اقتلوا فهد عافت!
هذه ليست دعوة لإهدار دم شاعرنا, وليست رغبة في أن تتناقل وسائل الإعلام العربية والغربية- وما بينها -اسم صاحب هذا المقال كخبر مثير يفتح شهية الباحثين والخبراء في الإرهاب والحركات الإسلامية المعاصرة, رغم أن ذلك مغر جداً, فلا أحد يكره أن يأتي اسمه في الشريط الإخباري للقنوات الفضائية، وأن يتداول تصريحه أكثر من تداول مناظرات أوباما وماكين,فلا أشهى ولا أجمل ولا أكمل- وجميع مصادر أفعل- عند الإعلام هذه الأيام من مجرد ذكر مفردة "قتل" لاسيّما إذا كانت صادرة من "سعودي"!
يا جماعة.. أنا أُحب فهد عافت كشاعر يعد من أهم رموز الشعر بالمحكي في العالم العربي في الوقت المُعاصر, وصاحب أهم تجربة في صحافة الشعر المحكي, بل إنها تجربة ثقافية مدهشة وإن أتت عبر صحافة الشعر الشعبي, لكن- وللأمانة "لكن" هنا مع اعتذاري للغويين لا تجب صدق ما قبلها- وبكل أسف عندما نتحدث عن فهد تبرز صورة نمطية جاهزة وتصورّ فكري مسبق أن فهد هو سقف الإبداع في الشعر المحكي الذي لا يمكن تجاوزه, والتعامل مع آرائه وترديدها كـ "كليشات" مع أي حوار يختص بالشعر المحكي, والنقاش في أمور الشعر تأتي غالباً بيزنطية, بل إن فهد أصبحت بيده "صكوك الغفران" التي تجعل الصحافة تحتفي بك وتهيئ لك جنة النشر والشهرة بمجرد أن يقول عنك كلاماً جميلاً حتى لو مجاملة عابرة لا يذكر متى قالها هو, بل إنه من لم يحصل على مجدٍ كهذا فإنه يدّعي عداوته الشخصية مع عافت وكيف أنه حاول "تقزيمه", وهذا ليس مربط "المقالة"، بل إن مريدي فهد ما زالوا يمارسون ضخّ الإحباط في أي تجربة حديثة ومحاولة تهميشها وذلك باستدعاء الصورة النمطية لتجربة عافت وجعلها قياساً لأي عمل إبداعي, وكأن المطلوب في كل مرة استنساخ تجربة عافت وجعل الإبداع يدور في إطارها، والتعاطي مع التجربة العافتية على أنها قيمة معرفية عُليا,والمؤسف أن قراء فهد هم من الشعراء النخبويين الذين يملكون مخزونا ثقافيا كبيرا نسبيا, لكن عندما تقترب من حُمى فهد عافت يبدؤون بالتجهّم والإقصاء لأي رأي يُقاطع التجربة، إلى درجة وصم المخالف بأنه يحتاج إلى سنوات ضوئية للتعاطي مع شعر هكذا.
ويبقى فهد عافت التجربة المتفرّدة التي ما زالت تثير الجدل , وهانحن نختصم جرّاها, ويؤرقنا سهرها, وننتمي محبتها وخصومتها معاً!