الصقور لا تحلق أسراباً

الصقور لا تحلق أسراباً

قل لي من تعاشر أقل لك من أنت، حكمة مللناها لكثرة ما سمعناها وقرأناها، لكننا نصطدم دائما بصدقها ومناسبتها لكل زمن ورجال! وكثيراً ما ترى في تجمعات الشعراء والكتاب في الساحة الشعبية ما يجعلك تظن أن هذه الحكمة لم تقل لغيرهم، فهم على أشكالهم يقعون كما تقول الحكمة الأخرى، يجتمعون فيظهرون في جلبابٍ واحدٍ من الصنعة الشعرية، يجتمعون فيبدون وكأنهم تداولوا القصيدة فيما بينهم، كتب هذا البيت الأول وأكمل الآخر البيت الثاني وهكذا، وحين يخرجون للملأ في لقاءات تلفزيونية أو صحفية يظهرون وكأنهم اتحدوا كلهم في روحٍ شاعر واحد! هذا التناسخ ليس بالضرورة سيئاً لكن التكتل الحاصل في السيئ من الطباع والنتاج والجيد منها لا يمكن له أن ينتج حالة استثنائية كالبدر مثلاً، من أراد أن يتفرد كالبدر فعليه أن يبقى بعيدا عن التكتلات مهما كانت جميلة، أذكر هنا أن سعد الحريص قال يوماُ "الصقور لا تحلق أسراباً" وهو بالفعل صقرٌ حلق بمفرده وما زال، كثيرون حاولوا أن يفردوا أجنحتهم للهواء على طريقته لكنهم سقطوا في وقتٍ مبكر، ذلك أن "الصقور لا تحلق أسراباً" وكذلك لأن "الطيور على أشكالها تقع!"

الأكثر قراءة