هزيمة صوت!
هل تهرم الأصوات؟ للأسف نعم! ولكن الإحساس لا يهرم، وثلثي الغناء إحساس، والكثير من الأغاني الشعبية ليست بحاجة إلى صوت شجي، بل هي دائماً ليست بحاجة إلى صوتٍ شجي، هي بحاجة إلى إحساس، وهذا سرّ ذيوع الكثير من الأغاني الشعبية التي يقف البعض أمامها عاجزاً عن فهم السر وراء شيوعها، وحين نعمّم المسألة نقول إن أي عمل بلا إحساس فاشل، أي عمل تدخل فيه الصنعة فاشل، والتصنع مأخوذً من الصناعة في الشيء، وأكبر دليلٍ على ذلك المطربة "أصالة" التي تلقتها الآذان العربية بكثير من الطرب والانسجام، غير أنها وبمجرد أن أحست بافتتان المستمع بصوتها بدأت في الصراخ بأعلى صوتها بغية لفت النظر "لا السمع" لمناطق بعيدة وكثيرة في صوتها، فملّها السامع وما عادت تطرب، هذه المطربة خير مثالٍ لمطربي الجيل الجديد إن هم أرادوا أن يعرفوا طريق النجاح ومجاهل الفشل.