استشاري يحذر: تبريد الطعام بالنفخ يؤدي إلى تآكل المعدة
يحن الآباء على أبنائهم الصغار عند وضع سفرة الطعام وسط لهيب سخونة الأكل، فيبردونه بنفخ اللقمة بالفم قبل أن يأكله الطفل.
هذا التصرف يكشف جهل كثير من الناس بخطورة عملية النفخ في الطعام لغرض التبريد التي قد تؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض المعدية والخطيرة، حيث إن خروج الهواء من الفم سيكون مصحوبا ببعض أنواع البكتريا التي ستنتقل إلى الأكل ثم تنتقل إلى آكل اللقمة.
يعلق الدكتور علي الحقوي استشاري طب الأسرة، على هذا الموضوع قائلا: إن بعض المخلوقات الحية الموجودة داخل جسم الإنسان تعد ذات أهمية كبيرة لجسمه مثل البكتريا، إلا أنها قد تكون مؤذية للآخرين بمجرد خروجها من الجسم.
وتابع: عندما ينفخ الشخص في أي طعام بقصد التبريد فإن هذه المخلوقات الحية ستخرج لا محالة وبالتالي تسقط على الطعام، مشيرا إلى أن أي شخص سيتناول الطعام بعد النفخ ستنتقل إليه هذه المخلوقات الحية حتى وصولها معدته لتبدأ في تمزيق جدار المعدة محدثة ما يسمى بالتآكل، الذي قد ينتج عنه الإصابة بمرض القرحة.
وأكد الحقوي انتشار بعض الأمراض بسبب هذه الطريقة مثل الأمراض التنفسية التي تصيب أجزاء الجهاز التنفسي كالبلعوم، والقصبة الهوائية، لافتا إلى أن مرض السل الخطير قد ينتقل بهذه الطريقة، كما أن رذاذ اللعاب للأشخاص المصابين ببعض الأعراض المرضية قد يعمل على نقل البكتريا للأشخاص الذين لا يعانون من أي مرض وبالتالي إصابتهم، مشيرا إلى أن الأب والأم الذين تأخذهم العاطفة تجاه أبنائهم في تبريد الطعام قد يكونون وسيلة لنقل الأمراض إلى فلذات أكبادهم.
وقدم استشاري طب الأسرة بعض النصائح التي من شأنها أن تقلل من الوقوع في هذه العادة السيئة، وقال ديننا الحنيف يحثنا على عدم النفخ في الطعام، قال الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء"، وفي هذا الحديث التشديد على خطورة النفخ في الطعام، فأنصح الأشخاص الذين يستعجلون الأكل أن يبتعدوا عن تبريد طعامهم بالنفخ وأن يتميزوا بالهدوء وعدم الاستعجال حتى يبرد بشكل تلقائي، لافتا إلى أن الأكل بصورة طبيعية قد يكون مفيدا للجسم أكثر منه لو تم بصورة سريعة.
وحذر الحقوي الآباء والأمهات من عملية النفخ في طعام أبنائهم الذين يتناولون المضادات الحيوية، مشيرا إلى أن الأطفال الذين يتناولون الأدوية مثل المضادات ستكون مناعتهم ضعيفة وبالتالي تعرضهم للإصابة أكثر من غيرهم.
يذكر أن الدراسات أكدت أن خروج البكتريا النافعة من جسم الإنسان عن طريق الفم بواسطة الهواء قد يؤدي إلى تحوصلها على الطعام الساخن بسبب أنها كائنات حساسة للحرارة فتقوم بحماية نفسها بالتحوصل، ثم عند تناول الإنسان ذلك الطعام الذي تتواجد فيه البكتيريا بشكل كبير جدا، تنتقل من الفم إلى المريء إلى أن تصل إلى المعدة فتقوم تلك البكتيريا بالتنشيط و إفراز إنزيم اليوريا الذي يسبب التهاب الأغشية المبطنة للمعدة مسببا بذلك خرقا في الجدار، حيث تبدأ المعدة بهضم نفسها وحدوث تآكل في جدار المعدة مما يؤدي إلى هضم المعدة لنفسها.