السياح الخليجيون في أوروبا مهددون بالهذيان والالتهابات الفيروسية
نبه استشاريو أنف وأذن وحنجرة وأمراض صدرية المسافرين العرب والخليجيين "باعتبارهم يقطنون أشد المناطق حرارة في العالم"، من السفر إلى دول أوروبا ذات البرودة القارسة، لافتين إلى أنهم قد يعودون محملين بأمراض الرئة والالتهابات الفيروسية والهذيان والانفعالات العصبية نتيجة الانتقال من أجواء حارة مشمسة إلى شديدة البرودة.
وبينوا أنه مع شدة الحر تنتشر عروض الصيف في المكاتب السياحية إلى البلدان المغطاة بالثلوج وشديدة البرودة ما يجعلها تغري السياح الخليجيين للهرب من الحرارة الشديدة والشمس الحارقة إلى الثلوج والبرودة الشديدة، دون أن يهتم أولئك السياح بالمشكلات الصحية الخطيرة التي قد تواجههم، مذكرين بأهمية التحوط عند السفر إلى أوروبا بطرق عديدة.
يؤكد البروفيسور سريع الدوسري استشاري الأنف والأذن والحنجرة أستاذ كلية الطب في جامعة الملك سعود في الرياض، احتمالية إصابة بعض السياح السعوديين ومواطني الخليج الذين ينوون التوجه صوب بعض البلدان الأوروبية والاسكندنافية الباردة كالتشيك والسويد، النرويج، الدنمارك، فنلندا، وأيضا جزر فارو بأمراض خطرة قد تصل إلى أجزاء مهمة في الجسم كالرئة بسبب تنقلهم من أجواء حارة جدا إلى شديدة البرودة.
وأبان: يعلم الكثير أن دول الخليج تمتاز بصيف ملتهب وساخن، وينوي كثيرون التنزه إلى البلدان الباردة في الصيف، وهنا قد يتعرضون لمشاكل صحية كبيرة دون علمهم أن المشكلة الصحية قد تكبر شيئا فشيئا، فيصابون أحيانا بزكام، وأمراض أخرى ذات صلة بالجهاز التنفسي العلوي وما يحويه من الفم الأنف، الحلق ثم يتسلل المرض إلى الجهاز التنفسي السفلي, وهنا تكمن الخطورة عندما يصل إلى الرئة والحويصلات ونحوها.
وأوضح البروفيسور السريع أنه يعالج كل عام حالات عادت من سفرها وكانت تتواجد في أجواء باردة، وعندما وصلوا إلى الرياض اكتشفوا إصابتهم بأمراض مختلفة بسبب كثرة التغيرات المناخية التي تعرضوا لها، وكذا التغير المفاجئ لهم من جو بارد إلى حار خلال ساعات فقط، وقال: استمرت معاناتهم أشهرا طويلة.
وحذر السياح المسافرين إلى البلدان الأوروبية بضرورة وضع الاحتياطات اللازمة، واختيار الدول المناسبة درءا لما قد يحدث لهم من تغيرات فسيولوجية ووظيفية تصل إلى الأغشية، وكذا الالتهابات الفيروسية الأخرى التي تحدث من التلوث البيئي الذي ينمو سنويا في أوروبا، مشيرا إلى أهمية عدم تهاون المسافرين عند العودة بأعراض الرشح والزكام التي قد تظهر في بدايتها بسيطة، ولكنها في حقيقتها إنذار لأمراض أشد خطرا.
وشدد البروفيسور السريع على أن كثرة السفر والتغيرات البيئية والجوية وكثرة التنقل بالطائرة في ارتفاعات شاهقة ومنخفضات، تهدد بإضعاف جهاز المناعة للشخص وتعرضه إلى التهابات في الجيوب الأنفية، محذرا من يعانون الحساسية المفرطة بالحذر من ذلك وتقنين السفر ما أمكن.
ووصف الأنف بأنه كالمكيف عندما تحوله بشكل فوري من البارد إلى الحار، وهذا يجعله يعمل بشكل عكسي من البارد إلى الحار وهذا من الأخطاء الفادحة التي ينبغي التنبه لها.
من جهتها، حذرت الدكتورة منال الحازمي استشاري الأمراض الصدرية والعناية المركزة في مدينة الملك فهد الطبية، المواطنين الذين ينوون السفر إلى بلدان باردة من ضرورة أخذ الحيطة والحذر عند التنقل من جو الرياض الحار جدا إلى بلدان باردة.
وقالت إن ذلك قد ينتج عنه مشكلات صحية خاصة عند كبار السن والأطفال نتيجة الانتقال المفاجئ بين أجواء مختلفة من الطقس، الذي قد يؤدي إلى حدوث خلل في منظمات حرارة الجسم الطبيعية، التي ستحتاج إلى أيام حتى تنتظم مرة أخرى.
ووصفت الأعراض التي قد تسببها تغيرات الجو بالسفر من بلد حار إلى بارد بأنها قد تفقد الجسم درجات كبيرة من حرارته الطبيعية، ما يعني إصابته بالإعياء والتعب، الدوار، كثرة الانفعالات العصبية وصعوبة الكلام.
ونصحت الدكتورة منال المسافرين إلى الجو البارد بعدم التعرض للرياح والأمطار هناك، وكذا ضرورة لبس الملابس الدافئة، تغطية الرأس واليدين والقدمين، وتناول الأغذية ذات السعرات الحرارية العالية.
وعرجت إلى التغيرات العكسية التي تصيب المسافرين العائدين من الجو البارد، مشيرة إلى أن تعرضهم العكسي لدرجات حرارة تصل إلى
( 39- 40 درجة مئوية)، يجعلهم معرضين للإصابة بضربات الشمس الخطرة، التعرق والهذيان.
ولتفادي هذه الأمراض التي يسببها تغيرات الجو الحار، فمن الضرورة الإكثار فور العودة من السفر من شرب السوائل، الامتناع عن شرب المياه الغازية إذا كانت شديدة البرودة، تناول وجبات مفيدة لتعويض الأملاح المفقودة، لبس ملابس قطنية خفيفة، استخدام مظلات تحت الشمس، محاولة البقاء أطول فترة ممكنة في الصالات المكيفة، وعدم الخروج مابين الساعة الحادية عشرة وحتى الثالثة عصرا إلا عند الضرورة.
في السياق ذاته، يقول صالح العقيلي أحد عشاق السفر إلى أروربا إنه وغيره كثير، ينبهرون بالعروض السياحية التي تملأ أرجاء البلد فترة الصيف، ويعجبون أكثر بمناظر الثلج والمياه الباردة في بعض الدول الأوروبية، فيحجزون إليها، دون أي معلومة بتفاصيل مناخية عن هذه البلدان.
وطالب مكاتب السياحة بضرورة التوعية للمواطن قبل السفر، وبشرح وافر لأجوائها ومناخها، والاحتياطات اللازمة واللبس المناسب، بحيث يتسلم كل من حجز لهذه البلدان كتيبا يسلم له مع التذاكر، تحوي المعلومات المطلوبة الصحية على وجه الخصوص.
وأضاف: أعترف وغيري الكثيرون أننا نجهل في سفرنا للسياحة أننا قد نتعرض لمشكلات صحية كبيرة جدا قد تصبح مزمنة بسبب جهلنا في التغيرات المناخية وما قد تسببه من انعكاسات لنا ولأطفالنا.