الرعب يتفشى في الأسواق.. بورصات أمريكا تفقد 2.3 تريليون دولار في 4 أيام
أمعنت البورصات الآسيوية في الانهيار يوم الجمعة متأثرة بيوم آخر من الخسائر المهولة في سوق الأسهم الأمريكي، وجرى كل ذلك رغم جولة خفض أسعار الفائدة المتزامنة بين البنوك المركزية العالمية يوم الأربعاء مما يستعرض بجلاء أن حالة الرعب هي سيدة الموقف في الوقت الراهن. هنا تقرير أعده براد بورلاند رئيس دائرة البحوث الاقتصادية في "جدوى للاستثمار".
تواصل مسلسل انهيار أسواق الأسهم الأمريكية لليوم السابع على التوالي بسبب فشل أسواق التعامل بين البنوك في الاستجابة لعمليات خفض أسعار الفائدة وانتشار الشائعات بأن الحكومة الأمريكية تخطط لتملك حصص في رؤوس أموال بعض البنوك من خلال أسهم لا توفر حق التصويت. وقد تهاوى مؤشر إس آند بي 500 بما نسبته 7.6 في المائة بينما اخترق مؤشر داو جونز حاجز 9000 نقطة متراجعاً إلى مستوى 8.6 نقطة لأول مرة منذ أيار (مايو) 2003. ونتج عن ذلك تلاشي 2.3 تريليون دولار من قيمة الأسهم الأمريكية خلال الأيام الأربعة الأول من هذا الأسبوع.
وافتتحت الأسواق الآسيوية تداولات الجمعة متهاوية بصورة حادة بحيث تخطت خسارة بورصة طوكيو 11 في المائة في مرحلة ما، أما في الولايات المتحدة فقد حدث معظم التراجع في أسعار الأسهم عقب إغلاق الأسواق الأوروبية، لذا فهي مرشحة للهبوط الحاد صباح الجمعة.
- أما المستجدات الرئيسية في الأسواق فقد جاءت كما يلي:
استمرت فائدة الاقتراض بين البنوك في الارتفاع رغم تضافر جهود سبعة بنوك مركزية كبيرة في خفض سعر الفائدة الأساسي يوم الأربعاء، فقد صعد سعر الفائدة بين البنوك لثلاثة أشهر إلى مستوى 4.75 في المائة يوم الخميس وهو أعلى مستوى له هذا العام. وقد بلغ الفرق بين معدل فائدة الاقتراض بين البنوك ومعدل الفائدة على الأموال الفيدرالية 3,25 نقطة مئوية الآن، مقارنة بـ 0.45 نقطة مئوية في بداية العام.
- لجأ صندوق النقد الدولي لتفعيل تسهيلات توافر التمويل الطارئ للدول المتأثرة بالأزمة التي كان آخر استخدام لها قد تم خلال الأزمة المالية الآسيوية بين عامي 1997 و1998. وتستهدف هذه التسهيلات الأسواق الناشئة حيث إن للاقتصادات الكبيرة موارد مالية كافية بصورة عامة عدا أنها لا تحبذ وصمها بعار الاستدانة من صندوق النقد.
- رصدت الحكومة الهولندية مبلغ 27 مليار دولار متوافرة لضخها فوراً في البنوك المحلية إذا دعتها الحاجة لطلب المساعدة، ويأتي هذا التطور في أعقاب تعهدات مشابهة أجرتها الحكومات الإنجليزية والإسبانية، وهناك إشارات إلى أن بقية الحكومات الأوروبية سوف تلجأ لتبني إجراءات مماثلة قريباً.
التداعيـــات
لم يتضح بعد ما المطلوب لإنهاء حالة الفوضى العارمة التي تجتاح أسواق الأسهم العالمية في ظل الأوضاع الراهنة، ويبدو أن سوق الأسهم السعودي مرشح لتراجع حاد آخر يوم السبت اللهم إلا إذا صدرت بيانات جوهرية كبيرة من وزراء مالية مجموعة السبع عقب اجتماعهم يوم الجمعة. أما بالنسبة للمستثمرين ممن لديهم المقدرة على تحمل المخاطر فمن الواضح أن هناك بعض الصفقات المغرية في سوق الأسهم السعودي حالياً، لكننا لا نعتقد أن السوق سوف يشهد ارتفاعاً متواصلاً، ما يشعر المستثمرين بأن أسواق الأسهم الدولية شرعت في الخروج من القيعان التي وصلت إليها.
وقد ذكرت منظمة أوبك أنها سوف تعقد اجتماعاً طارئاً في فيينـا بتاريخ 18 تشرين الثاني (نوفمبر) لمناقشة آثار الأزمة المالية العالمية في أسواق النفط (تراجع خام غرب تكساس دون مستوى 87 دولارا للبرميل يوم الجمعة، وهو أدنى مستوى يسجله في 12 شهراً) . وسوف يدفع بعض الأعضاء في اتجاه إجراء خفض رسمي في الإنتاج من أجل دعم الأسعار، لكننا في "جدوى" نستبعد إجراء مثل ذلك الخفض إذا ظلت الأسعار فوق مستوى 75 دولارا للبرميل. وكانت السعودية قد عمدت إلى إجراء خفض تدريجي في إنتاجها النفطي من ذروته البالغة 9.7 مليون برميل في اليوم في تموز (يوليو)، ونعتقد أنها ستنتج في حدود حصتها الرسمية البالغة 8.94 مليون برميل في اليوم إذا استمرت الأسعار في التراجع.