البطاطس المملحة تضعف المناعة وتحجم الذكاء وتوقف نمو الطفل
حذر خبراء ومختصون في التغذية، من تناول البطاطس المملحة "شيبس" ذات النكهات المتعددة، لافتين إلى أنها تضعف جهاز المناعة وتصيب بأمراض القلب وتصلب الشرايين وتسهم في تحجيم مستوى الذكاء وتوقف النمو لدى الصغار، كما تعرض الشخص للأمراض السريعة كالإنفلونزا والإسهال.
وأوضح الدكتور أشرف مكرم إخصائي التغذية الصحية وخبير أطعمة على مدى 20 عاما: إن تلك البطاطس المغلفة "الشيبس" تعد ضارة ولا تحقق أي تكامل غذائي صحي يحتاج إليه الجسم، وعلى أقل تقدير هي لا تحمل أي قيمة غذائية.
وتابع: البطاطس المملحة أو المضاف إليها نكهات وفلفل أين قيمتها الغذائية؟، مضيفا: هذه البطاطس من مكوناتها زيت النخيل المهدرج وهو أيضا من أردأ أنواع زيوت التصنيع الغذائي التي لا تصلح للاستهلاك الآدمي، فهو يستخلص من نوى التمر التي يرميها الناس يعني يستخلص من لا شيء، كما أنها الأرخص والأسهل استخلاصا.
ونبه إلى نقطة مهمة تتعلق بتاريخ صلاحية الوجبات، مؤكدا أنه من المهم استخدام العبوات والوجبات في بداية تصنيعها وليس نهايته أو مما تبقى له أسبوع مثلا أو حتى شهران أو ثلاثة إذا كانت مدة صلاحيته سنة، فكلما زاد تاريخ تخزينها قلت جودتها وفقدت الكثير من قيمتها الغذائية.
ونبه خبير التغذية وزارة التربية والتعليم إلى أهمية استبدال البطاطس في المدارس بوجبات صحية معروفة عالميا تحتوي على البروتينات، النشويات والفيتامينات وهي موجودة في البيض، الحليب والجبن لتعويض الجهد الكبير البدني والذهني الذي يبذله الطالب، ثم لماذا لا تقدم وجبة معمول التمر فهي رخيصة وتعتمد على طاقة كبرى بدلا من أنواع البطاطس المصنعة.
من جهته، أكد عبد الله بن عبد العزيز المسعود إخصائي التغذية في مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي، أن البطاطس المملحة "تشيبس" تحتوي على كميات كبيرة من النشويات والملح والنكهات المضافة لها تجعل الشخص يكثر من تناولها مما يؤدي إلى الابتعاد عن الأطعمة الصحية الأخرى مما يؤثر في الصحة العامة للفرد.
وأضاف: البطاطس المملحة "شيبس" ذات قيمة غذائية منخفضة لاحتوائها على كميات كبيرة من الطاقة والدهون وقلة البروتين والفيتامينات، ومما يزيد الأمر سوءا تناولها مع الكاتشب والمشروبات الغازية.
وحذر المسعود من سلبيات الإكثار من تناولها خاصة الأطفال أو حتى الكبار، مبينا أنها تؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي للطفل وخاصة في مرحلة التكوين، كما تؤدي إلى زيادة الوزن وتراكم الشحوم، والإصابة بأمراض القلب وتصلب الشرايين، أمراض السكري، اضطرابات معوية (إسهال – إمساك)، ارتفاع ضغط الدم، نقص الحديد وبعض الفيتامينات في الجسم، وأمراض السرطان.
وعن المواد المصنعة لها كزيت النخيل وهل له قيمة غذائية، أجاب:
إن ما يميز زيت النخيل عن غيره من الزيوت من الناحية الصناعية هو خلوه من الرائحة في درجات الحرارة العالية، انخفاض معدل تكون الرغوة
ثباته ضد الأكسدة، رخص ثمنه وقبول طعمه، انخفاض معدل قتامة اللون
يتحمل عمليات التسخين لمدة تصل إلى 52 ساعة متواصلة، كما أن زيت النخيل هو هبة الطبيعة لفيتامين (هـ)، وهو من الزيوت المستقرة طبيعياً، وله تركيبة متوازنة من أحماض الزيوت المشبعة وغير المشبعة، فهو بالأخص غني بالأحماض الدهنية المشبعة "بالميتيك"، كما يحتوي على أحماض دهنية أحادية غير مشبعة "أوليك"، وأحماض دهنية غير مشبعة.
وأضاف قائلا: يوصف زيت النخيل من الناحية الغذائية بأنه عالي المحتوى من الدهون المشبعة التي يُحذر من كثرة تناولها لعلاقتها بأمراض القلب وتصلب الشرايين ولاحتوائها على الدهون المشبعة يتسبب في رفع الكوليستيرول في الدم.
وشدد المسعود على وجود العديد من الدراسات المحلية والعالمية الحديثة التي كشفت عن مضار البطاطس المملحة "الشيبس" وارتباطها بالعديد من الأمراض على صحة الأطفال والكبار سواء بسبب نوعية الزيت المستخدم أو المواد المضافة للبطاطس أو كميات الملح الكبيرة.
في السياق ذاته، تقول الدكتورة هيا إبراهيم الجوهر رئيس قسم الأجهزة المركزية والدراسات في المختبر المركزي لتحليل الأدوية والأغذية، إن
هناك نوعين من رقائق البطاطس أو "التشيبس" بعضها مصنوع من درنات البطاطس نفسها بعد تقطيعها بسماكة 1 – 2مم، والآخر مصنوع من بودرة البطاطس المجففة مضاف إليها دقيق الرز ونشا الذرة والمحسنات والنكهات ومواد حافظة وألوان صناعية (على الرغم من أن بعض الأنواع يكتب عليها خالية من المواد الحافظة والألوان).
وأبانت: أما عن القيمة الغذائية فالبطاطس نفسها عبارة عن غذاء متوازن يحتوي على 100 جرام منها 79 جرام ماء و76 سعرا حراريا وجرامي بروتين و 2- 5 جرامات دهون و16 جراما كربوهيدرات، كما تحتوي على ألياف ومعادن وأحماض دهنية ولكن نتيجة لتقطيعها بهذه السماكة الرفيعة جداً وقليها في درجات حرارة عالية جداً تفقد قيمتها الغذائية وتصبح اسم على اسم (وجبات خفيفة) لكن ليس على المعدة وإنما خفيفة أو معدومة القيمة الغذائية.
وتابعت: مهما قلنا عن ضررها فإن بعض الناس لن تقتنع أو تصدق وسوف يقولون كل شيء عندكم ضار ومسبب للسرطان، لذلك أدعو من يتبنون هذا الرأي أن يلقوا نظرة عامة على واقعنا الصحي، هل كنا نعاني كمجتمع من زيادة الوزن سواء لدى الأطفال أو البالغين؟ هل كان مرض السرطان بأنواعه منتشرا بهذه الصورة قبل 15 – 20 عاما؟
وقالت: تكمن خطورة هذه المأكولات في احتوائها على نسبة عالية من الزيوت المشبعة مما يسبب ارتفاع نسبة الكلسترول في الدم ويزيد من حدوث أمراض القلب، كما أن قليها في درجات حرارة عالية وفي نفس الزيت المهدرج مع احتوائها على نسبة عالية من النشويات والكــربوهيدرات يـــؤدي إلى تكـــون مـــادة الاكريلاميد السامة بنسبة تفوق الحد المسموح به 300 – 500 ضعف، حيث أثبتت الدراسات تسببه في السرطان لحيوانات التجارب .
وبينت أن الكيس الواحد من "الشيبس" يحتوي على 130 – 500 سعر حراري، (علماً بأن أطفالنا يتناولون أكثر من كيس في الجلسة الواحدة وليس في اليوم) وذلك يؤدي إلى ارتفاع معدلات السمنة لدى الأطفال والشباب.
وأوضحت أنها تلتصق بالأسنان, والأحماض الموجودة بها قد تؤدي إلى تسوس الأسنان لذلك يجب تعويد الأطفال تفريش أسنانهم بعد تناولها إذا اضطر آباؤهم، مشيرة إلى انتشار فقر الدم لدى المراهقين والشباب من جراء كثرة تناول التسالي والوجبات الخفيفة مما يؤدي إلى عدم رغبتهم في تناول الطعام الصحي وخصوصاً ونحن في فصل الصيف حيث يطول السهر وتكثر التجمعات التي لا تخلو من أكياس مليئة بالفشار ورقائق البطاطس ورقائق الذرة التي تحتوي في الغالب على المكونات نفسها.
واختتمت الدكتورة الجوهر حديثها قائلة: المشكلة لدينا لا تكمن فقط في قلة محتواها الغذائي ومضارها التي نستطيع تجنبها بالتخفيف من تناول هذه المنتجات أو عدم استخدامها، وإنما في طريقة تعاطينا معها, فقد تعود غالبيتنا شراء مثل هذه المنتجات مع تموين البيت الشهري (المقاضي)، حيث نشتريها بالكراتين أو بالأكياس الكبيرة لكي نسلي أطفالنا وبذلك يصعب التحكم في الكمية التي يتناولها الطفل خلال اليوم, لذا ندعو للتقليل منها لأننا لا نستطيع منع أطفالنا أو شبابنا من تناولها، ناصحة باستبدالها بمسليات أقل خطورة أو تناولها بين الوجبات الرئيسية ولكن باعتدال, وتعويد الأطفال والمراهقين الغذاء الصحي.