الأحساء: الآفات تهدّد إنتاج 3 ملايين نخلة ومطالب بحلول أكثر فاعلية
يهدد عدد من الآفات الزراعية إنتاج ثلاثة ملايين نخلة في الأحساء، ويشكو عدد من المزارعين من تلف محصول التمور لهذا العام بسبب إصابته ببعض الآفات الزراعية، من بينها آفة حلم الغبار التي تصيب الأشجار بصورة عامة وأشجار النخيل في مرحلة الخلال بصورة خاصة، وبالرغم من حرص عدد كبير من أصحاب المزارع على رش وتعفير نخيلهم بمادة الكبريت الميكروني للوقاية من الإصابة بهذه الآفة إلا أن فاعلية هذا العلاج لم تكن إيجابية خلال هذا العام، الأمر الذي حدا بالمزارعين إلى المطالبة بإيجاد حلول اكثر فاعلية لحماية إنتاج مزارعهم في السنوات المقبلة.
وأوضح صاحب أحد المزارع في الأحساء أن الآفة تسببت في تلف أكثر من 40 في المائة من إنتاج مزرعته من التمور وذلك على الرغم من قيامه برش المحصول في الفترة التي تم تحديدها له من قبل أحد المختصين في وزارة الزراعة، إلا أن ذلك الإجراء لم يحقق نتائج إيجابية بالشكل المامول حيث سببت له الإصابة خسائر كبيرة بسبب عدم استفادته من التمور المصابة والتي عادة ما يتم تحويلها كعلف للحيوانات، وطالب المختصين بإيجاد حلول أكثر ايجابية من عملية الرش والتعفير التي أصبحت فاعليتها محدودة خلال السنوات الأخيرة. وتعد الآفـة التي تعرف بعدة أسماء منها ( الغفـار، أبوغفـار، الغبيـر، أبورمـاد، أبوجنزار ) من أهم الآفـات الأكاروسيـة السريعـة الانتشار والتي تهاجم ثمار النخيل ابتداء من مرحلة الخلال مسببـة خفضا كبيرا في المحصول كما ونوعا، حيث تمثل خطورة كبيرة على محصول الرطب والتمر، وذلك من خلال قيام الحلم في أطواره ( يرقات، حوريات، الطور الكامل ) بالتغذية على عصارة الثمار وذلك بخدشها في طور الخلال من ناحية القمع ثم تمتد إلى الطرف الآخر مسببة تيبسا في الثمار وتغيرا في لونها، كما تظهر عليها تشققات عديدة ويصبح ملمسها خشنا فلينيـا، ومن ثم تبدأ الثمار المصابة بالتساقط حيث تصبح غير صالحة للاستهلاك الأدمي.
وتنتشر الآفـة التي يصل طول الأنثى البالغة فيها إلى 03 مم، بينما لايتجاوز طول الذكر 02 مم، من شجرة إلى أخرى بواسطة الانتقال بالأرجل أو بقذف الرياح لحبيبات التراب التي يكون الحلم ممسكا بها أوبأرجل الزنابير، وتزداد الإصابة شدة في الأعوام الجافـة.
من جهته، أوضح الدكتور عبد العزيز العجلان أستاذ علم الحشرات المساعد في كلية العلوم الزراعية والأغذية في جامعة الملك فيصل في الأحساء أن طرق مكافحة الآفة تتلخص في عدة خطوات منها: العناية بالبساتين ونظافتها، حيث يجب التخلص من التمور المتساقطة، ومكافحة الأعشاب التي يوجد عليها الأكاروس طوال العام حتى لا تكون مصدرا للإصابة الأولية وبالتالي تبدأ الإصابة مبكرا مما يهيء الفرصة لحدوث الحالات الوبائية، الرش الوقائي في مرحلة الخلال في برج الثور (الرشـا) الموافق الأول من أيار (مايو) بالكبريت الميكروني (بمعدل 300 جرام لكل 100 لتر مـاء مع الأخذ في الاعتبار رفع تركيز الكبريت إلى ( 400 ) جرام في السنوات الجافـة، بالإضافة إلى المادة الناشرة اللاصقة بمعدل 50 سنتيمترا مكعبا لكل 100 لتر ماء وذلك على الثمار ومنطقة الجمارة (قمة النخلة) حيث توجد الآفة خلال فصل الشتاء عليها، كما يجب تبكير الرش بالنسبة لنخيل المنازل عن مثيلاتها في الأراضي المفتوحة، يتم تكرار الرش كل 2 - 3 أسابيع، بحيث ترش بمعدل 3 - 4 مرات.
وفي حالة تعذر الرش يمكن اللجوء إلى طريقة التعفير بالكبريت العادي، مع الأخذ في الاعتبار أن يكون التعفير مبكرا للاستفادة من الرطوبة وقت الصباح المبكر.
يذكر أن الأحسـاء تعد من أكبر مناطق السعودية إنتاجا للتمور، حيث يفوق عدد نخيلها ثلاثة ملايين نخلة تنتـج أكثر من ( 250 ) ألف طن من التمور المنتجة في السعودية منها: الخلاص، الرزيز، الشيشــي، بالإضافة إلى أكثر من (60) نوعـا آخر يستهلك بعضها في مرحلة الرطب بينما تستمر الأنواع الأخرى .. إلى مرحلة التمر، ويهدد العديد من الآفات والحشرات الزراعية المحصول السنوي للتمور، من بينها سوسة النخيل الحمراء، حلم الغبار والقوارض الزراعية وغيرها، ويبذل عدد من الجهات المختصة في الأحساء كوزارة الزراعة والهيئة العامة للري والصرف وكلية العلوم الزراعية والأغذية في جامعة الملك فيصل جهدا كبيرا في سبيل مكافحة تلك الآفات والقضاء عليها لحماية الرقعة الزراعية في المنطقة.