النظارات والعدسات اللاصقة ضوابط ضائعة بين طمع البائع وجهل المستهلك

النظارات والعدسات اللاصقة ضوابط ضائعة بين طمع البائع وجهل المستهلك

تشكل سوق النظارات والعدسات اللاصقة حجماً كبيراً في السوق السعودية، خاصة بعد ظهور العدسات اللاصقة الملونة التي جذبت شريحة النساء والفتيات بشكل كبير، ويقول الخبراء إن السوق السعودية تشكل 70 في المائة من حجم استيراد دول الخليج للنظارات.
زبائن محلات النظارات يتنوعون بين شباب يبحثون عن كل جديد في عالم النظارات الطبية أو الشمسية، ونساء يبحثن عن آخر الصرعات في عالم العدسات الملونة، أو كبار سن لا يأبهون بهذا كله ويبحثون عما يناسبهم من موديلات لا تجرح وقارهم.
الأطفال أيضا يشكلون شريحة لا بأس بها من زبائن محلات النظارات خاصة بعد أن بدأ مصممو النظارات يتنافسون في طرح موديلات للأطفال تتميز بألوان وأشكال جذابة كما تتميز بأمان وسلامة أكثر.
كثير من زبائن محلات النظارات لا يعرفون ما يقوم به بعض ضعاف النفوس ممن يعملون في هذا المجال من ألاعيب وخدع في سبيل غش الزبون، وسلب أمواله.
"الاقتصادية" قامت بإلقاء الضوء على ما يحدث في بعض محلات النظارات من خلال لقاء بعض المختصين في هذا المجال، كان أول هؤلاء الدكتور: منصور المفرج استشاري عيوب الإبصار والعدسات اللاصقة والمدير العام لمراكز بلو آيز Blue Eyes للبصريات الذي بين بعض حالات الغش التي تطول جميع السلع في محلات النظارات، وبدأ الدكتور المفرج الحديث عن الغش في إطارات النظارات فقال: "يظهر الغش في إطارات النظارات الطبية والشمسية من خلال وجود نظارات ذات اسم عالمي وجودة متميزة يعمل أصحاب بعض المحلات على تقليدها من الناحية التصميمية وأحياناً يوضع اسم العلامة العالمية وهي في حقيقتها نظارات سيئة الجودة فقط تحمل شكل النظارات العالمية نفسه, وهي تباع, غالباً, بأسعار باهظة، وربما لا يستطيع الزبون التفريق بين الأصلي والتقليد وبالتالي شراؤه من مراكز بصريات مرموقة وبها متخصصون في المهنة يضمن له, إلى حد ما, جودة المنتج".
ثم ينتقل الدكتور المفرج إلى الحديث عن عدسات النظارات الطبية فيقول: "تنقسم عدسات النظارات الطبية إلى ثلاث مجموعات وهي: العدسات الزجاجية والبلاستيكية والعدسة المصنوعة من مادة البولي كاربون، ويغلب الآن استخدام عدسات البلاستيك لخفة وزنها وسلامتها من الكسر أثناء السقوط ومن ثم تكون أكثر أماناً على العين خصوصاً لدى الأطفال، ولكن تبقى مسألة المحافظة عليها من الخدوش لسهولة تعرضها كمادة بلاستيكية للخدش حتى مع وجود طبقة مضادة للخدش على هذه العدسة، لكن عدسة البولي كاربون بدأت تسرق الأضواء في السنوات الأخيرة نظراً لمزاياها الكثيرة ومقاومتها للخدش".
ولكن السؤال هنا: كيف يفرق الزبون بين عدسات النظارات الأصلية أو التقليد؟ يقول الدكتور المفرج: "بالنسبة لعدسات النظارات لا يوجد أصلي أو تقليد، بل هي عدسات متفاوتة الجودة والأسعار ولا يوجد مصنع يقلد الآخر، حيث تتراوح أسعارها من 50 ريالاً لذات الجودة الضعيفة الشرق آسيوية ثم يتدرج السعر صعوداً حتى يصل إلى ما يقارب ألف ريال للعدسات ذات الجودة الألمانية والفرنسية، لكن يبقى هناك من يغش من المحلات في هذا المجال "وهم قلة ولله الحمد" بأن يعد البائع زبونه بعدسات من شركة ذات سمعة في العدسات ولكن يطلب له عدسات من شركة أقل مستوى بكثير وحينها لا يستطيع الزبون معرفة ذلك وتبقى أمانة مركز البصريات هي المحك، وقد يساعد الزبون وجود شعار صغير على العدسة لمعرفة الشركة المصنعة، ولكن هذا الشعار لا تضعه إلا شركات معدودة على الأصابع وهي من كبرى الشركات العالمية".
ويعدد الدكتور المفرج المزايا التي لابد من توافرها في عدسات النظارات وهي: احتواؤها على خاصية امتصاص الأشعة فوق البنفسجية الضارة u.v.protection ، وكذلك وجود الطبقات المتعددة على العدسة بما فيها خاصية امتصاص الانعكاسات الضوئية anti-reflection .

الفحص مجاناً

تتنافس بعض محلات النظارات في جذب زبائنها بما يتاح لها من وسائل، من ذلك وجود طبيب في المحل ووضع لوحة خارج المحل تفيد بأن "الفحص مجاناً". لكن الدكتور محمد بن عبد الله العمري استشاري طب وجراحة العيون في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون يؤكد أن غالب هذه الإعلانات "مجرد دعايات" ويقول: "أنا أشك أن يكون طبيباً؛ لأن وقت الطبيب لا يسمح له بالجلوس في محل نظارات والعمل فيه، أنا أتوقع أنه فني بصريات ويلبس معطفاً أبيض ويسمى طبيباً، والواقع أن فني النظارات هو الذي يقص العدسات الزجاجية حسب مقاس الإطار، ولا علاقة له بعمل إخصائي البصريات. هذا كله دعاية تجارية لكسب زبائن أكثر". ويقول: "لاحظت أن بعض المحلات تعلق لوحة كتب عليها "الفحص مجاناً" والصحيح أن يكتب على اللوحة "فحص بالكومبيوتر مجاناً" لأن هذا هو الفحص الذي يتم غالباً في المحلات، وفحص الكومبيوتر لا يعتمد عليه في المستشفيات اعتمادا كلياً حتى إخصائي البصريات لا يعتمد عليه؛ لأن وظيفة فحص الكومبيوتر إعلام الطبيب من أين يبدأ، بعد ذلك يبدأ بالفحص اليدوي باستخدام الصندوق التجريبي الذي يحتوي على عدسات يدوية برقم معين يرتديها المريض تباعاً حتى يصل الطبيب إلى القياس الصحيح".
وينصح الدكتور العمري كل من قرر شراء نظارة طبية بفحص النظارة في المحل قبل تسلمها ودفع قيمتها، حيث يوجد في كل محل جهاز لفحص عدسات النظارات يدعى "اللينزوميتر"، هذا الجهاز يطبع ورقة عليها درجة العدسات يأخذها المريض ويقارنها بوصفة الطبيب، وعلى كل طبيب تعليم مريضه كيفية المقارنة بين الوصفة وقراءة الجهاز.
وتؤكد إخصائية البصريات في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون باسمة دليقان أن بعض محلات النظارات تقع في أخطاء فادحة بسبب تدخل سافر في عمل الطبيب وتقول: "يحصل أحيانا أن نفحص المريض ونعطيه وصفة لنظارة طبية، وفي المحل يطلبون منه إجراء فحص آخر ويتم فحصه بطريقة خاطئة ومن ثم يعطونه نظارات لا تناسب عينيه، وأقول لكل مريض: بما أنك راجعت مستشفى العيون فعليك اتباع وصفة المستشفى، وإحضار النظارة مع وصفتها لطبيب العيون حتى يقارن بينهما ويتأكد من صحة قياسها".

نظارات الأطفال

الأطفال غالباً ما يكونون كثيري الحركة، وارتداء بعضهم النظارات الطبية يستدعي استخدام نظارات ذات مواصفات مميزة ثم تقول الإخصائية باسمة دليقان موضحة هذه المواصفات: "يجب أن تكون نظارات الأطفال ذات عدسات بلاستيكية حيث إنها لا تنكسر وأخف وزنا وأكثر راحة للعين ومهما كانت درجة النظر عالية من الممكن ضغط العدسة، ولأنه من الواجب أن يستمر الطفل في لبسها ما دام مستيقظاً هناك نظارات ذات ذراعين معكوفتين خلف الأذنين بحيث تمنعان النظارة من الحركة أو السقوط أثناء اللعب، ويجب ألا تكون العدسة كبيرة جداً أو صغيرة جداً بل بمقدار معتدل بحيث تغطي العين".

النظارات الشمسية

النظارات الشمسية ذات وضع مختلف وأسعار متفاوتة بشكل كبير تبدأ من ريال واحد وتصل إلى الآلاف هل هذا التفاوت يعني أن للنظارات الرخيصة آثارا سلبية في العين؟ وهل يعني ذلك أن النظارات غالية الثمن تخلو من هذه الآثار؟
يقول الدكتور محمد العمري: "النظارات الشمسية الرخيصة ضررها أكبر من نفعها؛ لأن بؤبؤ العين يتوسع تلقائيا إذا قلت كمية الضوء الواصلة، وتوسعه هذا قد يتسبب في إدخال أشعة ضارة مثل الأشعة فوق البنفسجية. والبؤبؤ سيتوسع سواء في النظارات الجيدة أو الرديئة. وتفادياً لوصول الأشعة الضارة إلى العين فإن الشركات الطبية الجيدة المعنية بهذه الأمور وضعت فلتر في النظارة أو ما يسمى "الألترافايلت" وهو فلتر يمنع بشكل كبير دخول الأشعة فوق البنفسجية"، لكن الدكتور العمري يؤكد أيضاً وجود الغش في درجات هذا الفلتر فيقول: "وللأسف فإنك تجد بعض النظارات قد كتب عليها أن "الألترافايلت" 100 في المائة وهذا غير صحيح. الفلتر الواقعي يكون من 85 في المائة فأكثر، والعين فيها ما يكمل هذا النقص، ومن الغش أيضا أن يكتب أن الفلتر 80 في المائة وهو لا يصل إلى 1 في المائة".
إذن كيف يعرف المشتري الدرجة الحقيقية للفلتر؟ يقول الدكتور العمري: "هناك جهاز يقيس درجة الفلتر في النظارة، ولكن لا أعتقد أنه متوافر في كل مكان لأنه غالي الثمن؛ ولأنه من الممكن أن يتسبب في كساد بضاعة المحل حينما يكتشف الزبون المقاس الحقيقي للفلتر، وينطبق هذه الكلام على النظارات الطبية الشمسية".
يعرِّف الدكتور العمري الأشعة فوق البنفسجية فيقول: "هي أشعة كونية ذات درجات أ - ب - ج تحدث تلفاً في الأنسجة بحيث تحدث مثل الندبات أو التليف في القرنية ومن الممكن أن تحدث ماء أبيض في العدسة، أما الشبكية فقد يحصل فيها تغيرات في الخلايا خصوصا أنها خلايا عصبية حساسة من الممكن أن يحدث فيها تلف بسبب حدوث تفاعل كيميائي ضوئي في هذه الأنسجة، وبعض الأنسجة لديها القدرة على عمل تشتت أو عكس الأشعة بعيدا عن العين". ولذلك فإن الدكتور العمري ينصح بارتداء نظارة شمسية خاصة في بلادنا ذات الطبيعة الصحراوية.

الأكثر قراءة