التحوير الوراثي يغير خريطة العالم تقنيا وإنتاجيا
أوضح خبراء سعوديون في مجال التحوير الوراثي أن العالم سيشهد ظهور كائنات لم تكن موجودة من قبل اعتمادا على عمليات التحوير الوراثي المتكرر، مشيرين إلى أن علم التحوير الوراثي سيغير شكل العالم التقني والإنتاجي وأشكال وحجم وألوان المنتجات الزراعية والحيوانية والطبية.
وتوقعت مجموعة من الخبراء استضافتهم "الاقتصادية" في ندوتها الشهرية أن تسهم هذه التطورات في حل الكثير من إشكاليات الإنتاج في العالم، فضلا عن دورها المنتظر في السيطرة على معوقات الإنتاج بشكل كبير، حيث تم إدخال جينات نبتات برية مقاومة للجفاف والملوحة إلى أخرى حقلية لإكسابها الصفة نفسها وبإنتاج ومقاومة للأمراض أعلى من السابق.
يشار إلى أن كثيرا من دول العالم اعتمدت تقنية التحوير الوراثي كاستراتيجية إنتاجية عامة للحصول على الإنتاج الأعلى وبتكلفة أقل، ويعد التحوير الوراثي فتحا عظيما للدول التي تعاني الجفاف وندرة المياه لزيادة مساحة المسطحات الخضراء وعدد الأشجار.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
أحدث التحوير الوراثي انقلابا نوعيا وكميا في الإنتاج النباتي والحيواني والطبي، وحل التحوير الوراثي إشكاليات لم يتوصل العلماء إلى حلها في السابق، فأوجد نباتات مقاومة لكثير من الأمراض وجعل النباتات تتحمل ظروفا بيئية قاسية لم تكن تتحملها من قبل. وهذه المقاومة تقلل التكاليف بشكل رئيس حيث توصل علماء لإنتاج قمح يعيش بـ 30 في المائة من كمية مياه الري التي كان يحتاج إليها في السابق وبإنتاج أعلى. وحسن التحوير الوراثي من صفات الجودة للمنتجات وجعلها أفضل من ناحية القدرة على التخزين وبألوان زاهية وجميلة وبأحجام مناسبة ومحتوى غذائي عال. دول عالمية جعلت من التحوير الوراثي خيارا استراتيجيا وذالك لزيادة الإنتاج وتقليل التكاليف، ووصلت مساحة المحاصيل الزراعية المحورة وراثيا إلى أكثر من 114 مليون هكتار وبعدد 100 ألف صنف، وأنتجت كثيرا من الأدوية وبأقل الأسعار عن طريق التحوير الوراثي أنتج الأنسولين البشري لمرضى السكري من بكتيريا محورة وراثيا، يتم نقل الجينات اللازمة من حشرات إلى نباتات أو من نبات إلى آخر أو من بكتيريا أو فطر لنبات أو حيوان للحصول على صفة مرغوبة تضاف لهذا الكائن أو ذاك، ويعد الخبراء هذا العلم الحديث من أهم العلوم التي ستغير شكل العالم وتحل كثيرا من المعضلات الغذائية والبيئية والصحية. من أجل ذالك جمعت "الاقتصادية" مجموعة من الخبراء لتسليط الضوء على هذا العلم ووضع التوصيات والحلول للتعامل معه وإلى الندوة:
ما التحوير الوراثي؟
السويلم: المخلوقات الحية خلقها الله, سبحانه وتعالى, وجعل لكل مخلوق حي دستورا خاصا به يحفظ جميع صفاته وقدراته وإمكاناته، وهذا الدستور هو الذي يهيئ لهذا المخلوق جميع الأعمال التي يقوم بها، وهو عبارة عن شيء ما يشبه الكتاب ويسميه الباحثون المادة الوراثية وهذا الكتاب مقسم إلى فصول وهذه الفصول تسمى كروموزومات، أيضا الفصول مقسمة إلى فقرات وكذالك الكروموزومات مقسمة إلى جينات، وكما أن الفقرات تكتب بالأحرف، الجينات تكتب بالقواعد النيتروجينية التي تشكل هذه المادة الوراثية، كل كائن حي له صفاته الوراثية التي يختص بها تتشابه بعض الصفات الوراثية وتختلف في صفات أخرى. لكن هذه الصفات الوراثية هي التي يمكن التعامل معها من خلال نقل وتحوير بعض الصفات الوراثية وبالتالي يمكن أن نقول إن المادة الوراثية هي المادة الأساسية الموجودة في نواة كل خلية من الخلايا و ينقلها الآباء إلى الأبناء من خلال عمليات التزاوج والتكاثر.
البيز:
يتم التحوير الوراثي إذا أدخل جين أو مورثه أو عدد من الجينات إلى المادة الوراثية لأي نوع أو صنف من النباتات بطريقة تقنية علمية تختلف عن الطريقة الطبيعية المألوفة, وبهذا يكون تحويرا وراثيا، ويعتبر النبات أو الحيوان في هذه الحالة محورا وراثيا أو بمعنى أدق نباتا مهندسا وراثيا. قاسم: التحوير الوراثي مقصود به إدخال جينة أو مجموعة من الجينات على الخلية, وطبعا توجد عدة طرق يتم بها إدخال الجينة للخلية ويتم التأكد من الجينة أو الجينات المطلوبة وأنها تم إدخالها بالطريقة الصحيحة وأنها تعمل بشكل صحيح, وبالتالي يحصل على المنتج المعدل أو المحور وراثيا شرط إدخالها بالطرق الصحيحة مثل طريقة المدفع وكذلك طريقة البكتيريا. الدوس: قبل تعريف التحوير الوراثي أحب أن أعطي لمحة تاريخية بالنسبة لعلم الوراثة، حيث الإنسان عدل في تركيب الكائنات من خلال الانتخاب والتزاوج بين الكائنات متاح في بعض الحالات فقط نظرا للقيود التي يفرضها عدم إمكانية التزاوج ما بين الأنواع المختلفة، وكان التهجين بين أنواع قريبة من بعضها أنتج تعديلا أو تحويرا وراثيا في كائنات بل الإنسان استطاع إنتاج أنواع جديدة خلال السنوات الماضية بطرق طبيعية. وإذا تحدثنا عن التحوير الوراثي الذي أوجدته الطرق الجزيئية التي مكنت من نقل جزء من DNA إلى كائن لم يكن بالإمكان أن يكون فيه هذا التعديل الوراثي, بالتالي هذه الخطوة التي أحدثت النقلة الجديدة في أن هذه الكائنات الحديثة لم يكن بالإمكان أن تحمل هذا الجين لولا تدخل الإنسان ونقل هذه الجزئيات من DNA للكائنات الأخرى التي قد تكون جين بكتيريا إلى نبات أو جين من بعض الفطريات إلى نبات أو من نبات إلى نبات آخر، بل نقلت جينات من حشرات إلى أنواع نباتية، وهذا العلم فتح المجال إلى إمكانية إحداث تغيير وراثي لم يكن في السابق إمكانية إجرائه نتيجة حدود التزاوج الطبيعي.
هل سيشهد العالم ظهور كائنات جديدة؟
الدوس: بالتغيير الوراثي نعم ممكن ذلك بالتحوير المستمر وبتطور الأمر نصل إلى كائنات لم تكن موجودة.
مداخلة السويلم: العالم عندما اكتشف قبل ما يقارب 55 عاما المادة الوراثية وجد أنه من خلال اكتشاف المادة الوراثية يمكن أن يتعامل معها بطرق علمية دقيقة، ولما تقدم العلم جزئيا قبل نحو40 عاما اكتشف العالم أنه يستطيع أن يتعرف على الآليات الثلاث الأساسية, التي يتعامل بها الجسم مع المادة الوراثية وهي مضاعفة المادة الوراثية وآلية التحكم الجيني المتعلقة بالمادة الوراثية وآلية بناء البروتين، ولكن التعرف على هذا بذاته لم يكن كافيا لكن عندما استطاع أن يخرج المصانع القائمة بهذه الأعمال خارج منظومة الخلية وأن يتعامل معها في المعمل في الأنبوب أمكنته بما يمكن ما يسمى استنساخ الجينات، في التحوير الوراثي عملية ببساطة يمكن من خلالها قص جينات معينة أو نسخها ثم لصقها في الكائن المطلوب عندما يلصق الكائن المطلوب يحدث بهذا ما نسميه التحوير الوراثي، هذا القص واللصق للمادة الوراثية يمكن من خلاله نقل المادة الوراثية من كائن إلى آخر والتي يحصل من خلالها تحوير وراثي موجه سواء كان توجيها إيجابيا أو سلبيا، ولصفات وراثية محددة داخل الكائن من خلال نقل صفات وراثية لكائن آخر ضمن هذا الكائن.
ما أهمية عمل التحوير الوراثي؟
السويلم: تكمن أهمية عمل التحوير الوراثي في تحقيق أهداف معينة من قبل الباحث أو الباحثين، الأهداف قد تكون تحسين سلالة معينة من خلال تحسين في مقاومتها أو تحسين صفاتها أو جعلها تنتج مواد جديدة لم يكن هذا المخلوق بذاته ينتجها من قبل، وبالتالي الباحث عندما يفكر في الأهداف البعيدة للتحوير الوراثي يستطيع أن يختار الجينات المناسبة التي يحور من خلالها للإنتاج, ومثال على ذلك عندما قام الباحث بنسخ الجين أو الصفة الوراثية الخاصة بإنتاج الأنسولين البشري تمكن الباحثون من نسخ هذه الصفة وزرعها في بكتيريا, هذه البكتيريا لم تكن في خلقتها الأصلية قادرة على إنتاج الأنسولين البشري لكن عندما زرعت فيها هذه المادة الصفة الوراثية أصبحت البكتيريا محورة وراثيا, ومن أجل هدف معين وضعه الباحث وهو إنتاج الأنسولين البشري, فالأنسولين البشري الذي كان ينتج من الأبقار أصبح الآن ينتج من خلال البكتيريا, وهذا أحدث نقلة نوعية كبيرة جدا.
من أهمية التحوير الوراثي أنه يساعد العالم على إنتاج نباتات أو ميكروبات قادرة على مقاومة ظروف معينة سواء كانت في الجفاف أو الحرارة أو مقاومة آفات أو القدرة على تكوين صفات وراثية جديدة هذه النقاط الأساسية الأربع التي تبرز من خلالها أهمية عمل التحوير الوراثي التي من خلاله تنتج كثيرا من التطبيقات الأساسية المتعلقة بالتحوير الوراثي.
البيز: الأهمية أو الأحداث التي نصل إليها من التحوير الوراثي هو إما إنتاج نباتات أو محاصيل زراعية مقاومة للحشرات أو إنتاج محاصيل مقاومة لمبيدات الأعشاب أو إنتاج نباتات مقاومة لأمراض الفيروسات أو نباتات مقاومة للجفاف والملوحة, هذه بعض من أهداف التحوير الوراثي, وقد تحقق كثير من هذه الأمور التي أصبحت الآن المحاصيل المحورة وراثيا تزرع على نطاق واسع في العالم حيث وصلت في هذا عام 2008 وهو العام الـ 13 للتسويق التجاري للمحاصيل المنتجة بالتقنية الحيوية التي بدأت في عام 1996 وصل الإنتاج هذا العام إلى أكثر من 114 مليون هكتار من هذه المحاصيل المحورة وراثيا.
قاسم: هناك فوائد متعددة لعملية التحوير الوراثي منها ما يعمل من أجل مقاومة أمراض النباتات، أو رفع القيمة الغذائية للمنتجات الزراعية والحيوانية، أو الحصول على بعض الأنزيمات كتلك التي تستخدم في صناعة الجبن، كان في السابق يتم الحصول عليها من بعض الحيوانات والآن باستخدام البكتيريا التي تم تحويرها استطاع الباحثون الحصول على أهم الأنزيمات التي تحتاج إليها صناعة الجبن بواسطة البكتيريا المحورة وراثيا، وتكمن أهمية التحوير الوراثي في إنتاج الأدوية التي يحتاج إليها الإنسان كالأنسولين وغيره، أيضا تحسين الصفات مثل القدرة على التخزين لفترات طويلة.
الدوس: أهمية التحوير الوراثي تكمن في قدرته على إيجاد منتجات أو الدخول في مجالات لم تكن متاحة من قبل دون التحوير الوراثي, وبالتالي التحوير الوراثي إما يحل مشكلات لم يكن لها حلول في السابق وإما يخلق فرصا ومنتجات جديدة لم تكن في السابق موجودة، حيث الحصول على منتجات جديدة أو قيمة مضافة لأي منتج، من هنا تكمن أهمية التحوير الوراثي.
الحاجة إلى الغذاء في العالم تتزايد وهي حاجة ملحة, ومن الآثار الإيجابية للتحوير الوراثي أنه بالإمكان إدخال جينات من نباتات برية مقاومة للجفاف إلى نباتات مهمة مثل القمح والذرة وغيرها، أو بالإمكان الاستفادة من بيئات لم يكن في السابق نملك القدرة على الإنتاج والزراعة فيها بصورة اقتصادية، مثل بعض الدراسات التي أجريت على القمح المحور وراثيا حيث العلماء توصلوا لصنف لا يستهلك سوى 30 في المائة من كمية المياه للقمح غير المحور وراثيا و بكمية الإنتاج نفسها أو أكثر، هنا قيمة مضافة كبرى حيث هذا الأمر ذو أهمية قصوى لكثير من البيئات مثل بيئتنا السعودية، وأيضا عمل التحوير الوراثي على تقليل التكلفة بشكل كبير جدا بعمل مقاومة لكثير من الآفات وبالتالي التوسع في الإنتاج في كثير من المحاصيل مثل القمح والذرة وفول الصويا وعدم استخدام المبيدات بشكل كبير والتي لها أثر صحي سيئ على المنتج وصحة المستهلك.
ما النماذج الحالية من منتجات التحوير الوراثي غذاء ودواء وأهميتها؟
السويلم: نماذج من التحوير الوراثي يمكن أن نقسمها إلى ثلاثة نماذج أساسية, تحوير وراثي من أجل إنتاج الدواء، وهذا غالبا يكون من خلال تحويرات معينة تتم إما في خلايا ميكروبية كالبكتيريا، أو يكون في خلايا ثديية وغالبا تستخدم الخلايا الخاصة ببعض الحيوانات, وهناك نماذج أخرى تتعلق بالتحوير الوراثي من أجل إنتاج نباتات تحمل صفات إضافية، وهذه الصفات قد تكون مقاومة للملوحة أو مقاومة للجفاف أو مقاومة لبعض الحشرات، النموذج الثالث إنتاج نباتات من أجل تحسين بعض صفاتها الوراثية، وتحسين الصفات الوراثية من خلال زيادة نسبة عنصر الحديد في الأرز أو من خلال إنتاج بعض العناصر الإضافية في البطاطس أو في غيرها من المنتجات، وهناك محاولات لدمج أكثر من نبات مع بعضها بحيث تكون هناك صفات مشتركة بالمنتج الجديد، مثلا المنتج الذي سمي طماطس وهو خليط بين نبات طماطم وبطاطس وأحدث صفات مشتركة بين النباتين، إذا أردنا أن نأخذ نموذجا على الإطار الأول من التحوير الوراثي, وهذا تصنيفي الخاص ولا أعلم إن كان زملائي يتفقون معي فيه أم لا, لكن التحوير في بعض الخلايا من أجل الإنتاج الدوائي مثل إنتاج الأنسولين ومثل إنتاج "الأنترفيرون" مثل إنتاج فرمون النمو مثل إنتاج مضادات السرطان وعلاجات الفشل الكلوي، كثير من الأدوية الآن أصبحت تنتج من خلال تحويرات بسيطة تتم في خلايا بكتيرية أو في خلايا ثديية ثم تستخدم هذه الخلايا من أجل الإنتاج الدوائي. النموذج الآخر وهو إنتاج نبات ظاهريا لم يتغير لكن يحمل صفات إضافية، مثل إنتاج الذرة المحورة وراثيا من أجل مقاومة آفات معينة، ومثل إنتاج القمح المقاوم للملوحة وإنتاج القطن المحور لمقاومة آفات القطن، ولعل أكثر النباتات إنتاجا في هذا الجانب قضية إنتاج الذرة وإنتاج فول الصويا وهي تحت المرتبة الأولى عالميا كمنتجات غذائية محورة، الهدف الأساسي من تحويرها وراثيا، زيادة إنتاجها وزيادة مقاومتها لآفات معينة، النمط الثالث من التحوير وهو تحوير نباتات من أجل أن تحمل صفات إضافية, كما حدث في تحوير البطاطس من أجل أن يحمل عقارا معينا وتطعيمات خاصة بدل أن يطلب من الطفل أن يأخذ العقار بالفم كل ما عليه أن يتناول قطعة من البطاطس وهي محببة له، وهذه تحتاج إلى نوع من التنظيم مثل إنتاج بعض المواد المستخلصة من نباتات معينة، وهذه تعتبر من النماذج الأساسية المتعلقة بالتحوير الوراثي، يجب ألا نغفل عندما نتحدث عن النماذج أن التحوير الوراثي يحصل لأهداف يقوم الباحث بتصميمها، وهذه الأهداف تعتمد على المستوى الأخلاقي والوعي لدى الباحث نفسه، أو لدى الجهة الداعمة لهذا البحث، لأن التحوير يمكن أن يحصل من أجل تحوير بعض الميكروبات أو بعض الكائنات مما يكون لها آثارها السلبية، وبالتالي التحوير الوراثي يحمل الجوانب الإيجابية والجوانب السلبية.
البيز: النماذج الحالية من التحوير الوراثي في المحاصيل الزراعية ذات أهمية كبيرة لأنها تمس حياة الناس وغذائهم، حيث هناك عدة نماذج من منتجات التحوير الوراثي في المحاصيل الزراعية، مثلا الذرة والقطن المحورة وراثيا لمقاومة الحشرات، وهو نتيجة لإدخال مورثة من بكتيريا التربة التي تسمى BT هذه البكتيريا تكون بروتينا ساما جدا ليرقات الحشرات, وهذه البكتريا معروفة من قبل 40 عاما واستخدمها المزارعون لمكافحة الحشرات مثل البعوض والذباب ويرقات الديدان، وذلك برش معلق من هذه البكتيريا على هذه النباتات للقضاء على الحشرات، وتم عزل المورثة المسؤولة عن البروتين السام في البكتيريا، وهي عبارة عن بلورات سامة جدا ليرقات الحشرات وتحتوي على بروتين لا يذوب في الظروف الحمضية، فقط يذوب في الظروف القلوية أو الوسط القلوي، مثل القناة الهضمية للحشرات، ويبدأ تأثيره بأن هذا البروتين السام يهاجم الجدار الخلوي للقناة الهضمية للحشرة مسببا انتشار المحتويات القلوية في دم الحشرة فتموت، هذا الذي يجعل التحوير الوراثي مجديا في إنتاج نباتات مقاومة للحشرات، ومثال على ذلك كما حصل في الذرة وفي القطن، كما أن هناك نماذج أخرى من التحوير الوراثي مثل زرع مورثة أيضا في نباتات محصول فول الصويا، لمقاومة مبيد الحشائش حيث كانت مشكلة الحشائش في حقول فول الصويا التي تزرع على نطاق واسع في الدول المنتجة لهذا المحصول، حيث أكبر إشكالية تواجههم في زراعة فول الصويا هي انتشار الحشائش في الحقل، حيث تتسبب في تكلفة إضافية كبيرة أثناء إزالتها، لذلك زرع جينة أو مورثة في نبات فول الصويا كي يقاوم نوعا معينا من مبيدات الحشائش، بينما المبيد نفسه هذا يقضي على جميع الحشائش التي في الحقل دون تأثير في النبات المستهدف زراعته وهو فول الصويا، وهذا نوع مهم جدا من نماذج التحوير الوراثي.
هناك نباتات أخرى النباتات المقاومة للفيروس كما هو حاصل في نباتات الباباي في الولايات المتحدة الذي نقلت له مورثة مقاومة لمرض الفيروس، وكذلك في نبات الفلفل الحلو في الصين وبطرق نقل المورثة نفسها التي تعطي النبات خاصية مقاومة الفيروس الذي يتسبب في المرض, هذه أهم النماذج للتحوير في المحاصيل الزراعية.
قاسم: بالنسبة للنماذج أو المجالات من التحوير الوراثي التي سأتحدث عنها بشكل عام مثل الإنتاج النباتي كما ذكر الدكتور عبد الله وفي مجال الإنتاج الحيواني إنتاج هرمون النمو كذلك في مجال البيئة حيث حورت بعض الميكروبات للتخلص من الملوثات البيئية.
الدوس: هناك ثلاثة أجيال من المحاصيل المعدلة وراثيا كان التركيز في الجيل الأول على مقاومة الآفات ومكافحة الحشائش، وفي الجيل الثاني من المحاصيل المعدلة وراثيا, التي دخلت السوق, وكان التركيز فيها على مقاومة الظروف البيئية مثل الجفاف والملوحة، أيضا التوجه الحديث هو إدخال جينات لتحسين صفات الجودة كمثال للتقليل من نسبة الوفيات في الفلبين بسبب نقص فيتامين A حيث يكمن الحل في إضافة هذا الفيتامين بتركيز أعلى عن طريق مورثة لمحصول الأرز, حيث إن الأرز غذاء
مداخلة البيز: تحدث الدكتور الدوس عن الأرز الذهبي لحل إشكالية نقص فيتامين A خاصة لدى الأطفال وشعوب جنوب شرق آسيا الذين يعتمدون على الأرز كغذاء رئيس في جميع الوجبات، فنقلت لهذا الأرز بعد أبحاث علمية تمت بواسطة ثلاثة من العلماء, حيث نقلت ثلاث مورثات مورثة من النرجس الأصفر ومورثتان من نوعين من البكتيريا وذلك لتحسين خواص الأرز.
ما آثار التحوير الوراثي الصحية والاقتصادية والبيئية والأمنية؟
السويلم: الآثار الصحية للتحوير الوراثي ألخصها في جانبين, جانب إيجابي وآخر سلبي, الجوانب الإيجابية التحوير الوراثي أمكن من خلاله إنتاج تطعيمات إضافية مع سهولة الوصول إليها وتناولها خاصة من قبل الأطفال، التحوير الوراثي ساعد على خروج منظومة جديدة من الأدوية, وهذه المنظومة ساعدت على تخفيض سعر الدواء بشكل كبير وأصبح أكثر توافقا وملاءمة للبشر، لكن رخص أسعار هذا الدواء تعارض مع جانب اقتصادي يمكن التطرق له, لأن الشركات عندما شعرت أنه يمكن أن تنتج الأدوية وتحتكر ذلك هذا الاحتكار أدى إلى ارتفاع أسعار بعض الأدوية لكن بأسعاره الحالية هو أرخص بكثير مما لو كان ينتج بالأساليب التقليدية، التحوير الوراثي ساعد على إيجاد محتوى غذائي أعلى في بعض الأغذية, ما كان له الآثار الصحية الإيجابية، التحوير الوراثي ساعد على نزع بعض مسببات الحساسية في بعض الأطعمة، من الصعب على بعض الناس أن يحرم من تناول بعض الأطعمة مثل فول الصويا وغيره، لأنه يحمل بعض الجينات التي تسبب حساسية لهم ويمكن من خلال التحوير الوراثي سحب هذه الجينات, وبالتالي تخفيف آثار الحساسية على البعض، لكن هناك جوانب سلبية تتعلق بالتحوير الوراثي, هذا التحوير هو في النهاية عبارة عن إدخال منظومة جديدة من الجينات ضمن هذا الكائن الحي، وهناك بعض الدراسات تشير إلى أن هذه الكائنات المحورة وراثيا سببت بعض أنواع الحساسية، ويجب أن نقر كباحثين ومتخصصين بأن إدخال جينات معينة للمنظومة الوراثية للنبات أو الحيوان تكون أحيانا في هذا العمل شيء من العشوائية، لأن الباحث لا يستطيع مطلقا أن يتحكم أين يزرع هذا الجين، لكن النبات هو الذي يضع هذا الجين في المكان المعين، وبالتالي هذه العملية تحدث بعض الآثار الصحية المحتملة في هذا النبات، مثل هذا العمل من التحوير الوراثي ينتج نباتات متعددة المقاومة للمضادات الحيوية, خاصة إذا تحدثنا عن الميكروبات ،إخراج منظومة جديدة من الميكروبات متعددة المقاومة للمضادات الحيوية يجعل التحكم فيها والتعامل معها ليس سهلا، ما يصعب أيضا الآثار الصحية المتعلقة في هذا الجانب، يبقى عنصر أساسي وهو أن التعامل مع الأغذية المحورة وراثيا لم يعرف أثرها الغذائي على المدى البعيد، حيث نتحدث عن تجربة قصيرة في مجال التحوير الوراثي بدأت منذ عام 1991 وانتشرت بشكل كبير جدا في 1997 وطغت في عام 2000, وهذه التجربة غير كافية إلى الآن في الحكم على الأغذية المحورة وراثيا من حيث أثرها الصحي، خاصة الآثار الصحية بعيدة المدى غير معروفة بشكل كبير.
البيز: ينطوي استخدام المحاصيل المحورة وراثيا شأنها شأن سائر منتجات التقنيات الحديثة على جوانب حسنة وجوانب سيئة، وإدارة منتجات التقنيات الحديثة بطريقة عقلانية على أسس سليمة قد تعود بالخير على أشد الناس حاجة إليها، وقد تستغل لمصلحة فئات معينة ممن يمتلكون القوى الحيوية سواء السياسية والاقتصادية والتقنية، إن المستفيدين من هذه التقنية, وهي تقنية المحاصيل المحورة وراثيا, هم مطورون لهذه التقنية في القطاع الخاص وكبار المنتجين الزراعيين ومعظمهم في البلدان المتقدمة، وعند استخدام هذه المنتجات ينبغي أن يتوافر لدى البلدان المصنعة سياسات تنظيمية واضحة وسريعة الاستجابة، الآثار الصحية حتى الآن حسب علمي منذ أن بدأت زراعة المحاصيل المحورة وراثيا عام 1996 حتى الآن لم تظهر آثار صحية سيئة يمكن أن يحتج بها وتكون شاهدا على أن المحاصيل المحورة وراثيا تؤثر سلبا في صحة الإنسان أو الحيوان أو البيئة، نعم توجد أمثلة ضعيفة على بعض الضرر لكنها لم تثبت علميا حتى الآن، هناك سؤال مهم يطرح دائما: هل منتجات التحوير الوراثي آمنة غذائيا وصحيا؟ هناك أغذية من المنتجات الزراعية العادية وليست المحورة وراثيا فيها مشكلات كثيرة مثل متبقيات من المبيدات الزراعية أو المنتجات الزراعية المعرضة لمياه المجاري وملوثة بالبكتيريا أو بالعناصر الثقيلة، كما ذكرت منذ عام 1996 حتى اليوم المحاصيل التي زرعت وبأكثر من 100 ألف منتج غذائي تم تحويرها وراثيا لم تسجل خطرا على الصحة، وتم فحص المنتجات المحورة وراثيا من قبل كثير من الجهات العلمية ومراكز الأبحاث والمنظمات الدولية لأن هذه المنتجات لا تختلف عن الأغذية التقليدية وتفحص من قبل جهات علمية ومنظمات دولية كمثل وزارة الزراعة الأمريكية أو هيئة الغذاء والدواء الأمريكية FDA أو وكالة البيئة الأمريكية، كل هذه المنظمات العلمية لم تجد ما يمنع استهلاك هذه المحاصيل للإنسان والحيوان والبيئة وأقرت بسلامتها.
قاسم: أي منتج وأي تقنية جديدة لا بد أن يكون لها بعض المخاطر المحتملة، وعمر تقنية التحوير الوراثي قصير بالتالي الدراسات طويلة الأمد إلى الآن غير متوافرة, نظرا لقصر عمر وفترة هذه التقنية، وتوجد لتقنية التحوير الوراثي ميزات غذائية وصحية مثل إنتاج الأدوية واللقاحات وزيادة إنتاج الغذاء حيث الحاجة العالمية ماسة إلى زيادة الغذاء وإطعام مزيد من البشر.
الدوس: التخوف من الأغذية المحورة وراثيا جزء منه نقص في المعرفة عن الهدف من التحوير الوراثي, وما شكل المنتج, وما الآثار المحتملة منه، غياب المعلومة لدى المستهلك هو جزء من الثقافة التي تجعل الناس ترفض الشيء لمجرد احتمال آثاره السيئة، الآثار الصحية المحتملة كأثر سلبي ظهرت في بعض الحالات من بعض المنتجات بسبب استخدامها لغير الهدف التي أنتجت من أجله وطور لها هذا المنتج، وبالتالي حدثت حالات من الحساسية وفي بعض الحالات أعراض سمية من هذه المنتجات الغذائية، هذه حالات معدودة وإنما في غالب الحالات لم تسجل أي حالات ضرر بسبب المنتجات المعدلة وراثيا، وعلى العموم التجربة مع المنتجات المعدلة وراثيا ما زالت قصيرة حتى نستطيع أن نحكم على الآثار طويلة الأمد لها.
هل التعديل الوراثي يقلل من استخدام مبيدات الحشائش والمبيدات الفطرية والحشرية بالتالي تكون أكثر أمانا من المنتجات غير المحورة؟
الدوس: من الناحية البيئية نعم, لكن لا نستطيع أن نأخذ هذه العبارة على إطلاقها، لأنه قد يساء استخدام المنتج، التعديل الوراثي دائما له أهداف واستغلال محدد بالتالي إذا خرج من هذا الاستغلال ممكن أن يكون له آثار سلبية متوقعة، والجوانب الاقتصادية لها جزء أساسي من عملية التحوير الوراثي، هو إيجاد منتجات تحمل مواصفات جديدة وذات قيمة اقتصادية تكون لها عائد على المستهلك، بالتالي توفر منتجا بجودة أعلى أو بسعر أقل نتيجة زيادة الإنتاج بالتالي اقتصاديا لها إيجابيات كبيرة.
ما الآثار الاقتصادية للتحوير الوراثي؟
السويلم: الجانب الاقتصادي هو الدافع الأكبر للتحوير الوراثي والحامي لقضية التحوير الوراثي هي الجوانب الاقتصادية المتعلقة به، نعم الهدف البعيد المعلن من التحوير الوراثي هو إيجاد غذاء أكثر لشعوب العالم لكن قضية إيجاد غذاء أكثر لشعوب العالم تحتاج إلى أن تحاكم إلى الممارسة الفعلية، والممارسة الفعلية للتحوير الوراثي والمنتجات المتعلقة به هي المردود الاقتصادي الأكبر، يمكن التعامل مع التحوير الوراثي اقتصاديا بما يضمن مصالح كثير من الشعوب، لكن الممارسة الفعلية أن التحوير الوراثي يعامل بطريقة تضمن دخلا كبيرا جدا للشركات المنتجة سواء للنباتات المحورة وراثيا أو التي تمتلك حقوقها، أو المزارعين الذين يزرعون المحاصيل المحورة وراثيا والذين تضاعف دخلهم بإنتاج محاصيل محورة وراثيا، فالآثار الاقتصادية يمكن لي أن أجملها في أنها أعطت دخلا أكبر بشكل كبير جدا للمزارع الذي يزرع نباتات محورة وراثيا، وهذا الذي دفع على سبيل المثال الأرجنتين إلى أن تحول بلدها إلى مزرعة كبرى للمنتجات المحورة وراثيا، وكان هذا قرارا استراتيجيا اتخذته الأرجنتين بأن تتجه في مسار التحوير الوراثي وأن تستثمر من خلال إنتاج المحاصيل المحورة وراثيا، فأرضها زراعية وأمطارها كثيرة وبالتالي يمكن أن تنتج بكميات كبيرة جدا ومن كل الأصناف الزراعية، فالجانب الاقتصادي أكبر بكثير فيما يتعلق بجوانب إنتاج المحاصيل, وهذا هو الدافع الحقيقي الأكبر من التحوير الوراثي، هذا الجانب الإيجابي في حق المنتج والمطور وليس في حق المستهلك، وإن كان هذا قد ينعكس على المستهلك بانخفاض السعر بشكل جزئي، لكن هناك جانبا سلبيا، من خلال التحوير الوراثي تتحكم الشركات المنتجة للأغذية المحورة وراثيا في منح الفرد أو الجهة وتمكينه من زراعة هذا المحصول، فبالتالي لا يستطيع المزارع العادي البسيط أن يزرع المحصول المتعلق بالذرة أو بفول الصويا أو البطاطس أو الطماطم لأن هناك جهة أخرى تمتلك حقوق هذا المنتج وتمتلك حق بيع بذوره أو درناته, وبالتالي تستطيع أن تمنع زراعته إلا عن طريق الشراء من تلك الشركات.
يقول مسؤول في إحدى الشركات المالكة للبذور المحورة وراثيا في أحد الاجتماعات العلمية والاقتصادية متسائلا كيف تزرع البذرة التي طورتها أنا؟ هي لي أنا الوحيد الذي أمتلكها، فكيف تؤخذ دون إذن صاحبها، فهذه البذرة هي ملك للشركة وليس من حق أحد أن يزرعها إلا بإذن الشركة المالكة لتلك البذرة.
من الآثار السلبية الاقتصادية أنها أدت إلى احتكار شديد جدا، وهذا الاحتكار الشديد أصبح خناقا يضيق على المزارع البسيط الذي لا يستطيع أن يتعامل مع هذا الموضوع، هناك أيضا جانب آخر اقتصادي وهو قضية الاحتكار العلمي، حيث أصبحت الشركات المنتجة تتحفظ على المعلومة لأنها لا تريد هذه المعلومة أن تصل للآخر, بالتالي لا يستطيع أن يصل إلى المنتج نفسه وبالطريقة نفسها، فنظام براءات الاختراع الذي يحفظ حقوق جينات محددة هذا أيضا سبب نوعا من الإعاقة الشديدة لبعض أنماط التقدم العلمي في بعض الجوانب، أصبحت المنتجات المحورة وراثيا تشكل مردودا كبيرا جدا للمزارعين، وبالتالي تحولت بعض ولايات أمريكية إلى الاتجاه الزراعي لأنه أصبح يعطيها مردودا اقتصاديا كبيرا جدا، ونمت في المقابل شركات أدوية يقوم استثمارها بشكل أساسي على إنتاج الأدوية من خلال استخدام التقنية الحيوية التي تستخدم التحوير الوراثي، ونعرف أن كثيرا من المنتجات أصبح هناك طريق طويل جدا للوصول إلى هذا المنتج بسبب الاحتكار المترتب على التحوير الوراثي، أما الجانب البيئي نعرف أننا في المملكة نعاني الجفاف في كثير من المناطق والملوحة في مناطق أخرى، ومن خلال استخدام التحوير الوراثي يمكن إنتاج نباتات مقاومة للجفاف ونباتات أخرى مقاومة للملوحة، وبالتالي يمكن الاستفادة من زيادة الرقعة الخضراء، أو زيادة المنتجات من نباتات متناسبة أكثر مع البيئة الموجودة في المملكة، بيئيا هناك كثير من الآفات التي تقضي على بعض المحاصيل وبالتالي يكون لها الآثار السلبية البيئية، هذه الآفات يمكن التحكم فيها من خلال إنتاج بعض النباتات المحورة وراثيا. من الآثار الاقتصادية التعامل مع قضية المبيدات، والتعامل مع المبيدات أتمنى عندما نتحدث عنه يكون الحديث بحذر شديد، لأنها من القضايا التي يساء استخدامها من قبل منتج الأغذية المحورة وراثيا، عندما يزعم منتج الأغذية المحورة وراثيا أن استخدام هذه التقنية يقلل من استخدام المبيدات، هذا كلام صحيح لكن ليس على إطلاقه،لأنه لا يمنع استخدام جميع المبيدات، لكنه يمنع استخدم مبيدات محددة، فبالتالي نعم استطعنا أن نقلل من استخدام مبيدات معينة، لكن تقليلنا من مبيدات معينة انعكس بزيادة الرقعة المزروعة بشكل كبير جدا فزاد الطلب على المبيدات الأخرى المسموح بها وبالتالي أصبحت هناك زيادة في استخدام المبيدات، من الجوانب البيئية الإيجابية زيادة المسطحات الخضراء حتى لو لم تكن منتجة لأغذية أو لأدوية، لكن نباتات يمكن تحويرها لزيادة المسطحات الخضراء، ومن الجوانب البيئية السلبية للتحوير الوراثي أن هناك خطورة كبيرة جدا وثابتة علميا أن النباتات المحورة وراثيا بسبب قدرتها على مقاومة بعض الجوانب البيئية كالجفاف والملوحة والآفات تطغى على النباتات المحلية وطغيانها على النباتات المحلية يؤثر في التنوع الحيوي في المنطقة، وبالتالي هذا التنوع الحيوي سيتأثر بشكل كبير للغاية عندما يكون هناك انسياق وراء زراعة النباتات المحورة وراثيا، ولذلك أصبح كثير من المنظمات الدولية تنادي بالحفاظ على التنوع الإحيائي من خلال الحد أو تنظيم زراعة النباتات المحورة وراثيا من الجوانب البيئية السلبية أن يكون هناك إطلاق لكائنات محورة جديدة وقد لا يكون مرغوبا فيها، الباحث عندما يعمل في المعمل من أجل إنتاج النبات المطلوب هو الحقيقة النتيجة التي يصل إليها ليس نباتا واحدا فقط بل مجموعة من النباتات ينتقي من بينها أفضلها الذي يقوم بتسويقه وإنتاجه بشكل نهائي، لكن هناك في الصف الخلفي عددا كبيرا جدا من النباتات التي تم تحويرها وراثيا لكنها ليست الأنسب, هذه النباتات التي تم تحويرها وراثيا وليست الأنسب إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح ستكون لها آثار بيئية سلبية، ولا نغفل قضية صعوبة التمييز أحيانا بين المحور وراثيا وغير المحور خاصة في ظل غياب المعلومة الصحيحة من المنتج هذه أيضا قد تكون لها آثارها البيئية السلبية.
التوصيات:
ضرورة وجود مشاريع وطنية لإجراء أبحاث لإنتاج نباتات محورة وراثيا تناسب احتياجاتنا المحلية.
يجب تطوير آليات للكشف والتتبع للمنتجات المستوردة المحورة وراثيا وإيجاد مراكز خاصة تعنى بأمر منتجات التحوير الوراثي قبل دخولها السوق.
ضرورة التعاون مع الهيئات الدولية والشركات العالمية لتطوير الأدوية والمنتجات المعدلة وراثيا بحيث تكون المملكة من الدول المبادرة للحصول على هذه التقنيات.
إنشاء مراكز متقدمة لتطوير التقنيات الحيوية لما لها من أثر اقتصادي مهم والتركيز على أبحاث التحوير الوراثي في الأصناف الحيوانية والنباتية.