دراسة على عينة شملت 63 شخصا لمعرفة تأثير استخدام السعوديين المفرط للهاتف المحمول
بدأ استشاري سعودي في مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي بإعداد دراسة علمية محكمه تهدف إلى استنتاج أثر استخدام الهاتف المحمول في الأذن لفترات طويلة نظرا للاستعمال المفرط له في المجتمع السعودي مقارنة بالمجتمعات الأخرى، واشتملت عينة الدراسة التي تعد الأولى من نوعها على المستوى السعودي واستغرقت مراحل إعدادها ثمانية أشهر على (63 مبحوثا سعوديا) تراوح أعمارهم ما بين (18 إلى 60 عاما).
وأوضح لـ "الاقتصادية الدكتور عبد الرحمن عبد الله السنوسي استشاري أمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي والأستاذ المساعد في جامعة الملك سعود ورئيس فريق البحث، أن الهدف من إعداد هذه الدراسة هو فقدان الدراسات السعودية العلمية المحكمة التي تسجل أثر استخدام المحمول في الأذن ، كما أن استخدام السعوديين المفرط للهاتف المحمول مقارنة بالمجتمعات الأخرى كان دافعاً رئيسياً لإجرائها.
وتوافقت أعداد عينة الدراسة التي اشتملت على (63 سعوديا) تراوح أعمارهم من (18 إلى 60 عاما) واستمرت لمدة ثمانية أشهر مع طبيعة ونوعية الدراسات المشابهة بحيث اختيرت بدقة متناهية من قبل الإخصائيين، واشترط البحث تعرض المبحوثين (المتطوعين) للمحمول مدة (ساعة كاملة) في أذن واحدة فقط دون استخدام الأذن الأخرى، إضافة إلى توحيد نوعية المحمول المستخدم للعينة بالكامل إضافة إلى سلامة جميع المبحوثين من أي أمراض لها علاقة بالسمع حيث أجريت لهم اختبارات السمع قبل وبعد التجربة.
وأرجع الدكتور السنوسي سبب إجراء اختبار ما قبل التجربة إلى ضرورة التأكد من خلو المبحوثين تماما من جميع الأمراض والالتهابات التي تؤثر في مستوى السمع، مشيرا إلى أن بعض الأشخاص يكون لديهم مشكلات في الأذن لا يشعرون بها ولا تكتشف إلا بالفحص الدقيق فيما يتم بعد المرحلة الأولى من الفحص تعريض المريض للمحمول لمدة ساعة ومن ثم تجرى اختبارات السمع بعد التجربة وبعد ذلك تقارن نتيجتا الفحصين (قبل وبعد التعرض للمحمول) وتسجل الأعراض الذي شعر فيها المبحوث أثناء استخدامه للمحمول لمدة ساعة كشعوره بوجود الحرارة أو طنين أو دوار في التقرير الخاص بكل عينة من عينات الدراسة.
وتتميز هذه الدراسة عن الدراسات العالمية المشابهة بأن فترة التعرض للمحمول في البحث الحالي طويلة جدا وهي ساعة كاملة بينما الدراسات الأخرى التي عملت خارج المملكة كانت فيها مدة استخدام المبحوثين للمحمول لم تتجاوز 35 دقيقة، واصفا طول فترة التعرض بأنها فترة تتناسب مع مدة استخدام السعوديين الواقعية له.
وتوقع معد الدراسة أن يكشف البحث جانبين مهمين وهما الأعراض المرضية إن وجدت وطبيعة الاختلاف بينها باعتبار العوامل المؤثرة في العمر، لافتا إلى أن هناك عوامل غير متشابهه تؤثر في العينة المدروسة بمختلف فئاتها فالكبار على سبيل المثال لديهم قابلية لضعف السمع نظرا لسنهم بينما الصغار قد يكون لضعف السمع لديهم نتائج سيئة في المستقبل.
وأكد أن الدراسة لا تزال في نصف الطريق ومن الصعب التنبؤ بأي نتيجة سواء كانت سلبية أو إيجابية معللا ذلك إلى ضرورة الانتهاء من إجراءات الدراسة بالكامل واستعراض بياناتها لعمل تحليل إحصائي بحيث تصنف بعد ذلك النتائج وفقا لأهميتها وجدواها.
وبين الدكتور السنوسي أن استخدام المبحوثين للمحمول في هذه الدراسة كان استخداماً مباشراً منوها بأن هذه الدراسة ستكون مشجعة لعمل دراسات أخرى في مرحلة لاحقة يسجل من خلالها جوانب مهمة كالفرق بين استخدام المحمول المباشر واستخدامه عبر كل من (السماعات السلكية) أو( سماعات البلوتوث)، إضافة إلى استخدامه في حال وصله بالشاحن، مستطردا "هذه الدراسة تعتبر بداية سلسة لدراسات أخرى مختلفة والتي ستسهم في إيجاد أفضل الطرق لاستخدام المحمول الذي أصبح من مسلمات الحياة العصرية كما سوف يساعد على تثقيف المجتمع وتحديث الأجيال الجديدة من الهواتف النقالة".
وذكر الدكتور السنوسي أن التوعية من مخاطر استخدام المحمول هو الهدف التي تسعى الدراسة لتحقيقه فهو يصب بالكامل في المصلحة العامة للمجتمع بحيث روعي فيها الحيادية والجانب الأخلاقي والعلمي، مشددا على أن نتائجها لن تتأثر إطلاقا وفقا لمصلحة الشركات المصنعة للهواتف المتنقلة، وذكر أنه في حال وجود نتائج سلبية ناتجة من تأثير المحمول في الأذن فإنها بالتأكيد سوف تكون إيجابية لتلك الشركات لأنها ستحاول من تطوير منتجاتها مستقبلا وفقا لنتائج هذه الدراسة والدراسات المشابهة وبخاصة أن لديها قدرة كبيرة على التطوير.
وخضعت دراسة (تأثير استخدام الهاتف المحمول على الأذن) التي تعاون في إعدادها مجموعة من الأطباء وإخصائيي السمعيات في قسم الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي لمقاييس التحكيم العلمية العالمية الدقيقة حيث تمت الموافقة عليها من قبل مركز الأبحاث في الجامعة ولجنة عليا مكونة من أكثر من متخصص في مجال الأبحاث ، ومن ثم دعمت من قبل مركز الأبحاث في كلية الطب وكرسي بحث الإعاقة السمعية وزراعة السماعات في جامعة الملك سعود.
من جانبه، قال الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله حجر استشاري الأنف والأذن والحنجرة والمشرف على كرسي بحث الإعاقة السمعية وزراعة السماعات وأحد أعضاء فريق البحث، إن مثل هذه الدراسات تؤكد دور الجامعة الريادي في تثقيف المجتمع والوصول به إلى الريادة العالمية في مجال المعرفة وهذه رسالة كرسي بحث الإعاقة السمعية وزراعة السماعات. ودعا الدكتور حجر شركات الاتصالات في السعودية إلى المشاركة في دعم مثل هذه الأبحاث التي تصب في مصلحة المواطن أولاً وأخيراً كما أنها تبرز دور المملكة الريادي في مجال الأبحاث الذي لا غنى عنها في عصرنا الحاضر الذي يمثل عصر المعرفة.