"طاقين اللطمة"!
يحجم الشعراء في رمضان عن كتابة الشعر! أو هم يقولون ذلك على الأقل، وحين يُسألون عن السبب يقولون إن رمضان شهر عبادة! وكأن الكلام الحسن ليس من العبادات التي يؤجر عليها الإنسان.. ما يضيرهم في كتابة نص عن الصيام أو عن فضل الزكاة أو التكافل الاجتماعي أو حتى عن الجار والقهوة والصبر وسلسلة الموضوعات التي بدأوا يتحاشون الكتابة عنها، المعلوم من نفورهم من الشعر أنهم يقصدون الغزل.. والغزل هو "حمار الشعراء" - أجلكم الله - وليس بحر المسحوب، كما يردد عباقرة الأوزان الذين يرخون آذانهم ولا يسمعون الشعر بقلوبهم! نعود لشعرائنا الأعزاء.. الذين يشبهون إلى حد كبير صيام الكثير من البشر في هذا الوقت، فهم يتوقفون عن الأكل والشرب، ولكنهم لا يجهدون أنفسهم في عمل الطاعات وكسب الحسنات، تراهم في الطرقات وقد "طقوا اللطمة" و"نفوسهم في روس خشومهم" .. الشعراء المتوقفون عن كتابة الشعر في شهر رمضان هم نظراؤهم في عالم الشعر، فهم متوقفون عن كتابة الشعر لكنهم لا يعملون بالقول "الشعر حسنه حسن وقبيحه قبيح" .. وكأنهم حين أحجموا عن كتابته "طاقين اللطم".