.
وأعرب عن تفاؤله أن يفضي المؤتمر إلى نتائج تؤدي إلى تسهيل عملية المصالحة الوطنية في أفغانستان وتوقف جميع أعمال الإرهاب والتطرف العنيف التي تتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي.
وأوضح الأمين العام أن المؤتمر يحشد الرأي الشرعي، ويجمع العلماء ويهيئ لهم منصة مناسبة وبيئة مواتية لمناقشة أوضاع أفغانستان من وجهة نظر هؤلاء العلماء الأفاضل.
وأضاف العثيمين، أن المملكة لم تدخر جهدا في كل ما يحقق للمسلمين عزتهم ورفعة شأنهم، مضيفا: "في المملكة، حيث يقترن القول بالفعل، والإرادة بالتصميم، والنية بالعزيمة، يلتئم على مدار يومين شمل علماء أفغانستان الأفاضل ومعهم علماء مسلمون من جميع أنحاء العالم في هذا الحدث الإسلامي الكبير، باستضافة كريمة، ومتابعة دؤوبة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حرصا منهما على وحدة الشعب الأفغاني، ودعما لرغبته الصادقة في الخروج من لُجج الخلاف القاتمة إلى واجهة وحدة الكلمة وفضاء الأمن والاستقرار في هذا البلد الإسلامي العريق". بدوره، أكد الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، اهتمام خادم الحرمين الشريفين، وحرصه على استقرار أفغانستان واستتباب الأمن والسلام، مشددا على المسؤولية العظيمة الملقاة على العلماء في تبيان الحقائق والابتعاد عن الفرقة، وإظهار حكم الشريعة في الخروج عن طاعة ولاة الأمر الذي يؤدي إلى الفتنة.
من جانبه، أعرب ممثل أفغانستان، رئيس مجلس علماء أفغانستان شيخ الحديث مولاي قيام الدين كشاف، عن شكره لخادم الحرمين الشريفين، على الوقوف الدائم إلى جانب الشعب الأفغاني، معربا عن أمله في أن يلعب المؤتمر دور الوسيط من أجل تحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان، مضيفا أن الشعب الأفغاني في انتظار مخرجات المؤتمر بنتائج إيجابية.
من جهته، قال الدكتور صالح بن حميد إمام وخطيب الحرم المكي الشريف، إن استضافة المملكة لهذا المؤتمر تأتي في إطار اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، في خدمة قضايا الأمة من أجل إحلال السلم والأمن"، مشددا على مسؤولية العلماء في بث روح التسامح والتعايش بين أفراد المجتمع، والأمانة الكبرى والمسؤولية المعقودة على المؤتمر، معربا عن أمله في أن يرسم المؤتمر توجها في سبيل تحقيق الأمن والسلم في جمهورية أفغانستان.
وأكد لـ"الاقتصادية" محمد إكرام مستشار الرئيس الأفغاني للأمور السياسية رئيس لجنه الصلح، استمرار انعقاد مثل هذه الاجتماعات وبذل الجهود لحل القضية الأفغانية.
وأوضح أن أهمية هذا المؤتمر في مكان انعقاده في المملكة التي لها مكان رفيع في الأمة الإسلامية، كما تشرف عليه منظمة التعاون الإسلامي، لذلك الشعب الأفغاني كله في انتظار ما سيخرج من توصيات في المؤتمر، ستؤدي إلى إيقاف إطلاق النار واستتباب الأمن والسلم في المجتمع الأفغاني.
بدوره، قال السفير الأفغاني للمملكة سيد جلال كريم، إن فكرة المؤتمر جاءت قبل ثلاث سنوات عندما قابل الملك سلمان بن عبد العزيز الرئيس الأفغاني أشرف غني خلال زيارته للمملكة، وطلب من خادم الحرمين الشريفين دعمه المعنوي والسياسي والديني في إنهاء الحرب في أفغانستان، فكانت إجابة الملك بالموافقة كما عودنا في الوقوف بجوار المسلمين وكل ما يخدمهم.
بدوره أكد فريد الدين مسعود رئيس الحزب الإسلامي ببنجلادش، أمله في أن تخدم نتائج هذا المؤتمر طرفي النزاع بما يصب في مصلحة الشعب الأفغاني، مؤكدا أن المملكة هي خير من يقود الأمة الإسلامية لعلاقاتها الجيدة مع دول العالم بحيث سيكون لقرارها قبول في المجتمع الدولي وستأخذ هذه التوصيات بعين الاعتبار كونها خرجت من المملكة.