المتذمر دائما.. الراوي: حاولوا رشوتي.. فغنيت لهم "يا جاهل هلي"!
هو حالة استثنائية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان متفجرة، قنبلة تنفجر وتحشو نفسها مرة أخرى بكل هدوء لتدوي من جديد! شاعر حقيقي ليس له إلا نصوص قليلة تعد على أصابع اليدين، إلا أن كل قصيدة من هذه القصائد تساوي تجارب كاملة لشخوص مللنا منها في هذه الساحة، له رأي مخالف جدا لأغلب التيارات الفكرية السائدة في عالم الشعر العامي، يرى نفسه متلقيا ذواقا قبل أن يكون شاعرا، ويطلب أن تكون الذائقة العامة كذائقته هو!
ممدوح الذي يسأله الآخرون لماذا "تكسر" في بعض أبياتك، يقول دائما: (بكيفي)! قالوا له: هذا البيت يحتاج إلى "كسرة" ليوزن، فقال: "الكسرة لو فيها خير كان صارت حرف"! لذلك نظن أن لقاء مع هذا الشاعر الاستثنائي أمر ممتع للقراء ولنا قبلهم، نقلوا له إشادة الشاعر الكبير فهد عافت بأحد أبياته حين قال: "لو لم يقل إلا هذا البيت لكفاه"، فهز رأسه وقال: أدري! هو صاحب فكرة مختلفة ورأي استثنائي، سنكون معه ومعكم هنا اليوم، لنستزيد من جنونه المختلف وآرائه المشاكسة، هو يقول: صوتي عال، لكني لم أتكلم بعد!
ممدوح أنت ليه كذا ؟
لأن الساحة سيئة!
ولماذا قاتلت للدخول إليها؟
لتحريرها من الدخلاء!
من هم الدخلاء؟
ثلاثة أرباع رؤساء تحرير المجلات الشعبية والقنوات الفضائية المهتمة بالشعر.
لماذا تركت جزءا بسيطا من النسبة.. هل هي للخروج من مأزق الأصدقاء؟
هذه نسبة الجمال في ساحتكم الشعبية
لماذا قلت "ساحتكم ولم تقل "ساحتنا" وأنت ما زلت تعمل في المجال نفسه؟
لأنكم أنتم المسيطرون على المنابر الإعلامية أما أنا فأدخلها كشاعر
أنت عرفت بشكل أكبر في الساحة كمسؤول في هذه المنابر أكثر منك كشاعر؟
دخلت واكتشفت أن الوضع تحكمه سيئ، فالعلاقات الشخصية مسيطرة على نسبة كبيرة في الأماكن التي عملت بها، لذلك انسحبت.
لماذا عدت من خلال قناة "المرقاب" الفضائية؟
لأن فهد الثبيتي مدير القناة عانى مثلما عانيت، لذلك عرفت أن المكان سيكون نظيفا، خصوصا في ظل إدارة رجل محترم وشاعر عظيم مثل حبيِّب العازمي.
أنت والثبيتي.. كلاكما خرجتما من فواصل (القناة)، هل هذا الأمر يجعلكما نظيفين؟!
نعم.. لأننا لم نقبل أن نكون أداة لإظهار أشخاص وتهميش آخرين لأسباب لا علاقة لها بالنتاج الأدبي!
رغم هذه الزحمة (قنوات/ مجلات/ صفحات) هل تعتقد أن هناك مجالا للتهميش؟
هذه الزحمة وكثرة المطبوعات والقنوات هي سبب هجرة الكثير من المبدعين.
ولماذا الكثرة سببت الهجرة.. هل تريد منبرا واحدا للكل!
لا نريد منابر كثيرة، لكن يجب أن تكون منابر نظيفة تقدم الشيء الجميل وليس لمجرد الظهور والتواجد. وخدمة الأصدقاء.
بأمانة.. هل ستقف عن التذمر لو صحيت من النوم فجأة ووجدت المنابر كلها نظيفة؟
بالتأكيد..
مقاييسك للبياض المطلوب في العمل الإعلامي الخاص بالشعر.. ماهي؟
أن تقدم لي قصيدة جميلة، لأحس أن نقودي لم تذهب خسارة عندما أشتري أي مجلة!
وهل البياض مقترن بذائقة ممدوح؟
أظن أن ذائقتي مقياس جيد للشعر، وأنتم تقولون إني شاعر جميل فلماذا لا تكون الذائقة الجميلة مقترنة بذائقتي!
عملت في فواصل القناة وخرجت غاضبا، ثم عملت في فواصل المجلة وخرجت غاضبا.. ما الذي يمنع خروجك غاضبا أيضا من "المرقاب"؟
فواصل القناة تدار بطريقة عشوائية، ورئيس مجلس إدارتها لا يفي بوعوده، ويسير القناة لخدمة مصالحه الشخصية.
هو صاحب القناة وأكثر شخص يطلب النجاح لها، من أنت يا ممدوح الراوي حتى تقرر عنه طريقة نجاح قناته؟
القناة ليست قناته ولكنه مستثمر للاسم ولا يبحث عن نجاح فواصل، لأن فواصل اسم ناجح، وهو يبحث من خلال نجاح "اسم" فواصل عن نجاح شخصي له، وهذا يسيء لفواصل الاسم في القناة والمجلة.
لم تجب عن سؤالي.. ما الذي يمنع خروجك غاضبا من قناة "المرقاب"؟ وسبق لك أن فعلتها مرتين في أماكن عملك السابقة!
في قناة فواصل أنا تحدثت عن سبب خروجي.. وفي المجلة المتاح أقل من إمكانياتي كثيرا، والديكتاتورية والشللية مستشرية فيها، ومع ذلك أنا لم أخرج ولن أبتعد عن فواصل "المجلة" لإصلاح ما يمكن إصلاحه.
ومن يمنحك حق إصلاح ما ليس لك به علاقة؟
يمنحني حقي الشخصي كوني قارئ لفواصل منذ العدد رقم صفر، ووفائي لطلال الرشيد – رحمه الله.
هكذا يكون كل قراء المطبوعات يملكونها، أي فلسفة جديدة تحضرها لنا يا ممدوح، هذا الكلام غير منطقي.. نرجو التوضيح؟
القارئ هو من يدفع رواتب العاملين في مطبوعة ما، وهذه المجلات تدخل بيتي لذلك لي الحق في التدخل وإسماع صوتي.
وبهذه الفلسفة "الممدوحية" الجديدة.. كم تقرأ مجلة يا ممدوح، أو لنصحح صيغة السؤال كم تملك من مجلة حتى الآن؟
في صغري كنت أملك كل المجلات المهتمة بالشعر، والآن لم يعد لدي وقت لـ "أملك" إلا فواصل!
ألا تعتقد أن "فواصل" ستطردك يوما ما عن هذه الفلسفة الغريبة؟
فواصل لا تطرد أحدا.. لو كانت تستطيع ذلك، لطردت الإدارة الموجودة فيها الآن.
وكيف ذلك.. أصحاب المجلة هم المعنيون بتعيين الإدارة وإقالتها؟ كيف تطرد المجلة إدارتها؟
أصحاب المجلة بعيدون عن إدارتها الآن، فهم مشغولون بالدراسة والأعمال الأخرى، عندما كان طلال – رحمه الله – حيا يرزق أقال أكثر من إدارة حسبما يأمر قراء فواصل الذين هم في الحقيقة ملاكها، عقلية طلال الفذة تقيس النجاح والفشل عن طريق القارئ/ المالك، الذي تم تهميشه الآن بشكل كبير، فهاجر قراء فواصل، مما سبب نزولا حادا في أرقام التوزيع ولذلك تذمر الملاك الذين لم يهاجروا مثلي.
ممدوح أين ولاءك لفواصل وأنت تتكلم هكذا عن المجلة وتؤكد انحدار مستواها؟
آخر العلاج الكي يا صديقي، أنا لست خائنا ولا ناكرا للجميل، وأنا أتحدث هنا في مطبوعة سعودية وعن مطبوعة سعودية أخرى، هل تريدون دليلا على انتمائي لأهلي في فواصل وغيرها؟
هات ما عندك؟
جهة إعلامية غير سعودية أرسلوا أحد سعاتهم يطلب رقم حسابي لوضع مبلغ مجز مقابل أن أقول هذا الكلام وغيره، إلا أني رفضت العرض وأخبرت الأخ "المرسول" أن يغني على لساني لهم "قال حاقد قلت يا جاهل هلي.. كيف ابطرف باصبعي عيني واصيح"، أموت ولا أبيع ذمتي ومحبتي لوطني، ما عندي مشكلة أصرح باسم الجهة، تبيني أقول؟
حتى لو قلت.. فلن نذكر أسماء دون دليل مادي وملموس.. هل سجلت معهم؟
هذه مشكلتكم، لو أننا نذكر أسماء لتعدل من الأمر المائل الكثير.
قلنا لك: ننشر الأسماء بأدلة مادية، لسنا في قهوة يا ممدوح، لتقول ما تريد أن تقول دون دليل!
ولماذا تنشرون على صفحاتكم قصائد وحوارات مع شعراء دون دليل يثبت أن هذه القصيدة قصيدة فعلا، وأن هذا الشاعر شاعر فعلا!
سنتكلم عن "بالمحكي" لم ينشر نص غير مقتنع به، ولم يجر حوار لشاعر غير شاعر كما تقول!
أنا لا أعني بالمحكي، لو لم تكن "بالمحكي" نظيفة لما قبلت إجراء هذا الحوار، ولكني أعني أغلب المجلات والصفحات التي تهتم بالشعر التي تفرد صفحتين لقصيدة ليس لها علاقة بالشعر، وربع صفحة لقصيدة تستحق أن تكون على الغلاف.
نشفت حلوقنا.. كلمة أخيرة؟
ما شفتوا شي!