التعهد بإصلاح عميق للنظام المالي الدولي.. ودعوة إلى تدخل صندوق النقد
دعا رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أمس إلى ضبط النظام المالي العالمي بمزيد من التشدد، في ختام القمة الآسيوية ـ الأوروبية (آسيم) في بكين.
وقال وين خلال مؤتمر صحافي في ختام القمة التي جمعت أكثر من 40 من القادة الآسيويين والأوروبيين الجمعة والسبت "إننا بحاجة إلى مزيد من الضبط المالي لضمان استقرار النظام المالي"، وأضاف "ينبغي التنسيق بين الاقتصاد الوهمي والاقتصاد الفعلي"، مضيفا أن الإجراءات المتخذة لمواجهة الأزمة المالية الحالية "غير كافية".
واجتمع الزعماء لليوم الثاني في قمتهم وسط مهمة هائلة لتعزيز ثقة الأسواق التي يعصف بها الذعر خشية ركود عالمي، واستيقظ الزعماء على أنباء عن إغلاق بورصة وول ستريت على أدنى مستوى في خمسة أعوام ونصف العام، في حين تراجعت الأسهم في اليابان بنسبة 9.6 في المائة وفي أوروبا بنسبة 5.4 في المائة "مع ملاحظة فارق التوقيت بين بكين ونيويورك".
وأثارت الأزمة المالية إحساسا بالحاجة الملحة للتحرك في أجواء قمة آسيا وأوروبا التي تضم 27 عضوا في الاتحاد الأوروبي و16 دولة آسيوية وهي عبارة عن اجتماع يعقد كل عامين واعتاد أن يكون مناسبة للكلام الخالي من الفعل.
وتعهد الزعماء أمس الأول بالتعاون في معالجة الاضطراب باتخاذ ما وصفه بيان بأنه "إجراءات حاسمة وحازمة وفاعلة بأسلوب مسؤول وفي الوقت المناسب"، وقال البيان "من خلال مثل هذه الجهود المنسقة يعبر الزعماء عن الثقة الكاملة في بإمكانية التغلب على الأزمة".
والهدف الرئيسي لأوروبا في بكين يتمثل في حشد الدعم الآسيوي لتشكيل جبهة موحدة في قمة بشأن الأزمة المالية سيستضيفها الرئيس الأمريكي جورج بوش في واشنطن منتصف الشهر المقبل.
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي "تود أوروبا أن تدعم آسيا جهودنا ونود التأكد من أننا يمكننا يوم 15 تشرين الثاني (نوفمبر) أن نواجه العالم معا ونقول إن أسباب هذه الأزمة غير المسبوقة لن يسمح لها بأن تحدث ثانية".
وبين مسؤول في الرئاسة الفرنسية أن ساركوزي قال للرئيس الصيني هو جينتاو إنه يريد الخروج بقرارات ملموسة من محادثات واشنطن لكنه يخشى أن تكون الولايات المتحدة قانعة "بمبادئ وعموميات".
وقال إن الزعيمين الفرنسي والصيني اتفقا على تبادل أوراق عن المواقف قبيل القمة، وأضاف أن الصين مهتمة جدا بفكرة تنظيم عالمي أوسع للأسواق المالية.
وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته أن ساركوزي يصر على نحو خاص على أن توضح قمة واشنطن أن كل المؤسسات المالية في المستقبل يجب أن تكون خاضعة لتدقيق صارم، وأضاف المسؤول أن ساركوزي يعتبر أن سلوك صناديق التحوط كان "فضيحة" في حين أن وكالات التصنيف كانت "قمامة".
ومن السمات اللافتة لبيان يوم الجمعة الدعوة لدور رئيسي لصندوق النقد الدولي من أجل تحقيق الاستقرار في النظام المالي العالمي، حيث يحظى الصندوق في أوروبا بتقدير أكبر منه في معظم آسيا حيث لا تزال الذكريات حية عن تدخله غير البارع أثناء الأزمة المالية في المنطقة في 1997-1998 .
وتعهد القادة الآسيويون والأوروبيون في بكين أمس الأول عندما كان الذعر مسيطرا على الأسواق مجددا، باعتماد إصلاح عميق للنظام المالي الدولي، ودعوا إلى دور أكبر لصندوق النقد الدولي للخروج من الأزمة العالمية.
ودعم قادة الدول الـ 27 في الاتحاد الأوروبي و16 دولة آسيوية عقد قمة لمجموعة العشرين التي تضم الدول الصناعية الكبرى والدول الناشئة، في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) في واشنطن.
وفي افتتاح القمة الجمعة دعا رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إلى "تحرك مشترك" بين القارتين لمواجهة الأزمة، ولا يتوقع أن تؤدي المناقشات غير الرسمية لقمة "آسيم" إلى صدور إعلانات ملموسة إذ أنها هيئة حوار ولا تملك صلاحية اتخاذ قرارات.
وتختتم القمة عند الساعة 15:30 (الساعة 07:30 ت.غ) قبل مؤتمر صحافي ختامي لرئيس الوزراء الصيني وين جياباو والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي ورئيس المفوضية الأوروبية وسلطان بروناي حسن بلقيه.
وسيجري ساركوزي لقاءات ثنائية مع رئيس الوزراء الياباني الجديد تارو آسو الذي يقوم باول مهمة دولية له في الخارج في بكين، بعدما التقى رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ - باك.
وبحث القادة أمس (43 دولة) في مجموعتهم التي تضم اسم "آسيم" موضوعي المناخ والأمن الغذائي، على ما أفادت الوفود، وناقش رؤساء الدول والحكومات من القارتين التغيرات المناخية والتنمية المستدامة وأمن الغذاء والطاقة والنزاعات الإقليمية والوقاية من الكوارث والتماسك الاجتماعي والحوار بين الحضارات.
كما أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السبت في بكين أن قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) في واشنطن ستتخذ قرارات بشأن الأزمة المالية العالمية.
وقال ساركوزي لدى اختتام أعمال القمة الآسيوية الأوروبية "آسيم" في بكين التي خصص قسم كبير منها للبحث في الأزمة المالية العالمية "ما قاله رئيس الوزراء الصيني (وين جياباو) يعبر بشكل واف عن ذهنية أصدقائنا في آسيا".
وتابع "لقد أعربوا لنا جميعهم قبل الإعداد لهذه القمة (في واشنطن) عن عزمهم على أن تكون هذه القمة حاسمة وأن تتخذ قرارات".
وختم ساركوزي الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي أن "الكل أدرك بشكل جيد أنه لا يمكن الاجتماع لمجرد تبادل الكلام. سيتم اتخاذ قرارات"، وكان ساركوزي قد أصر على واشنطن من أجل تنظيم هذه القمة.
وقال وين جياباو في ختام القمة الآسيوية الأوروبية (آسيم) في بكين "إننا بحاجة إلى مزيد من الضبط المالي لضمان استقرار النظام المالي".
وتضم مجموعة العشرين دول مجموعة الثماني الصناعية الكبرى "الولايات المتحدة، ألمانيا، كندا، فرنسا، إيطاليا، اليابان، بريطانيا، وروسيا" إضافة إلى 11 دولة ناشئة كبرى والاتحاد الأوروبي.