في حائل.. ماذا يحدث في الوسيطاء .. ومن يسكن العزيزية؟

في حائل.. ماذا يحدث في الوسيطاء .. ومن يسكن العزيزية؟

حتى الأماكن الجميلة هناك ما يشوهها. مهما قال أهل حائل عن عروس الشمال، فإنهم لا يمكن أن يتجاهلوا الصورة المشوهة لعدد من أحيائها القديمة. حيث تعاني هذه الأحياء نقصا كبيرا في بعض الخدمات وقلة الاهتمام من قبل الأمانة فكل حي من الأحياء لا بد أن تنقصه خدمات يجب أن تتوافر، وهناك سلبيات يجب معالجتها وفق الخطط المرسومة من قبل الأمانة فيه لكن في بعض الأحياء في حائل مشكلات لا بد من حلها عاجلا ومتطلبات لا بد من توفيرها للمواطن.
واشتكى غالبية سكان الأحياء من نقص الخدمات في أحيائهم والمشكلات التي تواجههم، لافتين إلى أن الأمانة تركز اهتمامها على الأحياء الجديدة في المنطقة مهملين بشكل واضح بقية أحياء المنطقة.
بيوت مهددة بالسقوط ومحال مهجورة وعمالة وافدة تزاحم المواطنين على السكن.. شوارع مقفلة لأعمال تجاوزت وقتها المحدد .. حفريات تكسو غالبية الشوارع .. هو المشهد المسيطر على عدد من أحياء حائل التي لا تكاد أن تدخلها حتى تتوقف مجبورا لضيق شوارعها، معاناة لم تجد من يسمعها من قبل المسؤولين، بيوت تسكنها عوائل يجاورها منزل يقطن فيه مجموعة من العمالة الوافدة إن لم يكن مهجورا.
"الاقتصادية 2" سجلت وجودها داخل الأحياء ونقلت هموم المواطنين للمسؤولين في حائل باحثين عن حل لمعاناتهم في كل حي من أحياء المنطقة:

الوسيطاء .. بيوت مهددة!

في حي الوسيطاء غرب المدينة شوارع ضيقة، وبيوت شعبية قديمة فقدت أصحابها منذ سنوات طويلة لم ترهم، وقد يكون أصحابها منذ أن شيدوها قبل أكثر من ثلاثين عاما لم يسكنوها فهذه البيوت أسوار بلا أبواب أصبحت وكرا وملاذا للمجرمين والعمالة وأصحاب السوابق، وبقي جيران هذه البيوت يعيشون قصة معاناة معها ولاسيما وهم ينتظرون سقوطها لينزاح الهم عنهم فأصبح الرعب يدب في قلوب الأطفال والمارين من جوار تلك البيوت التي طال صراخها وهي تبحث عن صاحبها الذي رحل ولم يعد لها، تترنح مع هبوب الرياح ولم يحن حتى اليوم موعد سقوطها أو إزالتها لينزاح الهم عن جيرانها.

المبارك: لا نظافة ولا سفلتة

يقول خالد المبارك أحد سكان حي الوسيطاء أنه منذ أكثر من 30 عاما يسكن هذا الحي الذي يفتقر للخدمات البلدية فالشوارع الداخلية في الحي غير مسفلتة ومستوى النظافة متدن جدا فيها مشيرا إلى أن التنظيم لهذا الحي تنظيم عشوائي منذ بدايته فالتخطيط سيئ للغاية بشكل لا يتخيله العقل والبيوت المهجورة بكثرة فيه تهدد أرواح السكان، مبينا أنه في جوارنا منزل مهجور منذ أن شيد منزله قبل أكثر من ثلاثين عاما وأبوابه الخارجية منزوعة ومنهار جزء من المنزل فأصبح ملاذا للمجرمين والعمالة الوافدة ومرمى للنفايات ويقول: أنا في أكثر المرات أقوم بشراء أبواب له وإقفاله بعد أن فشلت في البحث المستمر عن صاحبه وذلك لاتقاء شر هذا المنزل وما يجلبه لنا من مشكلات وأضاف أن المنازل المهجورة في الحي أكثر من سكانها وأنا أطالب الجهات المختصة سواء في الأمانة أو الأمارة بالنظر في وضع هذه المنازل سواء بإزالتها أو البحث عن أصحابها وإلزامهم بإصلاحها والنظر بشكل عام إلى هذا الحي وإعادة تنظيمه بما تراه الجهات المختصة.

محال مهجورة

أما حيي"حارة عمار" والمطار القديم، يعانيان من مجمع محال تجارية وسط الحي كانت حاضرة أيام الماضي وبقيت تصارع مع مر السنين حتى تنتهض وتبقى بنبض الحياة موجودة فتارة تدافع عن حريق اندلع فيها نتيجة لعبث أطفال وتارة تحتضن مجموعة أوساخ وقمامة وتارة تكون مجتمعا للشباب حتى منتصف الليل.
فهذه المحال أصبحت مهجورة منذ سنوات طويلة وللأسف لم نشاهد دور الأمانة في إزالتها وهدمها ليرتاح الحي من المشكلات التي جلبتها ويظهر بمنظر أفضل مما هو عليه الآن، نايف الرشيدي أحد سكان الحي يقول إن هذه المحال أصبحت خطرا على السكان فالفائدة منها معدومة جدا وانتهت منذ سنوات طويلة فأصبحت هذه المحال خطرا يهدد حياة الأهالي فالتجمعات الشبابية مستمرة فيها حتى منتصف الليل مما يشكل إزعاجا للسكان وأصبحت ملاذا لبعض الشباب والعمالة ومرمى للنفايات فأنا أوجه ندائي لأمانة حائل بالنظر فيها وإزالتها وتحويلها لحدائق يستفيد منها أهالي المنطقة.

عمالة وافدة .. وبيع

أما في حي العزيزية الحي الذي يتوسط المدينة اكتظت العمالة الوافدة بكثرة في الحي، وأصبحت تزاحم سكان الحي على البيوت وسيطرت عليها وأصبح نسبة العمالة الساكنة في الحي تفوق نسبة المواطنين وهذا ما تذمر منه أهالي الحي وأثار الرعب في قلوب أغلب السكان الذين اضطروا لبيع منازلهم والبحث عن حي آخر والبعض عرضها للإيجار خوفا من وقع كارثة في الحي من هؤلاء الوافدين.
ويقول بدر العبد الله أحد سكانه إنني اضطررت أن أعرض منزلي للبيع لأنني أصبحت لا أستطيع الخروج من المنزل وترك عائلتي فيه وهم يسكنون بين العمالة الوافدة. مضيفا، أصبح البعض يخشى الخروج في ساعة متأخرة في الليل ويرفض ذهاب أبنائه للصلاة وحدهم من كثرة ما يتردد على أسماع الناس وعبر وسائل الإعلام من مشكلات كثيرة من الوافدين.
وبين أنه لهذا السبب تجنب البعض البقاء داخل هذا الحي المجهول الهوية لمن يسكنه ويحاول الأغلب من السكان الخروج منه بأي طريقة كانت، أما الساكنون فيه فيعيشون بحذر كبير، فتخيل أن عائلتك تسكن بجانب منزل يحوي ما يزيد على 30 وافدا فكيف سترتاح وأنت تغيب عنهم لحظات. وطالب أهالي الحي المسؤولين بإيجاد حل مناسب لهؤلاء العمالة ومحاولة ضبط آلية سكنهم في الأحياء المكتظة بالسكان أو عدم تأجيرهم بجانب سكن العائلات لضمان استقرار حياة آمنة لسكان الحي .

بقايا بناء

في حي المصيف شمال حائل يقول بدر العلي حيّنا حي جديد لكنه يعاني الإهمال من قبل الأمانة فالحي يفتقر غلى وجود الإنارة والشوارع غير مكتملة سفلتتها كما أنه مهمل من عمال النظافة فبقايا بناء الفلل والعمائر السكنية تراكمت في الشوارع فكل من انتهى من عملية بناء منزله يقوم برمي بقايا (الأسمنت والبلك والخشب) التي كان يستخدمها لتبقى عبئا على الحي وعلى سكانه الذين لا حول لهم ولا قوة وعلى الرغم من إن حي المصيف يعتبر من أحدث الأحياء في حائل إلا أنه من أسوئها بالخدمات .

حفريات مهملة

أما حي المنتزه الشرقي والغربي في شمال المدينة فحفريات المشاريع زينت الحي حيث انتشرت بشكل كبير فيها وأقفلت الشوارع لفترات تفوق مدة العمل فيها، فمنطقة العمل تترك لفترات طويلة دون العمل فيها ويترك الشارع مقفلا أمام المواطنين ما يسبب ازدحاما في شوارع الحي الداخلية، فبعض سكان الحي لا يستطيع الوصول لمنزله بسهولة جراء إقفال الشوارع والحفريات التي أهملت وشكلت خطرا على الأطفال والمارة، ولا نغفل التشققات الطبيعية في الأسفلت الذي أشبه بطريق ترابي سبب مشاكل كثيرة للسيارات، فالكل يتذمر من هذه الحفريات الطبيعية التي نادى أهالي الحي مرارا المسؤولين لإصلاحها، لكن لا حياة لمن تنادي، فالشوارع ازدادت سوءا في الحي.

انتظار الحل!

قصة كتبتها أحياء حائل تكونت من بيوت مهجورة بقيت بلا راعي، وعمالة وافدة يقطنون في حي واحد ومحال قضت نحبها وانتهت ولكن السؤال الذي صال وجال في أحياء حائل وصدح بأنحاء أجا وسلمى هل تنتهي هذه المعاناة أم تبقى كما كانت؟

الأكثر قراءة