بين الاحترامين!

بين الاحترامين!

كل "بني آدم" محترم يحب نفسه، لا أعتقد أن عاقلا سيجادل على الجملة السابقة، وبين احترام الذات وحبها واحترام الآخر حدود قد تتقاطع بسوء إلى الدرجة التي تجعلك تختار بين احترام نفسك أو محبتك لها! هذا ما يحصل معي هذه الأيام – أقصد الشهرين الماضيين – ولم أكن أعتقد أن احترام الشخص لنفسه واحترامه للآخرين قد يتقاطعان بطريقة تجعلك تختار على طريقة "القلب ما يحتمل احترامين.. واحد ويكفيني تعذيبه"!
ولكم أن تتخيلوا شخصا يتصل 31 مرة في اليوم (الرقم القياسي حتى ساعة كتابة هذا المقال)، ويرسل 62 رسالة SMS في اليوم (بمعدل رسالتين لكل مكالمة لم يرد عليها) وكل هذه الرسائل بمحتوى واحد، مزعجة كثيرا أضحت العملية! لذلك كانت جملة كـ "ضف وجهك" حبا واحتراما للنفس، وليست تقليلا من احترام الآخر!
لطالما اتهمني أصدقائي بالعصبية والحدة، كما اتهمني من لا يعرفني بالجفاف والتصحر في طباعي، ولم أصدقهم حتى هذه الساعة، رغم أن ما ذكرت أعلاه يصادق على ما يقولون نوعا ما، لكني أعتقد أن بعضا من الحدة مع من يستحقها، وقليلا من الجفاء والتصحر مع من يستحقهما أيضا هو نوع من الأدب مع الذات واحترامها، فلو أن التكامل مع البشر في العلاقات الاجتماعية كان واحدا في كل حالاته، لما احتجنا إلى الضحك والبكاء والحزن والفرح والغضب والسرور، ولصارت ردود الأفعال مكررة تكرارا تعيسا!
أنواع البشر تختلف باختلاف عقولهم وبيئاتهم وتربيتهم التي جبلوا عليها، فما يراه الأوروبي "عاديا" في العلاقات الاجتماعية، نراه هنا "عيبا وشق جيب"، وقس على ذلك التفاوت الذي يحصل في التعامل والفعل وردة الفعل أيضا عندما يتعلق الأمر بأحد ما فاضي جدا! فما يراه هو عاديا عندما يتصل في اليوم 31 مرة، يراه آخرون عيبا يجب أن يرقى إلى مرتبة "التهمة الجنائية" يجب أن يقدم عليه إلى المحاكمة!

الأكثر قراءة