معضلة قنوات الشعر الفضائية.. نقطة الوصول أقرب من الهدف!
خرجت قنوات الشعر الفضائية على المشاهدين بأشكال مختلفة يتراوح قبولها على الجهود والأفكار التي يقدمها القائمون عليها، منهم من بحث عن الربح المادي بتقليص المصروفات، وبث أغاني وقصائد اشتريت من قنوات أخرى أو حتى "سُرقت" في ظل ثقافة "الحقوق الضايعة"، والاعتماد بشكل رئيس على شريط الشات، ومنهم من خسر مئات الألوف في سبيل تقديم إنتاج خاص لمشاهدي القناة، إلا أن هذه الخسارة قد لا تعود على المنتج الجاد بإيرادات تعوض خسارته، متى ما كانت القناة تعتمد فقط في إيراداتها على نسبة المشاهدة العالية فقط، فالإعلان عامل مهم جدا لتعويض الخسائر، والبرامج التسويقية المتجددة بأفكارها هي أيضا عامل آخر لتعويض الخسائر والدخول في الربحية الضروري لاستمرارية أي منشأة مهما بلغ حجمها.
بعض قنوات الشعر للخروج من هذه المعضلة بدأت باستخدام طرق قد تكون غريبة نوعا ما على الإعلام المنهجي، ولأن الحاجة أم الاختراع فقد قطعت بعض القنوات الطريق على مكاتب تنظيم الحفلات، وأصبحت تتكفل بعرض حفلات الشعر والزواج أحيانا بأسعار منافسة، مع وجود ميزة خاصة بهذه العروض، وهو عرض الحفل وتكراره مجانا على قناة فضائية!
حول موضوع الخسارة المادية، اعترف الشاعر حجاب طايع مساعد رئيس مجلس إدارة قناة الصحراء بوجودها، مؤكدا أن كثيرا من قنوات الشعر لتتجاوز هذه الإشكالية أصبحت تكرر مواد تم بثها في قنوات أخرى، لتعيد بثها على مشاهديها، وهو الأمر الذي تجنبوا حصوله في قناة الصحراء لكسب احترام المشاهد، والوصول إلى الأهداف التي رسمها المسؤولون في القناة، ولو كان ذلك على حساب الدخل المادي في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن الهدف الذي ستحققه القناة فيما لو واصلت على نهجها الحالي بتقديم المواد الخاصة، سيتيح لها الوصول إلى المبتغى مع وجود دخل مالي كشأن كل مشروع إعلامي ناجح يحتاج إلى المادة في بداية الطريق.
حجاب بن طايع أكد أن ملامح النجاح بدأت تتضح للعاملين في قناة الصحراء من خلال نسبة مشاهدة عالية تؤكدها إحصائيات من شركات متخصصة في هذا المجال، إضافة إلى النجاح في استقطاب معلنين كبار مثل شركة الاتصالات السعودية التي تعتبر من أهم شركات الاتصالات في الشرق الأوسط، وهذا النوع من الشركات الكبيرة لا يمكن أن تغامر بدخول إعلاناتها إلى قناة فضائية ما لم تكن متأكدة من نجاحها.
أما الشاعر فهد الثبيتي المدير التنفيذي لقناة المرقاب الفضائية، فأكد أن معاملة القنوات الفضائية "الشعبية" كما وصفها لا يجب أن يكون تجاريا كمعاملة القنوات الفضائية المنوعة، وذلك لأنها تخاطب المشاهد البسيط بضيوفها ومواضيعها وحتى لغة مذيعيها، مشيرا إلى أنهم لا يشترطون لغة خاصة على المذيعين الذين يعملون في القناة، فكل ما يهم هو بساطة الوصول إلى ذهن المتلقي.
وذكر الثبيتي أنه من الصعب ضمان عدم تكرار بث المواد، لأن ساعات البث ستصل إلى 24 ساعة في اليوم، وهو الأمر الذي يعد مرهقا مكلفا جدا إذا ما كانت هذه الساعات غير مكررة، مشيرا إلى أنه لا يوجد مانع من نشر المواد المكررة في قنوات أخرى بشرط ضمان جودتها، وهو ما سيسعى له في قناة المرقاب، مؤكدا في الوقت نفسه أن القناة تسجل حاليا 40 برنامجا خاصا خاضعة لمعايير فنية ونوعية ستدعم جودة البث في القناة التي اختارت شعارا لها "أن تشاهد من أعلى".
الثبيتي خص بـ "المحكي" بخبر إنتاج قناة المرقاب لمسابقة شعرية ضخمة، لن يدخل فيها تصويت الجمهور، بل ستخضع لتقييم لجنة تحكيم مختارة بعناية سيضيفون إلى هذا البرنامج بعدا يقنع المتلقي بصدقية المسابقة وجودتها، مشيرا إلى أن دعم المسابقة ماديا سيكون عن طريق الرعاية الإعلانية والأفكار التسويقية المبتكرة التي سيقدمها هو وفريق العمل في قناة المرقاب.