جماهير المسلوق

جماهير المسلوق

على مشارف الدخول إلى العام التاسع بعد الألفين ميلادية، وبعد ولادة وانقضاء عشرات الحضارات، نعيش لأول مرة عالم الحضارة الواحدة على الكرة الأرضية، أسهل فعل يقوم به البني آدم الآن هو قراءة ما يريد أينما يريد وكيفما يريد، في الوقت الذي لا يمكن فيه أن تعتزل الناس حتى لو اخترت ذلك عامدا، لأنك ببساطة لن تجد مكانا لذلك! كل الأماكن على وجه الأرض أصبحت متصلة ببعضها، وسائل الاتصالات في كل مكان.
ما سبق لا يكفي أن تجزم بعدم وجود "تخلف" لدى بعض الأفراد، خصوصا فيما يتعلق بالشعر "المحكي" وأهله، يكفي ساعات مشاهدة بسيطة لبعض القنوات التي دخلت بيوت الناس وحظيت بمتابعتهم بالشعر وللشعر، لتكتشف هذا التخلف الذي لا يمت إلى الشعر بصلة! يكفيك متابعة بسيطة لتكتشف أن لا مفاهيم واضحة يمكن أن تستوعبها من خلال مشاهدتك، ليس هناك معالم واضحة للإطار الكلي الذي يجمع هذه الثقافة التي يصر متعاطوها على أنها "ساحة" وتجمع أهل التخصص.
البارحة كنت أشاهد برنامجا لإحدى هذه القنوات، فوجئت بضحالة ثقافة الضيف الذي أحضروه إلى مجلسي لأستمع إلى حديثه اللا مفيد جدا! كل ما خرجت به كمشاهد من ذلك الحوار التلفزيوني أن المعد ليس كذلك، والمذيع يحتاج إلى تأهيل، وأن الضيف حضر ليشاهده الناس لا ليسمعوه.
"سلق البيض" هو المنهجية الذي تعمل بها بعض القنوات، مع كامل احترامي لشخوص من يعملون بها أو أصحابها من السادة المستثمرين، والسبب الأول والأخير لوجودهم ووجود قنواتهم، هو أن هناك فعلا "أوادم" تفضل أكل "البيض المسلوق" بشراهة! ولك أن تشاهد أي شريط شات في هذه القنوات لتعرف أي نوع من العقليات يمكن أن تكرس وجود التخلف، مع أننا على مشارف الدخول إلى العام التاسع بعد الألفين الميلادية!

[email protected]

الأكثر قراءة